ازدحامات الشوارع..أزمة للمواطن وكارثة للسائق

الرابط المختصر

حال
المواطن في الصيف، "أزمات مرورية في الصباح والمساء"، فوقت الذروة في السابق
كان من السابعة والنصف وحتى الثامنة والنصف صباحا، ومن ثم تأتي ذروة أخرى وهي من
الثانية وحتى الثالثة والنصف عصراً، ومن ثم الذروة الثالثة وهي من الخامسة وحتى
السابعة والنصف مساءً.

في
هذا الوقت ومع التطور وزيادة أعداد السيارات وزيادة أعداد المواطنين أصبح وقت
الذروة في عمان "طوال اليوم"، فإذا حاولت أن تترقب أوقات الذروة وخاصة
في الصيف فالأمر لا يحتاج إلى انتباه "أزمات أينما وليت وجهك وبأي وقت تشاء".

أزمات
السير باتت مشكلة عند الشعب الأردني، "لا أحد كان يتوقع أن شوارع عمان قادرة
على استيعاب هذه الكثافة من السيارات، وبهذا العدد من التكاسي، والسرافيس والباصات"،
هذا ما أحب السائق عمر رياض 58 عاماً أن يحدثنا عنه؛ لكن "حاجات الناس كبرت
وتطورت وعدد المواطنين ازداد والسيارة أصبحت متطلب وليست ترفا مثلما كانت في
السابق" يعقب على حديثه السائق سمير أبو عالية 45 عاماً.

عمان
هذا الصيف، تحويلات ومداخل مؤقتة ووقوف لدقائق ودقائق أمام الإشارات الضوئية، ذلك
حال العمانيين، فأعمال الإنشاء على جسر عبدون بين الدوار الرابع ولدّ اختناقات
مرورية، لا يكاد السائق سوى الاستغناء عن طلبه أو المجازفة والدخول في متاهات التحويلات،
أما المواطن فلا يسعه إلا اختصار الطريق بطريق أخرى أو الاتكال والدخول أيضاً في
هذه الطريق المغلقة وخوض غمار تحويلاتها وبالتالي تكبد أجرة تثقل كاهله.

جبل
الحسين المنطقة الأصعب في النهار والليل، فإذا كنت مضطرا الدخول إليه لأجل شراء
الملابس والحاجيات فسارع إلى وقت يكاد يكون خاليا وهي أوقات الصباح -وليست غالباً-،
أو الذهاب إليه بدون سيارة أفضل، أما الصويفية وعبدون والرابية ومكة والمدينة ووسط
البلد جبل عمان وشارع الجامعة فحاذر منها لأنها "علقة لا يمكن الخلاص منها
إلا بعد ساعة على الأقل".

فسائق
التكسي حمدي عايش يعتقد أنه من أكثر المواطنين في الأردن معاناة من الأزمات
المرورية، "كنا نعاني من أزمات السير في ظهر كل يوم عدا الجمعة، أما الآن
فالأزمات ليلا نهاراً وهذا ما أثر على عملي ورجعت إلى الوراء"، والسبب برأيه أن
عمان فيها سيارات أكثر من طاقتها.

السائق
سليم الحيا، يرى أن الأزمات الحقيقية تكمن عند مجيء المغتربين والزوار، "فهم
لا يعرفون تفاصيل الشوارع فيظلوا بالساعات في الشوارع يسيرون، كذلك الشباب الذين
يقودون سياراتهم الحديثة بدون هدف مسببين الحوادث والأزمات وكل ذلك لأجل
الاستعراض".

والسائق
حسين خليل يقول إن الأزمات تسبب له "ضائقة ومشكلة وعصبية وضغط وسكر، لأنها
تضييع للوقت وهدر للبنزين وجهد وتعب على السائق". والحل برأيه "أن يقسم
دوام الموظفين إلى أوقات متباعدة بالربع ساعة وأكثر كحل للخروج من الإزدحامات
المرورية المتكررة".

لا
يوجد للسائق خيارات، رغم تعددها لكي يذهب إلى المكان المراد بطرق قصيرة أو مختلفة،
"فإذا كان الواحد منهم قد عرف طريقا معين، بات طريقه الرئيس ولا يسلك البدائل
عندها"، كما يقول حسين، "وشارع الاستقلال خير دليل لهم، فهذا الشارع
يعاني دائما من أعداد السيارات المتراكمة".

