اقبال على استيراد السيارات الهجينة
أكد مستثمرون وتجار سيارات ان الأردن هو أول دولة في منطقة الشرق الأوسط منحت السيارات الهجينة التي تعمل بمحركين (كهرباء وبنزين) اعفاء جمركيا لتسهيل اقتنائها من المواطنين حيث تتمتع بمواصفات ومعايير السلامة البيئية.
والسيارة الهجينة هي سيارات صغيرة الحجم تعمل بمحرك مزدوج يستخدم البنزين والكهرباء في آن واحد، بحيث تعمل على البنزين لحين شحن بطاريتها الكبيرة المرفقة بها، لينفصل عندها المحرك الميكانيكي تلقائيا ويعمل بقوة الكهرباء التي تم توليدها خلال الرحلة.
ويقدر خبراء السيارات ان هذا النوع من السيارات يوفر50 بالمئة على الأقل من الطاقة المستهلكة في السيارات التقليدية، خصوصا إذا ما تم تطوير محركاتها.
وأكد رئيس هيئة المستثمرين في المناطق الحرة نبيل رمان الى وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان عودة أسعار المشتقات النفطية الى الارتفاع دفع بتجار السيارات في السوق المحلية باستيراد السيارات (الهايبرد) التي تعمل بمحركين بنزين وكهرباء لتلبية طلبات المواطنين الراغبين في شراء هذا النوع من السيارات.
وقدر عدد السيارات الموجودة والمستوردة للسوق الحرة بـ3 آلاف سيارة تبلغ قيمتها30 مليون دينار، مؤكدا انه تم التخليص على ما لا يقل عن الف سيارة للسوق المحلية.
وبحسب الأرقام الصادرة عن دائرة الجمارك فقد ارتفع عدد السيارات الهجينة التي تم استيرادها للسوق المحلية في الأشهر السبعة الماضية إلى حوالي670 سيارة مقابل 56 سيارة تم استيرادها في النصف الثاني من العام الماضي.
وقال رمان انه تم التعاقد على شراء5 آلاف سيارة هجينة وهي في طريقها الى المملكة، مطالبا الحكومة ان يتم معاملة السيارات الهجينة ذات المحركات الكبيرة التي تم التعاقد على شرائها وشحنها الى المملكة حسب قرار الإعفاء الحالي وان تستثنى من أي تعليمات جديدة.
وأوضح ان الحكومة ستعتمد بيانات ووثائق الشحن والاستيراد، مشيرا الى انه اذا ثبت ان سيارات الهايبرد التي تفوق سعة محركاتها2000 سي سي تم استيرادها قبل صدور أي تعليمات جديدة، فانه سيتم معاملتها حسب التعليمات السابقة وإذا تبين انه تم التعاقد على شرائها (شحنها) بعد صدور التعليمات الجديدة فانه سيتم إخضاعها للضرائب.
وكانت هناك تصريحات صدرت اخيرا حول إعادة النظر في الإعفاء الذي منحته الحكومة لهذا النوع من السيارات، في حين أكدت مصادر حكومية ان قرار اعادة النظر في الرسوم لن يشمل السيارات الهجينة2000 سي سي فما دون، مشيرا الى انه سيتم الإبقاء على إعفائها من الرسوم والضرائب.
اما السيارات التي تزيد سعة محركاتها على2000 سي سي فان التعديلات ستطال هذه الفئات باعتبارها مخالفة للشروط التي تم على اساسها الإعفاء، لذلك فان السيارات ذات المحركات الكبيرة لن تستفيد من الإعفاءات الضريبية بعد تفصيل وشرح القرار.
ودعا الحكومة إلى اعفاء جميع السيارات الهجينة مهما بلغ سعة محركها لان هذه السيارات ستوفر على الدولة استيراد كميات كبيرة من النفط وستمكن مالكيها من تجاوز التكاليف المرتفعة التي تنفق على البنزين، موضحا ان محرك الكهرباء يعمل بالشحن الذاتي اثناء مسير السيارات.
وبين رمان ان مبيعات هذا النوع من السيارات في ازدياد وفاقت التوقعات، مؤكدا توفر مراكز متخصصة لصيانة السيارات الهجينة في المنطقة الحرة والسوق المحلية الامر الذي شجع المواطنين الإقبال على هذا النوع من السيارات.
