استخراج ثلاثة أجنة من بطن طفل
تمكن فريق طبي في الخدمات الطبية الملكية بمدينة الحسين الطبية من استخراج ثلاثة اجنة ذكور من بطن طفل لا يتجاوز عمره اربعة أيام في عملية جراحية نادرة تكللت بالنجاح.
ووصف مستشار جراحة الاطفال وجراحة المسالك البولية وزراعة الاعضاء العقيد الطبيب ناجح العمري الذي اجرى العملية بمشاركة طاقم طبي من جراحة الاطفال والتخدير والعناية الحثيثة العملية بالنادرة والمعقدة.
واضاف الى ان احد الاجنة كان كامل النمو، والثاني شبه كامل والثالث في مراحل التطور والنمو، مشيرا الى ان الاجنة الثلاثة كانت تشارك الطفل بالتروية الشريانية والوريدية داخل رحم الام.
وقال الطبيب العمري ان الطفل الذي اطلق عليه اسم ريان احتفظ بحضانة ثلاثة اشقاء توائم في بطنه طيلة رحلة حمل والدته به حتى اليوم الرابع من ولادته وهو موعد اجراء العملية والتي انتابها الكثير من الشك والقلق من قبل والديه والفريق الطبي الذي كان يرصد حالته حتى الولادة، لافتا الى ان فحص الانسجة في مركز الاميرة ايمان بنت عبدالله اثبت ان الاجنة داخل بطن الطفل هم ثلاثة ذكور .
وكشف العمري لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان اطباء علم الاجنة في مدينة الحسين الطبية توقعوا قبل ولادة الطفل بوجود ورم داخل الطفل الذي عاشت والدته لحظات حرجة من القلق والخوف تحسبا لانتقال الورم اليها، الا ان التشخيص الطبي الاولي بعد ولادة الطفل من اطباء الخداج واطباء الاشعة كشف عن وجود علامات جنين داخل الطفل ما زاد من قلق الوالدين خوفا على طفلهما .
ونوه الى ان حالة الحمل للام كانت طبيعية ولم تكن قد تعاطت اي ادوية غير مسموح بها خلال فترة الحمل، مبينا ان الانتفاخ الذي كان في بطن الطفل اوجب اجراء عملية قيصرية للام من طبيبها المعالج، وان العملية التي اجريت للطفل بعد الولادة باربعة ايام كشفت عن الغموض الذي انتاب حالة الانتفاخ بوجود ثلاثة اجنة داخل بطن المولود.
وقال الطبيب العمري ان حالة وجود جنين داخل جنين حصلت على مستوى العالم، لكن اللافت ان يكون هناك ثلاثة اجنة اضافية داخل بطن جنين، مشيرا الى ان هذه الحالة لم تحصل ولم تسجلها المراجع الطبية الدولية حسب المعطيات المتوفرة باساليب البحث الحديثة.
ويجمع اطباء الجراحة على ان هذه العملية من العمليات المعقدة جدا خاصة وان المطلوب الحفاظ على حياة الطفل الذي تتداخل شرايين نموه لمواصلة الحياة بينه وبين الاجنة الاخرى، اضافة الى تعدد الحبل السري للاجنة والمرتبطة بالاوعية الدموية للطفل حامل الاجنة والتي تشاركه بالتروية الدموية، ما يجعل عمليات فصل الاجنة غاية في الدقة والتعقيد، وقد يعرض حياة الطفل للخطر الكبير .
وبين الطبيب العمري ان سبب هذه الحالة النادرة ناتج عن خلل في المراحل الاولى من الاخصاب تسبب بتداخل ثلاثة اجنة داخل الجنين بدل وجود اربعة اجنة في رحم الام.
واضاف العمري ان توفر القوى البشرية المدربة والمؤهلة في كافة التخصصات في علوم الطب والجراحة في الخدمات الطبية الملكية مع توفر الاجهزة والامكانيات الطبية الحديثة ومعايير الجودة المتوافقة مع احدث تقنيات الطب العالمية ساهمت بتحقيق الانجازات الطبية الكثيرة في الخدمات الطبية الملكية التي اصبحت على قائمة مستشفيات العالم الشهيرة في عالم الطب والجراحة، لافتا الى التوجيهات الملكية السامية التي تحث على التسلح بالعلم والمعرفة واعطاء المواطن حقه من الرعاية الصحية.
ولفت العمري الى ان العملية الجراحية التي اجريت للطفل ريان بالتعاون مع اطباء الخداج وعلم الاجنة والعناية الحثيثة والتي حققت نجاحا كبيرا بشهادة المراجع الطبية الدولية لم تكن لتتحقق لولا المكانة الكبيرة التي تحتلها الخدمات الطبية من اهتمام وعناية كبيرة من القائد الاعلى جلالة الملك عبدالله الثاني والاهتمام والدعم المتواصل من قبل ادارة الخدمات الطبية الملكية وحرصها على رفدها بالكفاءات العلمية والاجهزة الطبية.
واعرب والد الطفل احمد عبدالله القطيمات عن اعتزازه وفخره بالانجازات الكبيرة للخدمات الطبية الملكية، مثمنا جهود الفريق الطبي الذي اجرى العملية برئاسة الجراح العقيد الدكتور ناجح العمري واطباء وممرضات الخدمات الطبية الملكية وقسم جراحة الاطفال، معتبرا نجاح العملية التي اجريت لابنه بالانجاز كما انها بمثابة نجاح للاطباء الاردنيين.
وعبرت والدة الطفل التي كانت دموعها تنهمر بغزارة عن سعادتها وفرحتها الغامرة بفلذة كبدها الذي يتمتع بصحة وعافية، مثمنة الايادي الانسانية المبدعة في الخدمات الطبية والعقول النيرة التي حققت هذا الانجاز وغرست في نفسها الامل والسعادة.
وبينت انها لاقت افضل عناية من قبل كوادر الخدمات الطبية قبل وبعد الولادة وخصت بالشكر اطباء النسائية والتوليد واطباء الاجنة والخداج اضافة الى طاقم جراحة الاطفال والتمريض الذي اجرى العملية.