الشاحنات
الكبيرة تسبب أيضاً أزمات مرورية متكررة وتساهم أيضا في الحوادث كما يشتكي أكثر السائقين،
ومع هذا فتصرفات السائقين تساهم بوجود الأزمة، ويقول السائق عايد عساف "يوجد
في البلد سيارات خصوصي كثيراً"، متسائلا "لماذا لا يتم تطبيق طريقة تسمح
للسيارات المزدوجة يوم تمشي فيه ويوم للفردية كطريقة للخروج من الأزمات، ولتفعيل
المواصلات العامة وإعادة ثقة المواطن لها".

مدير
إدارة السير العميد أحمد الهزايمة، يعلق لعمان نت على ملاحظات السائقين، ويقول أن
الأردن حتى هذه اللحظة لا يعاني من أزمات السير، لأن الأزمة تستغرق وقتا أطول من
الوقت العادي بكثير، والتسمية الحقيقية هي ازدحامات مرورية، وإذا أردنا الحديث عن
الازدحامات فهناك عدة أسباب يمكن ذكرها وهي الطبيعة الجغرافيا لمدينة عمان، فعمان
مدينة الـ14 جبلاً، والسبب الرئيس الثاني هو ازدياد أعداد المركبات والسائقين،
والسبب الثالث محدودية المواقف في الشوارع العامة والأحياء، كذلك عدم توفر مسارب
تخزينية لوسائط النقل العمومية، وإن وجدت تكون السيارات الخصوصية واقفة عليها
وبالتالي يضطر سائق العمومي أن يقف وسط الشارع لتحميل وتنزيل الركاب وهذا يسبب لنا
ازدحام مروري".

ويتابع
العميد الهزايمة أن السبب الآخر أيضا الذي يساهم في الازدحامات هو "البنية
التحتية لعمان فهي لا تتناسب مع أعداد وأحجام السيارات، أذكر شارع الملك طلال الذي
نشأ مع عمان وعمان بعد سبعين سنة ازداد فيها أعداد المواطنين والمركبات وتغيرت".

المؤسسات
الحكومية والمراكز الخدمية موجودة في العاصمة عمان، وهو ما يعنيه وجود ازدحامات
متكررة، ويوضح الهزايمة أن "في كل عواصم العالم الازدحامات موجودة، وبالصيف
الازدحامات موجودة بساعات الصباح ورواح الموظفين في المساء، أما في الصيف في
الصباح والمساء فقط، ومن هنا نقوم في إدارة السير ومن خلال توجيهات مباشرة من
عطوفة مدير الأمن العام، باتخاذ بعض الإجراءات والتي من الممكن أن تساهم في الحد
من الأزمة المرورية، ومنها منع السيارات الثقيلة أي التنكات والقلابات من السابعة
صباحا الدخول في شوارع عمان، ونقوم بالتنسيق مع البلديات وأمانة عمان ووزارة
الأشغال لوضع الحلول الهندسية إذا كان هناك خلل هندسي لتجاوز الأزمات".

ويعتبر
المواطن زياد قويدر في مداخلة له أن الأزمات المرورية سببها التصرف السلوكي
للسائق، إضافة إلى ممارسات سلبية تساهم أيضا بحدوث حوادث مرورية "مثلما ما
حصل في حادث جبل التاج فمن الواضح أن سائقي باصات الكوستر لا يغيرون الغيار إنما
يلبسونه تلبيس، والأسباب عديدة في عدم التزامهم".

ويضيف
زياد أن هناك أزمات خانقة في الشارع الرئيسي لمخيم الحسين، "ذلك بسبب البسطات
التي أكلت الأرصفة وحتى الشوارع، وندعو الأمانة بتشديد الرقابة أكثر، كذلك كثرت
القلابات في شارع المدينة الطبية".

ويجيب
على ذلك العميد الهزايمة أن الرقابة موجودة ومشددة "وهناك شاحنات تأخذ
التصريح، لسبب ضرورة مرورها من الشارع كونه الوحيد لها وأيضا نحن بدورنا نشجع
الاستثمار وبالتالي لتشغيل الأيدي العاملة".

