ازدحام وعصبية.. شوارع عمان في رمضان

الرابط المختصر

سلوكيات السائقين خلال شهر رمضان غير محتملة، وفيها من العصبية حدث ولا حرج، والازدحامات خانقة عند الإشارات وعلى مقاطع الطرق والدواوير، عمان وقت الذروة "ازدحامات سير لا تطاق".وما يزدها عبءً تلك السلوكيات "السيئة" على الطرقات العامة الصادرة عن أناس "الصيام عندهم عصبية".

تحمل سلوكيات الناس "الزائدة عن حدها" كما يحلو للسائق علي موسى الخضور بتسميتها، لأنه يخاف في أي لحظة أن يقع حادث سير "فلا ذنب له أو داع" وأي طلب يأخذه "مقبول" لكن عندما يقول الراكب له أريد الذهاب إلى الدوار الثالث أو أي منطقة يمر من خلالها بالدواوير فهي "كابوس، يومي سيقتل بكل بساطة لأن الطلب الواحد في هذه المناطق سيبقى معي بحدود الساعة".

إدارة السير وأمانة عمان والإعلام برأي علي تحدد أوقات الذروة من الثامنة صباحا حتى التاسعة والنصف صباحا، لكن لديه أوقات أخرى للذروة يسردها ساخرا، "وقت رواح الموظفين من دوامهم وهي من الثامنة حتى العاشرة، ومن الثانية عشرة حتى الرابعة والنصف، وبعد الإفطار من السابعة حتى الحادي عشرة مساء".

هناك تهور وعدم مبالاة، فهذا عصبي لا يطيق أحدا أن يتحدث معه كلمة، أو إذا مرت من أمامه السيارة، فخذ زامور السيارة "الصارخ بعصبية تعبر عن صاحبها"، والثاني بالعناد لن يحرك سيارته "هي خوا الشغلة".

ازدحامات السير، عند علي فرصة سيئة لتلقيه المستمر للشتائم سواء من الركاب أو من السائقين أنفسهم، "من حقي أن أذهب إلى بيتي لكي أفطر، هل مجبر على الوقوف لأي شخص يؤشر لي ! وأتلقى الشتائم والعصبية منهم".

أسامة خالد سائق تكسي، يرى أن هذا العام أخف من الأعوام الماضية بالازدحامات المرورية، مرجعا ذلك إلى عدم تغيير وقت الصيفي إلى الشتوي، وذلك أنعكس بالتالي على نسب الحوادث.

الأمر ذاته أنطبق على إجابة مراقب خط سرفيس شارع السلط، عيسى حديد الذي قال أن شارع السلط لديهم يعاني قبل رمضان من الازدحامات المرورية، بسبب وقوف سيارات خصوصي في ذات الشارع المخصص لوقوف سيارات السرفيس، وكل ذلك يهون أمام "طوشنا مع الركاب ويكون مردها دائما أنه لا يريد الانتظار".

والحاج أبو عطا سائق سرفيس لا يرى ازدحام في شهر رمضان، لأسباب يلخصها بـ"الشرطة شادين حيلهم، وعدم الاعتماد على الإشارات الضوئية التي تزيد في الغالب من الازدحامات".

الرائد سهيل حرب من إدارة السير، يشرح خطة الإدارة هذا الشهر، ويقول: "استهدفنا المناطق التي تعاني من الازدحامات مرورية والتي تشهد كثافة في عدد الزائرين لها كالمناطق التجارية وذلك عبر زيادة عدد شرطة السير، ومحاولة وجودهم في جميع الأوقات".

هذا العام، اعتمدت إدارة السير على متابعة حثيثة لحركة المرور عبر طائرة عامودية تراقب شوارع عمان، ومن خلال بث رسائل لشرطة السير المتواجدين في مناطق الازدحام وتحديد المناطق التي تعاني من الازدحامات وكذلك الخيارات المقترحة لطرق بديلة.

وقامت الإدارة لأجل التخفيف من عبء الازدحامات وخصوصا في شارع الملكة رانيا العبد الله، بتحويل خطوط الحافلات المارة من هذه الشارع الحيوي بدلا من شارع الملكة رانيا إلى شارع الأردن وعبر سلك دوار الملكة علياء باتجاه الشمال.

وحول دخول سيارات الشحن وسط العاصمة، وما تسببه من ازدحامات، يعلق الرائد سهيل حرب: "هذه الشاحنات تشكل لنا عبءً كبيرا، وخاصة من يزيد وزنها عن الخمسة طن، عدا تنكات المياه والقلابات، وهنا حاولنا أن نتعامل معهم بكل شفافية عبر توزيع البرشورات ورسائل التوجيه إلى محطات المياه والآبار والمحروقات وشركات الاسمنت نخبرهم فيها ونعلمهم عن أوقات الذروة في شوارع العاصمة كي يتفادوا الازدحامات ولا يزيدوها".

ورغم الحظر الذي تفرضه الإدارة على دخول الشاحنات أوقات النهار، إلا أنها تدخل إما بتصريح من الإدارة لسبب ضرورة دخولها إلى الشوارع، "قمنا عندها بمنع دخولهم على الأقل أوقات ذهاب الموظفين إلى أعمالهم من السادسة حتى التاسعة صباحا".

