ارتفاع اسهم سيارات الهايبرد
في الوقت الذي تعالت فيه أصوات المنظمات البيئية المطالبة بضرورة إيجاد حل لمشكلة عوادم السيارات الملوثة للبيئة خاصة مع تعاظم أخطار التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية جاءت سيارة الهايبرد لتوفر أفضل حل بيئي وتقلل من نسبة العوادم السامة.
وتعتبر سيارات الهايبرد (الهجينة) وهي التي تعمل بمحركين على الوقود والكهرباء من خلال تقنية حديثة حيث تعمل على الوقود لفترة قصيرة بعد تشغيلها حتى يتم شحن المحرك الثاني الكهربائي والذي يبدأ العمل بعدها مباشرة ما يؤدي إلى تقليل الاعتماد على إحراق الوقود وبالتالي تقليل نسبة انبعاث عوادم السيارات .
كما أنها تعتبر من أحدث الاختراعات في عالم تكنولوجيا السيارات التي لاقت استحسان الجميع بسبب ميزاتها البيئية والاقتصادية وخاصة أنها تشكل عامل توفير ممتاز بالوقود يزيد بنسبة 50% عن السيارات العادية.
وجاءت سيارة الهايبرد لتكون حلا اقتصاديا للأفراد والدول على حد سواء خاصة بعد ما شهدته أسعار المشتقات النفطية من تذبذب خلال الفترة الماضية وهو ما أدى إلى ضرورة التفكير بوجود مصدر بديل للطاقة.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الاعتماد سيزداد على سيارات الهايبرد نتيجة ارتفاع أسعار الوقود والمشتقات النفطية وبالتالي ستكون سيارات الهايبرد هي الخيار الأول في المستقبل خاصة إذا ما استمرت الحكومات بعدم فرض رسوم جمركية على استيرادها.
إلا أن البعض يرى أن سعرها المرتفع (نسبيا) سيكون عائقا أمام انتشارها في كثير من الدول خاصة الدول الغنية التي لا يهتم سكانها بتوفير الأموال من أجل تخفيض نفقاتهم على بنزين السيارات.
بينما اعتبر نشطاء في مجال المحافظة على البيئة أن سيارة الهايبرد ستقدم خدمة كبيرة للبشرية من خلال تخفيف نسبة التلوث الناتج عن عملية احتراق الوقود في محركات السيارات وأن اختراعا مثل السيارت الهجينة هو ما كانت تنادي به منظمات البيئة المحلية والعالمية من وقت طويل.
وقال رئيس هيئة المستثمرين في المناطق الحرة نبيل رمان لـ''الرأي'' أن الأردن الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتعامل مع هذا النوع من السيارات وأن الأردن أيضا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي منحت إعفاء جمركيا لمثل هذه السيارات.
وأوضح رمان أن السيارت الهجينة والتي تعمل بمحركين تكون بالعادة مرتفعة الأسعار من بلدان المنشأ لذا قامت الحكومة باعفائها من الجمارك لأجل تشجيع الإقبال عليها ونشرها في السوق الأردني.
وبين رمان أنه تم منذ بداية العام الحالي التخليص على ما يقارب الـ( 800) سياره فقط من هذا النوع من السيارات مشيرا إلى أن الفكرة جديدة وبحاجة لمزيد من الوقت حتى تنتشر بين الناس.
وتوقع رمان أن يصل عدد السيارات المخلص عليها حتى نهاية العام الحالي إلى 1500 متوقع زيادة الطلب عليها في السنوات القادمة خاصة إذا ما استمرت أسعار المشتقات النفطية بالارتفاع وهو ما يدفع الناس إلى الإقبال عليها أيضا.
ومن جهته قال الخبير الاقتصادي الدكتور هاني الخليلي أن سيارة الهايبرد ذات المحرك المهجن يقل سعرها عن السيارة من نفس النوع بنسبة لا تقل عن 40% وذلك بسبب إعفائها من الجمارك والضرائب.
وبين الدكتور الخليلي أن إعفاء السيارة من الرسوم الجمركية خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل تشجيع انتشار هذه السيارت والتي أكد أنها توفر استخدام ما لا يقل عن 40% من استهلاك الوقود في مدينة مثل عمان.
