الأردنيون يستبدلون الدجاج بالعدس..والفقراء لا يقاطعون
رغم التطمينات الحكومية والمؤتمرات التي تعقدها وزارتي الصحة والزراعة يومياً؛ لم تثن الأردنيين من الخوف من مرض أنفلونزا الطيور ومقاطعة الدجاج ومنتجاته.أكثر الأردنيين عادوا إلى الحبوب وتحديدا العدس والذي أصبح بطل موائدهم هذه الأيام، لكن فئة ليست قليلة وجدت بانخفاض أسعار الدجاج فرصة لشرائها غير آبهين بالخوف كما يقول الستيني علي أبو لبدة: "طالما أن الدجاج سيطبخ على درجة حرارة عالية لماذا أقاطعه، فالعمر واحد وما كتبه الله لنا سوف يحصل".
ازدياد الطلب على اللحوم نسبي ولم يسجل إقبالا على الشراء وذلك لسبب ارتفاع ثمنه، لكن وطأة انتشار مرض أنفلونزا الطيور ووصوله للأردن، لم يدفع بسطاء المواطنين إلا تجاوز خطورة المرض نصرة لسعر الدجاج المنخفض.
ورغم أن علي لا يقاطع شراء الدجاج، فأنه وبنفس الوقت غير مقتنع بما تقوله الحكومة والتطمينات التي تقدمها لمواطنيها، "لا أصدقها أبداً فالفضائيات العربية تتحدث عن انتشاره في مزارع بالأردن، والمرض بالأصل بدأ ينتشر في دول الجوار فكيف لي أن أصدقها".
وديع توفيق وشاح لا يجد المرض بالأمر المهم، ويقول "لغاية الآن أشتري الدجاج بشكل طبيعي، والوقاية أساس كل شيء، فعند الطبخ اعتى الفيروسات تقتل". أما أسعار الدجاج فهي تشجع وديع على شراء الدجاج أكثر.
وعلى عكسه فإن عباس محمود جمعة لا يشتري الدجاج أبداً، "لأن العائلة ترفض إدخاله إلى البيت، رغم أني لا أجد مشكلة في شرائه ولو كان لي فرصة لأكلته بالمطعم، لكني خائف من المرض فالطيور نجدها أينما كانت".
أما محمد عثمان فهو أيضا يشتري الدجاج ولا يقاطعه، متسائلاً هل تتوقعون أن نشتري اللحمة وهي مرتفعة الثمن، ونقاطع الدجاج والذي قل سعره إلى الضعف!
العدس يعتبر من البقوليات التي تحتوي على مركبات بروتينية كبيرة وكالسيوم وفسفور وحديد، هي بديل الكثير من العائلات، ليتحدث أكثر المواطنين عن فوائد العدس ويقول الحاج علي الراميني "العدس أفضل، وعلينا أن نقاطع الدجاج حتى لو كان مجاناً".
وينتشر في الأسواق لحم صيني رخيص الثمن، وذلك بحسب محمد عثمان غير المقتنع به ويقول: "برأيي أن أكل الدجاج أخف وطأة من اللحم الصيني".
سامر عواد يقول أنه ومنذ أن بدأ الحديث عن اقتراب المرض إلى الشرق الأوسط ووصوله إلى مصر وتركيا بدأ وعائلته العمل بالاعتماد على البدائل من الطعام كاللحوم والبقوليات كالعدس "نحن خائفون، وكما يقولون لنا أن المرض منتشر وهناك حالات غير معلنة والرد الحكومي دائما ينفي؛ من نصدق".
أما المواطن أحمد الزعبي فأعلن مقاطعته لشراء الدجاج منذ يوم الجمعة الماضي، "خوفا من المرض.. وقنطار وقاية خير من ألف علاج، والمرض ينتشر في كفرنجة وبعض مناطق المملكة الأخرى".
ويبدي عيسى بطارسة خوفه من المرض، قائلاً أنه يقاطع منتجات الدواجن، وغير مكترث بدعوات طهي الدجاج جيداً، ويقول: "خصوصا بعدما هدد المرض تجار الدواجن والمزارع واستمرار إحراق الدواجن، وأحد أقربائي سيحرق 500 دجاجة له في عجلون هذه كارثة حقيقية، ولم أطمأن من التعليق الحكومي".
إبراهيم هلال إبراهيم لا يخاف من انتشار المرض، ويوافقه عطا الله سبيعات "لما كل هذا الخوف لنتكل على الله".
المواطن خلف الصبيحي يعلق "علينا أن نبتعد عن المسبب للموت ومن هنا علينا أن نقاطع كل ما يتعلق بمنتجات الدواجن. والمواطن عيد عمر يقول: "لا يوجد مشكلة لدي لم أقاطع الدجاج أبداً".
أم منذر معايطة لم تقاطع الدجاج، لكنها تبدي خوفها من انتشار أنفلونزا الطيور في الأردن، أما صدقي شحادة فهو أيضا يشتري الدجاج لانخفاض سعره إلى النصف، في حين قاطع الحاج خالد شراء الدجاج منذ شهرين ويقول "أنا خائف على أولادي وزوجتي وعلى نفسي".
أردنيون يعلنون مقاطعتهم لشراء الدواجن وآخرون يشترونه غير مكترثين..والهاجس هو الخوف وعدم الاقتناع بالتطمينات الحكومية وبين هذا وذاك تظل الإشاعات سيدة الموقف والمحرك الأساسي لحركة السوق التجارية.
إستمع الآن