الآن..بنكك في بيتك
بالرغم من تزايد اعتماد البنوك على التكنولوجيا في ترويج خدماتها المصرفية، إلا أن العديد من الأردنيين لا يعرفون شيئا عن الخدمات البنكية الالكترونية.بالإضافة إلى خدمة الصراف الآلي (ATM) التي تلقى رواجاً بين المتعاملين، هناك الهاتف الناطق، وخدمة البنك عبر الانترنت (e-banking)، التي توفر وسيلة سهلة للعملاء للقيام بالعمليات المالية باسم مستخدم ورقم سري دون الحاجة إلى مغادرة أعمالهم والتوجه للبنوك.
وتأتي هذه الخدمات لتواكب الإيقاع السريع لأنماط الحياة اليومية، وتقديم الخدمة المالية في كل وقت وفي أي مكان.
عدم ثقة !
ياسمين، تجد أن الخدمات الالكترونية "مفيدة وتسهل حياة الشخص اليومية في أوقات دوامه، وفي أوقات غياب البنوك أثناء العطل الرسمية"، لكن ليس لديها أدنى معرفة بالخدمات الالكترونية عبر الانترنت.
واتفق وسام مع ياسمين بعدم معرفته بالخدمات عبر الانترنت ويقول "أول مرة بعرف عن هذه الخدمات".
ربما تعود قلة المعرفة بخدمات الانترنت -وفق ممدوح- إلى عدم الاهتمام "والخدمات الالكترونية عبر الانترنت ضعيفة وتحتاج إلى زيارة أو أكثر إلى البنك قبل الاستخدام، بالإضافة إلى أن هذه الأنظمة معقدة (غير واضحة) وتمتاز بصعوبة الاستخدام".
ويؤكد محمد أن " الصراف الآلي من أسهل الخدمات البنكية وأكثرها تناسبا مع عمله، ويقول إن البنوك عبر الانترنت موجهة إلى الطبقة الغنية وليست للطبقة المتوسطة.
ولا يثق أيمن بالبنك عبر الانترنت، ويعتقد أن الحسابات عرضة للسرقة والتلاعب، ويفضل استخدام الصراف أو الرجوع إلى البنك عند الحاجة.
"الحل السليم في استخدام الخدمات البنكية يكمن فقط عن طريق الذهاب إلى البنوك أو استخدام الصراف الآلي" هذا ما يراه احمد بسبب عدم ثقته بالبنوك عبر الانترنت.
للبنك رأي آخر
رامي دباح، أحد المسؤولين عن الخدمات البنكية الالكترونية في بنك HSBC، يرى أن "هذه الوسائل تغطي معظم الخدمات البنكية من سحب وإيداع واستفسارات عن الرصيد، والقيام بالتحويل وتسديد الفواتير وتغطية الحسابات، وأي أن العملاء يستطيع الاستغناء عن القدوم إلى البنك إلا بحالات السحب والإيداع بمبالغ اكبر من السقف الذي تغطيه هذه الوسائل".
وأضاف أن" ثقة العملاء بالخدمات الالكترونية تزداد يوما بعد يوم، وبمجرد الاستخدام تصبح عادةً وجزءا مريحا من حياتهم اليومية، مع وجود درجة عالية من السرية والأمان".
ويرى دباح أن "المنافسة في هذه الخدمات بين البنوك التجارية بازدياد، خصوصا بعد اعتياد العملاء عليها وطلبهم لخدمات إضافية عبر الانترنت مثل قيام العملاء بفتح الحسابات عبر الانترنت دون القدوم إلى البنك".
الإقبال متفاوت
الخبير الاقتصادي، مازن مرجي، يشير إلى أن" الإقبال على الخدمات الالكترونية متفاوت حسب طبيعة الخدمة، فيعد الصراف الآلي الأكثر استخدما نتيجة لثقة العملاء به، وفرض رسوم مالية على عمليات السحب النقدي من داخل البنك لمبالغ أقل من سقف بطاقة الصراف".
وأوضح مرجي أن "مستوى التعامل بالبنوك عبر الانترنت محدود لعدم قناعة العملاء وقلة ثقتهم بمثل هذه التعاملات، وبين أن معظم متعاملين البنوك من البالغين الذين يفضلون محاكة الأشخاص والتعامل معهم وجها لوجه".
ومن وجهة نظره أن التعامل الالكتروني "غير معقد" ويعود سبب عزوف الأفراد عنه إلى "ثقافة المجتمع في صعوبة تلقي الجديد من العلوم".
ويعزو نائب الرئيس التنفيذي للخدمات الشخصية في البنك الأهلي، أحمد الخب قلة عدد مستخدمي انترنت البنوك إلى "قلة مشتركي الانترنت بشكل عام".
كما أن عدم وصول الانترنت إلى جميع أفراد المجتمع وعدم ثقة العملاء لمدى الأمان الالكتروني وضعف البنوك في الإعلان عنها، وأسباب أخرى لعدم إقبال الناس على الخدمات البنكية الإلكترونية.
تحالف بنكي
ويقترح الخب للتغلب على هذه الأسباب "التحالف والتنسيق بين البنوك التجارية وشركات الاتصالات، لتقديم عروض على خطوط الانترنت بمجرد طلب العميل لخدمة (e-banking)، للعمل على نشر وزيادة استخدام هذه الخدمات".
ولوحظ في الآونة الأخيرة تزايد محدود لعدد المستخدمين على هذه الخدمات، لتنبه البنوك بالترويج للخدمة وتشجيع العملاء عليها، وتقبلهم لها نتيجة توفير الجهد والراحة في ظل اكتظاظ فروع البنوك بالعملاء.
وقد جاء في مجلة انترنت العالم العربي "أن أول بنك الكتروني عبر الانترنت هو (Net Bank) التي نمت أعماله المصرفية من سنة إنشاءه 1995 وحتى عام 2000 بنسبة 717%"