الأردنيون.. رواتب لا تصل إلى منتصف الشهر وأخرى لا تصل الجيب

الرابط المختصر

أردنيون غارقون في الدين، ورواتبهم لا تكفي حتى منتصف الشهر، هذا هو حال المواطن الأردني الذي أثقل كاهله بالضرائب وارتفاعات الأسعار غير المحدودة والتي طالت حاجاته الأساسية التي لا غنى عنها، كل ذلك مترافقا مع ارتفاع نسب البطالة وازدياد العمالة، وانحسار الطبقة الوسطى، لصالح الفقر، حال لا يعبر عن المواطن، إنما الواقع يحدثك عن حاله .



ويكاد لا يخلو أي مجلس؛ شعبيا كان أو رسميا من الحديث عن هموم المواطن الأردني وغلاء المعيشة وتدني الأجور الذي أصبح لا يسد قوت المواطن البسيط، ولا يلبث ان ينفذ هذا المعول الرئيسي للعائلة –الراتب- مع بداية الشهر ، حاله كحال الدخان الذي سرعان ما يتطاير دون أن يترك أي أثر.

المواطنون اشتكوا لعمان نت تدني أجورهم وعدم كفايتها واعتمادهم على الدين والاقتراض من منتصف الشهر، فهد عبد الله عامل في مؤسسة خاصة براتب 80 دينار، قال ان راتبه يكفيه فقط لاول 10 أيام من الشهر كونه لديه التزامات عائلية وشخصية، وتابع لعمان نت أن وضعه يشبه وضع معظم عمال المصانع والمؤسسات الخاصة والتي لا تكفي رواتبهم حتى نهاية الشهر، مضيفا "اشعر بالظلم الشديد بهذا الراتب .. أما بالنسبة لزيادة العام الجديد فهي وعود لا تطبق , لا يوجد هناك اي زيادة على الراتب".





خليل اعقيلان والذي يعمل مراسل في إحدى المؤسسات أكد على ما قاله فهد بأن راتبه لا يكفي لنهاية الشهر رغم أنه مسؤول عن عائله بأكملها، مضيفا" الجأ بعد نهاية الدوام ببيع بعض الأشياء كي أغطى المصاريف المطلوبة مني .. كون راتبي لا يكفي لأن لدي عائلة ومسؤول عليها" ..





تالا والتي تعمل فنية مختبر لم يكفيها راتبها يوما ما رغم انها غير ملتزمة بأي مسؤوليات عائلية حيث تقول إن المواصلات إلى عملها ترهقها كثيرا وتضيف" اشعر بالظلم بهذا الراتب اذ قارنا ساعات العمل ومدى الجهد الذي نبذله في العمل فنرى ان هناك ظلم في الراتب .. لا يوجد هناك اي زيادة سنوية فأنا أعمل منذ كما هو لم يتغير".



" أنا أنازع في منتصف الشهر" هذا هو الحال الذي وصفت ريما (سكرتيرة) نفسها مع راتبها الضئيل قائلة " بالنسبة لي جديدة على الوظيفة ولكن اذ بقي راتبي كما هو اشعر نفسي اني مظلومة .. ولا يوجد هناك اي زيادة على الراتب واتمنى بان يكون هناك زيادة".



جانب آخر ظهر في استفتاء عمان نت وهم أشخاص تحدوا مصاعب الحياة واستطاعوا أن يصارعوا رواتبهم ويوفروا القليل منه، محمد محمود موظف بشركة خاصة، يقول بالنسبة لراتبي يكفي لنهاية الشهر واستطيع أن أوفر منه حسب الجهات التي انفق عليها ... أنا راضي على وضعي واشعر أنه مقبول بالنسبة لي .. ولكن أسعى بان أطور وظيفتي واحسن راتبي" وتابع محمد " إن عمال الشركات الخاصة مظلومين من حيث الراتب.. أما بالنسبة للغلاء الأسعار مقارنة بالراتب أنها تأثر علينا بشكل او بآخر ولكننا تأقلمنا مع الوضع واصبح لدينا مناعة بالتعامل معها ليس، لدينا هناك اي وسيلة غير ان نقبل بهذا الوضع .. ليس لدينا اي زيادة على الراتب فهذا غير وارد من قبل المؤسسات الخاصة.



عبير راعي مديرة في جمعية شاطرت محمد رأيه بحديثها عن تجربتها السابقة في العمل قائلة " كنت أحصل على راتب جيد ويكفيني لنهاية الشهر وكان وضعي ممتاز ولا اشعر بأي ظلم في حصولي على راتبي".





هذا الحال الذي وصل إليه المواطن الأردني وانشغاله الدائم بتوفير لقمة العيش والحياة الكريمة، يقابله مفارقة عجيبة لرواتب خيالية تكفي أفراد لأشهر طويلة دون ان يكونوا بحاجة ماسة إليها، وها هو المواطن على موعد مع موجة جديدة من غلاء أسعار المشتقات النفطية يرافقها غلاء في المواد الغذائية والصناعية والخدماتية المعتمدة بشكل رئيسي على المشتقات النفطية.





أجرى المقابلات: هديل البس