اصحاب الاعاقات العقلية الشديدة...لا تاهيل لا مستقبل
قد لا يدرك فادي 17 عاما انه جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وان له الحق لييعيش فيه كبقية افراده ,فادي يعاني من اعاقة عقلية شديدة شخصت حالته منذ الولادة الا انه لم يتلق اي نوع من التأهيل حتى تجاوز عمره العشر سنوات.
تروي ام فادي قصة ابنها لعمان نت وتقول :" في بداية الامر قمنا بمراجعة جمعية الحسين التي قامت بتقيم الحالة لتحولها الى المكان المناسب, الا اننا لم نتلقى الا الوعود الكاذبة دون اي اجراء, في هذا الحين اصبح عمر ابني عشر سنوات وهو لم يتلقى اي نوع من التاهيل, ولكن بعد البحث الطويل على مراكز مختصة بحالته وافقت احد المراكز على استقباله و لكن اضطررنا للانظار 3 سنوات لايجاد مقعد شاغرلاستقباله في نفس المركز ,وهذا التاخير ادى الى تشوه في نمو الاطراف العليا و السفلى و سوء حالته,وفهو بحاجة الان الى العلاج الطبعي مستمر و مكثف بعد ان ترك المركز لتجاوزه العمر المسموح و هو 16 سنة".
وبحسب مديرة مديرية الاشخاص المعوقين في وزارة التنمية فوزية السبع : "ان المشاكل التي يعاني منها اهالي الاشخاص ذوي الاعاقة تزداد كلما زادت درجة الاعاقة التي يعاني منها طفلهم ,و ايضا اذا زاد عدد الافراد المصابين من نفس العائلة ,ولكن عدم تقبل الاسرة لاعاقة طفلهم ,وعدم درايتهم بالاماكن التي تقدم الخدمات لمساعدتهم , يضطرهم للاجوء الى الطرق الخاطأة التي تزيد الامر سوءا"."
و اضافت السبع : " ان هناك العديد من المراكز المتخصصة التابعة للوزارة و التي تقدم العديد من الخدمات لفئة الاعاقة العقلية ,ولكن يجب على الاهل التقدم لطلب المساعدة من الجهات المعنية ,و على الاهل الاهتمام بتشخيص الحالة و اتخاذ اجراءات التدخل المبكر لتسهيل عملية التاهيل و الوصول الى نتائج افضل"
في حين اكدت مديرة برامج دعم التعليم في المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين غدير الحارث ان الاعاقة العقلية الشديدة هي من الفئات الصعبة مقارنتا ببقية الاعاقات ,واضافت :"ان الجمعيات التي تعني بفئة الاعاقة العقلية الشديد قليلة جدا و خصوصا في منطقة عمان الشرقة حيث تنحصر الخدمة في هذه المناطق على جمعية واحدة او اثنتين"
و بيتنت الحارث:" ان المجلس يقوم بتعاقد مع المراكز التي تعني بهذ الفئة من الاعاقة ,بحيث يتم التعاون معهم لفتح افرع جديدة لهم في المناطق التي لا تتوفر فيها جمعيات لهذه الفئة ,ويقوم المجلس بتغطية ما يقرب 60% من القسط الشهري للعائلة التي يتوفر فيها طفل معاق و 90% في حال كان اكثر من طفل في العائلة الواحدة,وذلك لتسهيل تقديم الخدمة لعوائل لاصحاب الاعاقات و عوائلهم".
و لم يكن رمزي اكثر حظا فهو والد لطفلتين تعانيان من اعاقة عقلية شديد ,رفضت العديد من الجمعيات استقبالهما لشدة اعاقتهما ,وبعد مرور اربع سنوات من البحث تم استقبالل الاختين في مركز اية لتربية الخاصة ,ولكن توفيت اكبرهم سننا قبل ان تنال التاهيل المناسب,و بين والد الطفلتين:"ان برغم من التاهيل الجيد الذي تتلقاه ابنتي في مركز اية لتربية الخاصة الا ان هناك مشاكل عديدة و اهمها عدم وجود مراكز تستقبل اصحاب الاعاقات بعد ان يتجاوز عمره 16 سنة ."
وتعليقا على موضوع اصحاب الاعاقات الذين تجاوزت اعمارهم 16 سنة قال الحارث:" هناك العديد من المراكز التاهيل و التدريب التي تستقبل هذه الاعمار بحيث تقوم بتدريبهم على مهارات متعددة و حرف يستطيع من خلالها الاشخاص ذوي الاعاقة الاعتماد على النفس في كسب رزقهم وتمتع باستقلالية تامة في حياتهم ,وهذا يخفف العبئ على عوائلهم."