افكار ماكين.. المخططات الامريكية ليست قدرا
اهتمام رسمي بالتصريحات وتوجه لطلب توضيحات من حملة المرشح الجمهوري...
التصريحات المنسوبة الى باحثين امريكيين قيل انهما مستشاران للمرشح الجمهوري جون ماكين شكلت صدمة لاوساط اردنية واسعة.
الباحثان قالا في محاضرة باحدى الجامعات ان ماكين يؤمن بان حل القضية الفلسطينية يتمثل باقامة دولة لهم في الاردن. ونقل موقع الكتروني اسرائيلي عنهما ان ماكين في حال فوزه في الانتخابات سيتبنى هذا الخيار.
على المستوى الرسمي اثارت التصريحات اهتمام المسؤولين وتتجه النية لطلب توضيحات بشأنها من المسؤولين في حملة ماكين لكنهم في الوقت نفسه يستبعدون ان تكون موقفا رسميا وبهذا الشكل.
ماكين زار الاردن قبل عدة شهور وقال لمسؤولين اردنيين التقاهم انه يتفق مع رؤية بوش لحل الدولتين ويؤمن بضرورة حماية الاردن وامنه.
متابعون لحملة الانتخابات الامريكية لا يأخذون التصريحات على محمل الجد. وبحسب احد السياسيين العارفين بالساحة الامريكية فان المتحدثين في المحاضرة المشار اليها ينتميان الى تيار المحافظين الجدد واحدهم من الاسماء المهمة فيما الاخر يعد مغموراً.
عادة ما تحظى المواقف والتصريحات الصادرة من شخصيات امريكية سياسية واكاديمية بشأن الاردن باهتمام الاوساط السياسية الاردنية وفي احيان كثيرة لا يميز الساسة في بلادنا بين المواقف الرسمية والاجتهادات الشخصية. فكل ما يصدر من امريكا يثير حساسية شديدة ويتصور البعض ان ما تفكر فيه واشنطن أو حتى تخطط له سيتحقق بالضرورة.
وهذا بالطبع امر غير صحيح والامثلة على ذلك كثيرة, فمنذ عقود طوال والمحافل الصهيونية والامريكية تروج لخيارات غير الدولة الفلسطينية المستقلة لكنها لم تفلح في تحويل احلامها الى حقائق.
ينبغي ان لا نقلل من خطورة المشاريع الاسرائيلية او الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن. وجميعنا يعرف ان ماكين يميني متطرف وهو اسوأ من بوش ومعاد للقضايا العربية واذا فاز في الانتخابات فان العالم سيشهد اوقاتا عصيبة.
لكن الاردن في المقابل ليس كعكة يستطيع اكلها من شاء. والاردنيون ليسوا احجار شطرنج تحركها اياد خارجية.
الأمر ليس بهذه البساطة. والشعب الفلسطيني الذي قاتل وما زال دفاعا عن حقوقه غير مستعد لاستبدال فلسطين بوطن اخر حتى لو كان قطعة في اوروبا.
ينبغي ان لا نتطير لمجرد سماع تصريحات كهذه حتى وان كانت تعبر عن موقف رسمي لماكين.
هل نحتاج الى التحوط في مواجهة افكار كهذه في المستقبل?
بالتأكيد, والاولوية في هذا المجال لجبهتنا الداخلية بصرف النظر عن الرد المتوقع من حملة ماكين. علينا ان نهتم بتحصين وحدتنا الداخلية ونبذ اصحاب الاجندات المرتبطة بالمحافظين الجدد والانفتاح على عالمنا العربي وكل القوى الممانعة للمشروع الاسرائيلي والامريكي. تلك هي وصفة المواجهة الناجعة للمشاريع المشبوهة.
*نقلا عن العرب اليوم