الأردن يبعث رسالة بالطائرات الحربية لاطراف النزاع بسورية

الأردن يبعث رسالة بالطائرات الحربية لاطراف النزاع بسورية
الرابط المختصر

محلل: معركة درعا المرتقبة ستكون مصدر تهديد للأردن.

محلل: الجيش سيتحمل عبئاً إضافياً إنسانياً وعسكرياً في الفترة المقبلة.

محلل: على الأردن أن يطلب تحويل شريطه الحدودي إلى منطقة معزولة.

محلل: مواقع حرس الحدود قد تتعرض للاعتداء.

منذ بدء الأزمة السورية قبل نحو 3 سنوات وحدود الأردن الشمالية تشهد توتراً كبيراً مع نزوح مئات الاف اللاجئين، ومحاولات تهريب الاسلحة والمقاتلين من وإلى الأردن التي تصدت لها قوات حرس الحدود بقدرة عالية، إلا أن تطوراً جديداً شهدته الحدود الاربعاء تمثل باستخدام الطائرات الحربية في التصدي لمحاولة اختراق الحدود.

4 سيارات مموهة حاولت خرق سيادة الأردن عبر حدوده الشمالية تحركت على إثرها الطائرات الحربية وقصفتها ، مع غياب إعلان الخسائر البشرية التي خلفتها هذه العملية عن بيان القيادة العامة بالأمس.

ولم تعلن أي جهة داخل سورية مسؤوليتها عن هذه العملية، فيما تنصل الجيش النظامي السوري من هذه المحاولة عبر تصريح نسب إلى مصدر عسكري سوري مسؤول نشر على وكالة الانباء الرسمية "سانا".

عسكرياً يرى الخبير العسكري والاستراتيجي مأمون أبو نوار أن العملية التي نفذتها الطائرات الحربية الأردنية ضد عدد من المركبات المصفحة التي حاولت اختراق الحدود بالأمس هي رسالة إلى جميع الاطراف السورية فحواها "أن حدودنا غير مستباحة لأي كان".

وقال اللواء المتقاعد في الجيش الأردني أبو نوار لـ"عمّان نت" إن عملية الأمس هي رسالة أردنية لاطراف المتنازعة في سورية بشكل عام ودرعا بشكل خاص اكد الأردن من خلالها أن حدوده لن تكون مستباحة لأي طرف من اطراف النزاع وخاصة مع قرب معركة درعا.

وتتحدث تقارير صادرة عن وسائل إعلام مقربة النظام السوري أن الجيش النظامي سيسعى في الفترة المقبلة إلى حسم معركة درعا وتأمين حدوده الجنوبية وخاصة بعد حسمه لمعركة "يبرود" القريبة من الحدود اللبنانية الشمالية.

وفي هذا السياق اشار أبو نوار أن النظام السوري سيسعى من خلال معركة درعا المرتقبة إلى تخفيف الضغط عن العاصمة دمشق وانهاء وجود المعارضة السورية من تلك المنطقة وهو الذي سيشكل عبئاً ثقيلاً على الجيش الأردني المرابط على حدودنا الشمالية، وبخاصة مع توقع ازدياد عمليات تهريب المقاتلين والاسلحة وأيضاً زيادة تدفق اللاجئين.

وستزيد هذه المعركة في حال حدوثها من اعباء الأردن الذي اعلن مؤخراً أنه وصل إلى الحد الأعلى لاستيعاب اللاجئين.

معركة درعا والخطر على الأردن

استبعد أبو نوار أن تكون معركة درعا في القريب المنظور إلا أنه أكد أنها استحقاق لا بد منه للنظام السوري.

وقال إن النظام عليه أن يحسم معركة حمص والغوطتين قبل التوجه إلى درعا وحسم المعركة فيها، التي لن تكون سهلة على النظام السوري، وستكون ثقيلة على الأردن.

وأكد أبو نوار ان معركة درعا لن تكون معركة بين الاطراف السورية فقط، متوقعاً ان تتحول تلك المعركة إلى حرب اقليمية ستحاول السعودية من خلالها عدم اعطاء نظام بشار الأسد الفرصة للانتصار في الحرب السورية.

واتفق المحلل العسكري قاسم صالح مع أبو نوار، وتوقع أن تكون معركة طويلة وضارية.

وقال لـ"عمّان نت" إن معركة درعا ستكون طويلة وقد تؤثر على حدودنا الشمالية بشكل كبير، مؤكداً في ذات الوقت أن هذه المعركة هي معركة الجيش السوري وليس الأردني.

هذا والمح أبو نوار إلى احتمالية أن تسعى السعودية إلى تهريب اسلحة عبر الحدود الأردنية إلى درعا لتمكن المعارضة السورية من الصمود في وجه الأسد والانتصار في المعركة، إلا أنه أكد أن الأردن لن يسمح بذلك على الاطلاق.

ويتوقع أن تكون معركة درعا في حال حصولها معركة قوية وتختلف عن سابقاتها لأن النظام السوري سيسعى من خلالها إلى القضاء على "روح الثورة" لأن درعا هي المدينة التي انطلقت منها الثورة السورية.

ونصح أبو نوار الأردن بعدم التدخل بأي طريقة في النزاع السوري، وأن يبقى يقدم دوره الإنساني على أكمل وجه مهما حصل.

وقال أبو نوار" مشاركة الأردن في تلك المعركة في حال حدوثها سيكون "كارثة" للداخل الأردني"، وهو ما اتفق مع أيضاً صالح.

ومع أن تقارير غربية تتهم الأردن بأن حدوده مستباحة لعمليات تهريب المقاتلين والاسلحة إلى المعارضة السورية، إلا أن الأردن أعلن عن ضبط مئات المقاتلين قبل وصولهم إلى سورية وضبط كميات كبيرة من الاسلحة منذ بدء الأزمة.

مواقع حرس الحدود في خطر

ولا تتوقف المخاطر المحتملة على الأردن في حال وقوع معركة درعا على تدفق اللاجئين والاسلحة، فالواء المتقاعد من الجيش القاسم توقع أن تتعرض أيضاً مواقع حرس الحدود إلى الاعتداء في محاولة لزج الأردن في المعركة بأي طريقة.

وقال القاسم إنه يتوقع أن تتعرض مواقع حرس الحدود إلى ما يشبه الاعتداء.

واكد أن المناطق المأهولة بالسكان والقريبة من الحدود قد تتعرض إلى قصف عشوائي جراء المعركة في حال حصولها.

تحويل الحدود إلى منطقة معزولة هو الحل الوحيد

قال أبو نوار إن عبء الأردن في حال بدء معركة درعا سيكون ثقيلاً جداً وأنه في ذات الوقت سيبقى يقدم دوره الإنساني ولن يستطيع منع دخول اللاجئين إلى الأردن.

ولذلك نصح أبو نوار الحكومة أن تطلب من مجلس الأمن الدولي تحويل الشريط الأردني الحدودي إلى منطقة إنسانية  أمنية معزولة لكي يتمكن الأردن من تقديم المساعدة الإنسانية للسوريين وفي ذات الوقت أن يحمي أمنه الداخلي وأن لا يسمح لاثار معركة درعا أن تنتقل إلى الداخل.

 واتفق المحللان أن على الأردن أن يستمر في سياسية النأي بالنفس مهما حصل وأن لا يحاول التورط عسكرياً في سوريا.

أضف تعليقك