وتعمل الإدارة السير وبالتنسيق مع إدارة الأمن العام بعزيز عناصرها من رجال الأمن عبر الاستناد على عناصر من إدارة ترخيص السواقين والمركبات والمعهد المروري الأردني.

وتعترف الناطقة الإعلامية في هيئة تنظيم قطاع النقل العام، إخلاص يوسف، أن "سرعة وصول السيارات والحافلات العمومي إلى المجمعات يخفف من الازدحامات المرورية وهو المفروض". إذاً ما الدور المنوط بالهيئة؟ تجيب يوسف: "تعزيز الهيئة بخطوط تشهد ازدحامات مرورية وبحافلات عديدة وعبر الاستناد إلى حافلات التابعة لشركات الاستثمار عبر منح تصاريح مؤقتة".

وترى الهيئة أن أكثر الخطوط التي تواجه ازدحامات في شارع الجامعة الأردنية والحافلات الذاهبة إلى السلط والزرقاء، وتقول "لذلك قمنا بتخصيص حافلات تعمل على خط الجامعة لمواجهة تلك الازدحامات، وعبر تعزيز الخطوط بمراقبين للخطوط". ومع خطوة إدارة السير بتحويل خطوط النقل العام عبر شارع الأردن فالازحامات خفت عن ما كان في السابق,

الازدحامات المرورية هي سبب تأخر الكثير من الحافلات والسيارات العمومية عن طابور المواطنين المنتظرين، وتضيف إخلاص أن الهيئة تقوم بتوزيع بروشورات إرشادية على السائقين لأجل تعريفهم بالطرق البديلة عن الازدحامات.

وتعاونت الهيئة مع إدارة السير لأجل تحويل مسارات لطرق التي تشهد الازدحامات، وخاصة المنطلقة من إربد وجرش وعجلون، على أن لا تمر من دوار الداخلية إنما من شارع الأردن. وحال الهيئة كحال إدارة السير في توزيع المنشورات الإرشادية التي تحث السائقين على اتخاذ الطرق البديلة مسلكا لهم على الطرقات تفاديا للازدحامات.

داعية الهيئة السائقين إلى التقيد بتعليماتها محددة أوقات التي يجب أن لا يزيد عنها انتظار الراكب للسيارة الأجرة من 10 إلى 15 دقيقة، وعبر ِإعطاء تصاريح يومية وبدون تعقيدات مسبقة، كما تقول الناطقة الإعلامية أن مراقبي السير يتعاونون مع مراقبي الخطوط في المجمعات لأجل تسهيل الإجراءات عليهم".

أمانة عمان الكبرى واحدة من عدة جهات معنية بالبنية التحتية لشوارع العاصمة، وما يحدث فيها من ازدحامات مرورية، كان مثار جدل داخل أروقة مجلس الأمانة وفي جلساتها الشهرية التي كانت تتحدث عن أولوياتها الأمانة فيما يتعلق بواقع المرور في الأردن، وأمام مشروع أبراج بوابة الأردن في منطقة الدوار السادس، وما سيخلقه المشروع من تحد كبير في الشوارع.

بالنسبة لمدير قسم الدراسات المرورية في دائرة الهندسة بأمانة عمان الكبرى المهندس يوسف بورنو، فإن الازدحامات في كثير من شوارع العاصمة مردها بنية الشوارع غير المؤهلة لاحتمال الكميات الكبيرة من السيارات.

ويقول بورنو "لنعترف أن ما نراه في شوارعنا سبب أن المواطن لا يحترم التقاطعات أو المواقف، ولا يتقيد بها، لذلك نرى أن ثمة أسلوب الرادع، وقد اثبت نجاعته عند المواطنين وهي مطبات المشاة وكاميرات المراقبة وكانت نسبة الانضباط عالية".

وحول خطوات التي تقوم بها الأمانة في اختيار أولوياتها وحول تجميدها لتعاون مع أحد المكاتب الهندسية والتي تنفذ دراسة ستتولاها شركة بريطانية حول واقع المرور في العاصمة، يعلق يوسف بورنو: "كل ذلك يتعلق بالتطورات التي ستشهدها أمانة عمان خلال الأعوام القادمة، والتعويل على ما كانت تفتخر به أمانة عمان وهو master plan وكل ذلك سيتبلور في نهاية العام".

ويضيف "أريد أن أوضح أن لدينا في الأمانة قسم خاص عن هندسية المرور وهو خاص بكل ما يتعلق بالمرور، أما في فيما يتعلق بدراسات أكبر فهناك ما تقوم به شركات استشارية تتعاقد معها الأمانة ومنها دار الهندسة وتنفذ لنا بدراسة حول واقع حال الحركة المرورية على الشوارع وهناك ائتلاف بيننا وبينهم، لكي نخرج بنتائج حول المواقع التي تشهد الاختناقات المرورية والمناطق التي تحتاجها من تقاطعات وإلى غير ذلك".

أضف تعليقك