من جهته قال نقيب وكلاء السيارات وقطع الغيار سلامة الجندي ان شركات السيارات في السوق المحلية استوردت فعلا ما يسمى (السيارات الهجينة) كبديل عن السيارات التقليدية وكوسيلة جديدة لتوفير أكبر قدر ممكن من الطاقة.
وأضاف ان لدى وكالات السيارات مراكز متخصصة في صيانة هذا النوع من السيارات، مؤكدا انها موجودة في السوق المحلي وأثبتت دراسة جدواها فعاليتها بشكل كبير.
واتفق الجندي تماما مع عدد من التجار في ان السيارات الهجينة ستحقق نجاحا كبيرا في المستقبل، وستشكل وسيلة ناجحة لتوفير الطاقة، لكنه قال إنها ما تزال تحت التجربة وبحاجة لتوفير أعداد كبيرة من مراكز صيانة في جميع مناطق المملكة، وإنها مرتفعة الثمن، بمعنى أنها لا زالت صعبة الاستعمال والاقتناء في الوقت الراهن.
وبحسب الجندي فإن المشكلة الحقيقية في المملكة تتمثل في السيارات المستعملة التي تستهلك وقودا أعلى بكثير من الجديدة، فضلا عن أنها ذات مشكلات في الأمان وقطع الغيار، إضافة إلى ما تسببه من أضرار بيئية كبيرة.
وحول آلية عمل سيارة الهايبرد قال المستورد سامر فليفل ان هذه السيارات تعمل بمحرك الكهرباء من لحظة التشغيل وحتى وصول السرعة إلى60 كيلومترا في الساعة، مشيرا الى أنها تتحول إلى العمل بمحرك البنزين في حالة تجاوزت سرعة السيارة60 كيلو مترا في الساعة.
وأوضح ان سيارة الهايبرد ذات محرك سعة1300 سي سي تقطع مسافة420 كيلومترا في20 لتر بنزين أما سعة1500 سي سي فتتراوح المسافة التي تقطعها بين 420 إلى600 كيلومتر داخل المدن في20 لتر من البنزين، مؤكدا ان طبيعة الأردن بحاجة إلى سعة محركات كبيرة.
وبين ان محرك سيارة الهايبرد يعمل على الكهرباء بنسبة40 بالمئة و60 بالمئة بنزين، مشيرا إلى ان انتقال عمل السيارة من محرك الكهرباء إلى البنزين يتم بطريقة أوتوماتيكية وان السائق لا يشعر بعملية الانتقال من محرك الكهرباء إلى البنزين إلا من خلال اللوحة الالكترونية المثبتة على لوحة القياس (التابلو)، إذ توضح للسائق عملية الانتقال من محرك الكهرباء الى البنزين او العكس.
وأوضح انه يمكن تشغيل مكيف الهواء أثناء عمل السيارة على محرك الكهرباء وان قدرة هذه السيارات على توفير استهلاك الوقود دفع عددا كبيرا من المواطنين التوجه لشرائها.
وأشار الى انها تتوفر حاليا بالسوق المحلية بكميات كبيرة وبأنواع عدة تبدأ من موديل2003 وحتى2009.
وأشار الى ان الولايات المتحدة الأميركية طرحت في الأسواق في عام1973 أول سيارة هجينة (هايبرد) للعمل إلا انه تم سحبها لقلة الإقبال عليها بسبب انخفاض أسعار الوقود في ذلك الوقت.
وقال حمود الزواهرة صاحب معرض للسيارات ان هذا النوع من السيارات الموفر في استهلاك الوقود يضاهي قوة السيارات التي تعمل بالبنزين وان الشركات المصنعة أخذت بعين الاعتبار قوة تسارع وجودة السيارات على الطرقات بحيث تكون مساوية لمثيلاتها العاملة على البنزين اضافة لكون هذه السيارات صديقة للبيئة لأنها لا تولد انبعاث غازات ضارة.
وتوقع ان يدفع ارتفاع الطلب على هذه السيارات عالميا باتجاه انخفاض أسعارها، مؤكدا ان ارتفاع الطلب عليها سيدفع مصانع السيارات لزيادة الإنتاج لمثل هذه السيارات، ما يزيد من حجم المعروض وبذلك يقل السعر.











