وبين الخليلي أن التقنية الموجودة في سيارة الهايبرد تجعل السيارة تسير على البطارية إذا ما كانت تسير تحت سرعة 60 كم في الساعة وهو ما أكد أنه في مدن داخلية مثل عمان ستكون اقتصادية جدا.
وبين أن إعفاء سيارات الهايبرد من الرسوم الجمركية هو قرار عالمي التزم الأردن به مبينا أنه ينتهي العمل الإلزامي بهذا القرار في نهاية العام وبالتالي يحق للدول الموقعة أن تفرض الضرائب التي تلتزم بها في أسواقها.
إلا أنه أشار أن مصلحة الأردن تقتضي أن تبقى على الرسوم الجمركية على هذه السيارة بنسبة صفر وذلك لأنه في حال انتشارها بشكل كبير فإنها ستوفر من قيمة الفاتورة النفطية على الأردن كما أنها ستحد من مشاكل التلوث.
ومن جانبه قال مدير التسويق في الشركة المركزية للتجارة والمركبات نديم حداد وهي شركة تتوفر فيها سيارات الهايبرد أن السيارات تتفاوت أيضا في درجة اعتمادها على المحرك الكهربائي وأنه ليست جميعا بنفس الكفاءة مشيرا أن بعضها يعتمد على الكهرباء بشكل أكبر من غيره.
وبين حداد أن بعض سيارات الهايبرد تعمل باعتماد كبير على محرك الكهرباء إلا أنواع أخرى تعتمد بشكل كلي على محرك البنزين وأن محرك الكهرباء الموجود فيها هو محرك مساعد ولا يكون الاعتماد عليه بشكل كلي.
وأشار أن الطلب ارتفع بشكل مضاعف على السيارات الهايبرد بسبب إعفائها من الجمارك والضرائب وهو ما وفر هذه السيارات ''الفخمة'' بأسعار منافسة للراغبين باقتناء هذه الأنواع.
كما أكد أن سيارات الهايبرد تتمتع بكفاءة ممتازة في العمل إلا أن على الراغبين في اقتنائها أن يتأكدوا من مصادر شرائها وسلامة قطعها.
و قال رئيس جمعية أصدقاء البيئة الأردنية المهندس طارق أبو دهيس أن فكرة السيارات الهجينة التي تعمل على الكهرباء والبنزين هي مطلب قديم من الجميع من أجل إنقاذ البيئة والتخفيف قدر الامكان من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
وأشار أبو دهيس أن السيارات الهايبرد وفرت الحل المناسب في الفترة الحالية بتوفيرها طاقة بديلة عن حرق المشتقات النفطية وبالتالي التخفيف من التلوث.
وأشار أن هناك سيارات تعمل على الكهرباء ويتم شحنها وانقسمت المنظمات البيئية حول ذلك حيث تقول بعضها أن هذه السيارات من خلال شحن البطارية تصدر انبعاثات وطاقة ضارة لا تقل ضررا عن انبعاث الصادرة عن حرق البنزين.
وقال قيس أبو جابر (31 عاما) والذي يقتني سيارة هايبرد أنه لمس الفرق الكبير بينها وبين السيارة التي كان يقتنيها من قبل من ناحية استهلاك الوقود أو حتى التقنيات العالية.
وبين أبو جابر أن سيارة الهايبرد تتمتع بتقنيات عالية وأنها توفر ما لا يقل الضعف من استهلاك الوقود من خلال اعتمادها على المحرك الكهربائي مشيرا إلى أن قطعها متوفرة في الأسواق وبأسعار منافسه أيضا.
وأشار المدير التنفيذي في جمعية البيئة الأردنية احمد الكوفحي أن سيارات الهايبرد أصبحت لا تتجزأ من العملية البيئية في العالم ككل وان انتشارها في الأردن يأتي كتلبية للمطالب بإنقاذ البيئة.











































