الأحزاب تجتمع على إدانة النواب وتختلف حول مواصلة المسيرات
أثارت تصريحات النواب التي أطلقوها خلال جلسات مناقشتهم لبيان حكومة رئيس الوزراء معروف البخيت، والتي انصبت على انتقاد المسيرات والاعتصامات التي تشهدها الساحة، ووصلت بالنواب حد توزيع الاتهامات على المشاركين في المسيرات حفيظة الأحزاب السياسية المنظمة أو المشاركة.
ولم يكتف النائب يحيى السعود بوصف من يخرج في المسيرات بـ “البلطجي”، بل زاد على ذلك بإفهام الأحزاب بإدارة الفتنة في البلاد من خلال اجندات خاصة ؛ مطالباً بمحاسبتهم للخروج على القانون
تصريحات النائب السعود قوبلت باستهجان قيادات حزبية، وقال أمين سر حزب جبهة العمل الإسلامي عبد الله فرج الله ردا على التصريحات ” النائب السعود ليس معنياً في متابعة من يخرج عن القانون وذلك لوجود جهات أمنية تتباع هذه التجاوزات”؛ متهما السعود “يمحاول تحويل مجلس النواب إلى جهة أمنية”.
في السياق ذاته قال عضو اللجنة المركزية في حزب حشد مروان حجازي بأن الأحزاب لديها أجندة خاصة نحو الإصلاح والتحول الديمقراطي.
اتهامات النواب للأحزاب بالوقوف وراء الفتنة وتهديد أمن البلد لم يتوقف عند النائب السعود، حيث جاءت تصريحات النائب محمد الكوز والتي أثارت الكثير من الجدل خاصة بعد دعوته للراغبين في الخروج بالمسيرات التوجه إلى جسر الملك حسين، تصريحات زاد عليها أن نعت القائمين على المسيرات بألفاظ اعتبرت غير لائقة.
تصريحات دفعت بعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية بالمطالب بمقاضاة الكوز رغم تكراره للاعتذار عما قال إنه إساءة فهم لتصريحاته.
تصريحات قال فرج الله بأنها مدعاة للفتنة، متهما عدد من النواب بانهم يثيرون هذه الفتنة وليس الأحزاب السياسية.
ووصف فرج الله لغة النواب بلغة “بلطجية” نافيا أن تكون هذه لغة نواب يمثلون الشعب.
تبيان وجهات النظر
وفيما اجمعت الأحزاب على إدانة تصريحات النواب، إلا أن وجهات نظرها تباينت حول الاستمرار في مسيرة الجمعة.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية في حزب الرسالة يحيى الطريفي بأن المسيرات في البداية كانت واضحة الأهداف؛ إلا أنها بدأت في الآونة بدأت تخرج عن إطارها وأهدافها؛ وأصبحت تتعدى الخطوط الحمراء.
وهو ما استهجنه عضو حزب حشد حجازي متسائلاً عن التصريحات التي تتعالى حول أن المسيرات أصبحت تأخذ مسرباً غير مسربها؛ مبيناً أن الأصل منذ البداية كان الإصلاح السياسي وما زال كذلك.
ونفى عضو حزب جبهة العمل الإسلامي فرج الله أن تكون مسيرات المجمعة التي شارك فيها قد خرجت عن سياقها، ولم تتطرق للمطالبات بتغيير النظام؛ وأنها ما تزال مسيرات سلمية تطالب بالإصلاح.
وكانت مسيرة الجمعة الماضية شهدت مقاطعة من قبل غالبية أحزاب تنسيقية المعارضة فيما التزم فيها حزبي الوحدة الشعبية وحزب جبهة العمل الإسلامي ؛ فقد قررت باقي أحزاب تنسيقية المعارضة.
مقاطعة شكرها عدد من النواب أثناء مناقشة بيان الحكومة؛ حيث توجه النائب مرزوق الدعجه في كلمته بالشكر إلى الأحزاب التي قررت عدم المشاركة في المسيرات، مؤكداً على أن رسالة الأحزاب ومطالبهم قد وصلت للمجلس.
رسالة شكر النائب الدعجه لم تلق هذا الترحيب من قبل فرج الله؛ حيث تساءل عن ماهية صلاحيات النواب في توجيه الشكر أو الذم اتجاه الفعاليات الحزبية؟.
كما طالب فرج الله النائب الدعجه بضرورة إعادة النظر في مهام النائب مستهجناً حديثه في انتقاد آلية تعبير الأحزاب عن مطالبهم وبرامجهم.
عضو حزب حشد حجازي أحد أحزاب تنسيقية المعارضة التي قررت عدم المشاركة في مسيرة يوم الجمعه؛ بين بدوره أن قرارهم عدم المشاركة في المسيرة؛ أمرٌ لا ينتظرون عليه شكرا أو ذما من أعضاء مجلس النواب.
توضيحا لأسباب عدم مشاركة بعض أحزاب تنسيقية المعارضة في مسيرة يوم الجمعه؛ بين فرج الله بأن تنسيقية المعارضة قررت إقامة فعاليات تتبلور في مهرجان؛فيما أصر حزبا الوحدة والعمل الإسلامي على المسيرة، الأمر الذي خلق اختلافات في وجهات النظر حول طرق التعبير للمطالية بالإصلاح.
و اتفقت جميع الأحزاب على أهمية مواصلة التعبير بمختلف الطرق التي يرونها مناسبة عن مطالبهم بالإصلاح، إلى حين تحقيق مطالبهم على أرض الواقع وعدم الاكتفاء بالوعود الحكومية.