ارتفاع مؤشرات التغير المناخي في الأردن
بدأت تظهر دلالات التغير المناخي في الأردن بشكل واضح في السنوات الأخيرة، ويظهر ذلك جلياً من خلال التأخر في بدء المواسم المطرية، والتغيّر في كميات الهطول على مدار الموسم المطري.
ففي مدينة اربد، بلغ أدنى عدد للأشهر المطيرة (20 ملم/شهر) المسجلة في الفترة 1976-1990 خمسة أشهر، بالمقابل بلغ أعلى عدد للأشهر المطيرة خلال نفس الفترة ثمانية أشهر. وفي الفترة 1991-2005 بلغ أدنى عدد للأشهر المطيرة أربعة أشهر، ووصل أعلى عدد للأشهر المطيرة سبعة أشهر في نفس الفترة. وبينت النتائج استقراراً أكبر في عدد الأشهر المطيرة خلال الفترة 1976-1990 بالمقارنة مع الفترة 1991-2005.
وفي محطة عمان، انخفض عدد الأشهر المطيرة (>20 ملم/شهر) إلى ثلاثة أشهر وارتفع ليصل إلى ستة أشهر في الفترة 1976-1990. بينما في الفترة 1991-2005، انخفض عدد الأشهر المطيرة في بعض الأعوام ليصل إلى شهرين فقط، وسجل أعلى ارتفاع له خمسة شهور خلال العام في نفس الفترة. ويظهر الشكل تذبذب أكبر في عدد الأشهر المطيرة في الفترة 1991-2005 مقارنة بالفترة 1976-1990.
وفي محطة معان، وعلى الرغم من أنها من المناطق قليلة الأمطار، فقد بينت النتائج تذبذباً في عدد الأشهر المطيرة المسجلة في الفترة 1976-2005، إلا أن هذا التذبذب كان أعلى في الفترة 1991-2005 مقارنة مع الفترة 1976-1990.
تظهر النتائج السابقة تقلبات في الموسم المطري من عام إلى عام، وتأخر الموسم المطري، وكذلك انخفاض في كميات الهطول في الأشهر المطيرة في السنوات الأخيرة، كما تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة الدنيا والعظمى. الأمر الذي أدى في السنوات الأخيرة إلى زيادة العجز المائي في الأردن، وتراجع ترتيب الأردن في هذا الشأن ليصبح من أربع أفقر دول في المياه في العالم. ويعود السبب وراء هذه التغيرات إلى التغير المناخي الناتج من التلوث البيئي.
اذ شهدت عمان وإربد انخفاضا في معدل هطول الأمطار في أشهر آذار، ونيسان، وتشرين الأول، وتشرين الثاني، بينما سجل معدل الهطول ارتفاعاً في شهري كانون الثاني وشباط للفترة 1991-2005 مقارنة مع 1976-1990، وهذا يدل على تأخر الموسم المطري من شهر تشرين أول إلى شهر كانون أول في الفترة 1991-2005. بينما لم يكن التباين كبيراً في معدل الأمطار الشهري في محطة معان.
وتبين نتائج محطة إربد ارتفاع قيم التباين في أشهر كانون الثاني، وشباط، وآذار، وكانون أول الأمر الذي يعكس تبايناً في كميات هطول الأمطار في الفترة 1991-2005 مقارنة بالفترة 1976-1990. وتشير القيم السالبة في أشهر آذار، ونيسان، تشرين أول، وتشرين ثاني إلى انخفاض معدل الهطول في هذه الأشهر في الفترة 1991-2005 مقارنة مع الفترة 1976- .
اما في محطة معان، تشير النتائج إلى ارتفاع قيم التباين لأشهر كانون الثاني، وشباط، وتشرين أول، وتشرين ثاني. الأمر الذي يعكس تبايناً أعلى في معدل الهطول الشهري لهذه الأشهر في الفترة 1991-2005 مقارنة بالفترة 1976-1990. وتظهر القيم السالبة في أشهر شباط، وآذار، وأيار، وكانون أول انخفاض في كمية الهطول للفترة 1991-2005 مقارنة مع الفترة 1976-1990
كما لوحظ أن التذبذب في معدلات هطول الأمطار قد قابله تذبذباً في درجات الحرارة العظمى والصغرى، فيظهر من الشكل (3) ارتفاع معدلات درجة الحرارة العظمى في الفترة 1990-1993 وحتى الفترة 1998-2001. ويظهر هذا الارتفاع جلياً في محطتي إربد وعمان. بينما في محطة الطفيلة فإن الارتفاع في درجات الحرارة العليا يطال الفترة الثالثة أيضاً 2002-2005. وهذا يعكس التغير في درجات الحرارة في السنوات الأخيرة.
واظهرت النتائج ارتفاع متوسط درجات الحرارة الدنيا في المحطات الثلاث، حيث تظهر المحطات الثلاث هذا الارتفاع وبنفس الاتجاه، الأمر الذي يعكس الزيادة في درجات الحرارة الدنيا والتي تؤثر في الحياة الطبيعية في الأردن، وتؤثر سلباً على مصادر المياه السطحية، وارتفاع في نسبة التبخر.
وتحظى ظاهرة التغير المناخي باهتمام عالمي وعلى كافة المستويات الرسمية، حيث أن أسباب هذه الظاهرة، وتأثيراتها البيئية، والاقتصادية، والتوقعات المستقبلية لمدى التغير في كميات الأمطار ودرجات الحرارة وتبعات هذه التغيرات على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والصحية، والزراعية أصبحت محط اهتمام العلماء والإحصائيين وراسمي السياسات. وحرصاً من دائرة الإحصاءات العامة على الاهتمام بالبيئة، ومشاركة منها في اليوم العالمي للبيئة فإنها تصدر تقريراً يعرف ببعض مؤشرات التغير المناخي في الأردن.











