ويطالب
السائق محمد أبو صفية بوضع رقيب سير أمام مدخل مستشفى البشير وأمام البنك العربي
في الشميساني، وتفعيلهم في دوار المدينة".

دائرة
السير تعمل على خطة لتخفيف من حدة الازدحامات المرورية، ويوضح العميد الهزايمة أن
هذه الخطة تعتمد على عدة محاور وهي "تنظيم حركة السير والسيطرة عليها من خلال
معرفة المناطق والتقاطعات التي تشهد حركة مرورية ومعرفة أوقاتها والتركيز عليها من
خلال وجود شرطة المرور، وكذلك متابعة وملاحقة عوائق المرور من البسطات وغيرها
وأيضا ملاحقة ومخالفة التصرفات وسلوك السائقين المخالفين، والتنسيق مع الجهات
المعنية معنا مثل أمانة عمان".

ويشتكي
سائقو السرفيس على خط الوحدات من الازدحامات المتكررة على موقف السرفيس في سوق
الوحدات، وذلك بسبب اعتداء أصحاب البسطات على الشارع والذي يحول دون تمكنهم من
المرور بأريحية وسلامة، ويشرح السائق محمد الأخرس ذلك "وما يزيد الأزمة أيضاً
هو المدارس التي تعيق مرورنا أيضاً، وقد شكونا لكل الجهات دون حل".

ويضيف
السائق يوسف رسمي من الوحدات، "نحن نصرف بنزين كثيراً ولا يقبل الركاب على
خطنا بسبب تأخرنا من الازدحام، وكل ذلك بسبب مدخل السوق ومدخل المدارس". ويعلق
الهزايمة أن منطقة الوحدات منطقة مأهولة بالسكان، ومع الكثافة السكانية ازداد حجم
الضغط على الشوارع لكن إدارة السير تعمل دوما على الحد منها وذلك من خلال دور
مراقب السير وشرطة السير ونعمل دوما لكننا نريد أن يتعاون معنا السائق".

في
حين يقول المواطن محمد القيسي أن عند حدوث حادث تبقى السيارات التي قامت بالحادث
تنتظر شرطي الكروكا وحينما يأتي تكون الأزمات خانقة وعند التدقيق على الحادث يكون
الشارع مغلق تماماً أمام السائقين.


خطة
لمواجهة الصيف

ويضيف
العميد أحمد الهزايمة أنهم يقومون دوما وخلال الصيف بإغلاق شارع اللد في جبل
الحسين للتخفيف من حدة الأزمات، لكنها وبنفس الوقت تخلق مشكلة أمام السائقين ما
يضطرهم للدخول بين الأحياء، وبتعاون بيننا وبين دورية الأمانة، ولدينا أصلا خطة
لمواجهة فصل الصيف سنتعامل معها لحل أي اختناق في أي منقطة".

عن
دور أمانة عمان الكبرى في مواجهة أزمات
السير، يقول المهندس حسين المدني من دائرة
الهندسة المرورية أن الأمانة تقوم بحملات مستمرة في مراقبة ومخالفة وإزالة البسطات
التي تحل الأرصفة والشوارع لا سيما الرئيسية منها".

وحول
إغلاق الدوار الرابع بسبب أعمال إنشاء جسر عبدون، يقول المدني: "تلك المنطقة
مهمة جداً وتشهد دوما اختناقات مرورية، وتقع ضمن الطريق الدائري الداخلي في
المدينة عمان، وطوله 24 كيلو متر، ومع مرور ثلاثة أشهر القادمة سوف ننتهي من
المشروع وهو الذي سيسهل المرور من غرب عمان باتجاه الشرق الأوسط، ولاختصار المرور
على التقاطعات التي تشهد أزمات مرور يوميا".

ويتحدث
المهندس حسين عن دراسات أجرتها الأمانة في أواخر أشهر العام الماضي 2005 حول
الرحلات المرورية المتكررة في العاصمة، وجاءت "67% من رحلات اليومية تأتي من
المركبات الخصوصية وسيارات السرفيس، وهذا يدلل على عدم وجود إقبال من المواطنين
على النقل العام، والنقطة الثانية أنه لدينا شبكة شوارع لا يغطيها النقل العام في
عمان".

أضف تعليقك