ارتفاع أجور خط (عمان- بيروت) الضعف والمغامرة لعبة الشاطر

الرابط المختصر

يغامرون لأجل لقمة العيش، فرغم صعوبة الأوضاع وانعدام الأمن
على خط عمان الشام بيروت، يقوم يوميا ما لا يقل عن أربعين سائقا أردنيا بالذهاب
إلى لبنان لنقل مقيمين أردنيين أو رعاية عرب وأجانب ولبنانيين إلى الأردن،

والتكلفة تكون في الغالب لا تقل عن 400 دولار
للنقلة الواحدة لتصل إلى 1000 دولار.

مصائب قوم عند قوم فوائد، هي تنطبق تماما على أحوال
السائقين الذين تحسنت أوضاعهم المادية، معوضين خسائر تكبدوها من قلة السفر مؤخرا،
لكن الآن فالحال تغير، وبات التحدي لديهم هو الخروج بسلام من لبنان، فالخط أصبح من
لبنان إلى حمص في سوريا ومن ثم إلى عمان، هنا الطريق أصبحت طويلة لكن لا مشكلة
طالما أنها تتمتع بالأمن نسبياً.

وبمقابل استفادة السائق العامل على هذا الخط، فقد تضرر قطاع
الشاحنات التي تحّمل البضائع من عمان إلى لبنان كثيرا، حيث تعطل عملهم تماما، وإذا
كان في لبنان شاحنات أردنية فهي لابد وأنها عالقة على حدود المصنع في لبنان، بسبب
عدم قدرتها على دخول الأراضي اللبنانية وكذلك الرجوع، وهو حال 27
شاحنة أردنية لا زالت عالقة.

أموال كثيرة وخوف أكثر

ويحدثنا السائق ناصر المصري عن يومياته في العمل على خط
عمان لبنان، ويقول: "تأتيني طلبية من هناك عبر مكاتب السفريات، أقوم بالذهاب
عن طريق حمص طرابلس ومن ثم بيروت، وهي طريق طويلة جداً، والتكلفة لهذه السفرة تكون
ما يقارب 200 دينار" ويجد أنه لم يتضرر عمله أبداً "إنما زاد الضعف وعوض
شهور عديدة لم نعمل بدينار واحد".

أجرة الراكب الواحد 200 دولار

أما السائق محمد صبحا يضيف على ما جاء به زميله ناصر،
ويقول: "كل الطلبيات التي تأتيني كلها من بيروت وهنا أذهب إلى لبنان فارغاً،
ونأخذ من الراكب الواحد 200 دولار".

الخوف والقلق الدائم، هو حال محمد في سفره، لكنه يقول فوق
وصف حاله ومغامرته المستمرة في السفر، "مجبور ماذا أفعل، الأجرة زادت الضعف،
وبالتالي فرصة ثمينة لكي أدفع ضمان السيارة والكمبيالات المترتبة عليّ ولكي أطعم
أولادي".

ومع هذه الأوضاع الصعبة وزيادة الأجرة إلى الضعف، فهي لم
تجذب السائق خالد ليذهب إلى لبنان، إنما جعلها مقتصرة إلى سوريا فقط، ويقول:
"أذهب إلى حمص فقط، لكي أحمل ركاب قادمين من بيروت عن طريق طرابلس، وبالتالي
أخذهم إلى عمان".

دم السائق على كفه في الرحلة

ويفضل السائق السوري علي أن لا يذهب إلى لبنان أبداً، "رغم
الأجور المغرية في الذهاب لكني أخاف على حياتي وأفضل أن أعمل فقط على خط الشام
عمان والعكس فقط".

الحرب على لبنان أنعشت خطوط السفريات

ويقول المواطن محمد العواملة إن الحرب في لبنان، أنعشت حركة
السفريات بين لبنان وسوريا والأردن، إلى درجة "قد تجعنا نصف أوضاع السائقين
فيها بالممتازة، وقد عوضوا خسارات كانوا قد تكبدوها في السنوات الأخيرة الماضية،
وكما أرى أن النقلة الواحدة تتجاوز قيمتها من 1000 إلى 2000 دولار".

ويجد السائق فرحان أن ارتفاع أجرة الركاب على الخطوط عادية
جداً أمام الخطورة التي قد يتعرض لها السائق في السفر، ويقول: "تعرضت أكثر من
3 سيارات جيمس أردني إلى حرق في لبنان، لكن السائقين والركاب كانوا بسلامة لكن
سياراتهم تضررت كثيرا، وبالتالي لم تنفعهم الأجور المرتفعة".

ويضيف مدير مكتب سفريات في العبدلي، خضر أن المكتب يبعث
يوميا ما يقارب 50 سيارة إلى لبنان، "وتكون أجرة السائق الذاهب من عمان إلى
بيروت 800 دولار، ومن عمان إلى بيروت 100 دينار"، أما مدير مكتب سفريات محمد يخرج
من مكتبه يوميا 4 إلى 10 سيارات أجرة
أردنية إلى لبنان.

الأجرة المرتفعة يحكمها العرض والطلب

ويعلق نقيب السائقين العموميين إبراهيم القيسي، على تلك
الأحوال بالقول: "رغم الأجور المرتفعة، إلا أننا يجب أن نتوقف عند المغامرة
التي يقوم بها سائقنا الأردني بالذهاب إلى لبنان هو متحديا الخوف وانعدام الأمن
على الخط لأجل القيام بواجبه".

سعر الراكب ارتفع إلى الضعف، يراها القيسي بأنها خاضعة
للعرض والطلب، "ولا يمكن الخوض فيها لأن السائق يخاطر بحياته"، وحول
تلقي النقابة عن شكاوى وحالات يقول النقيب "لم نتلق حتى هذه اللحظة عن حالات
في هذه الخطوط، وذلك عكس الخطوط العاملة على عمان بغداد، والذي وردنا منها حوالي
40 حالة بين خطف وقتل وسلب أيام اشتداد الحرب في العراق".

وفي حالة تعرض أحد السائقين لإصابات، "نقوم في النقابة
ومن خلال التأمين والضمان الاجتماعي وبالتعاون مع رب العمل على متابعة الإجراءات
للسائق". ويرى بنفس الوقت أن الأجور المرتفعة لا يمكن أن تضبطها النقابة.

وتحدث القيسي عن الإشكاليات التي يعاني منها السائق على
الخطوط الخارجية وتحديدا خط عمان الشام بيروت، ويقول: "نحاول أن نحل المشكلات
عبر تنسيق وتعاون مع اتحاد النقل في سوريا وقمنا باتفاقية مشتركة، تنظم عمل
السائقين في البلدين".

واقع الشاحنات الأردنية

ويقول المسؤول الإقليمي لنقابة أصحاب سيارات الشحن في
الشمال، عبد الرحيم جمال، "منذ الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، وأوضاع
العاملين على الشاحنات الأردنية المحملة بالبضائع إلى لبنان صعبة للغاية، حيث لا زالت 27 شاحنة أردنية
عالقة على الحدود اللبنانية بين المصنع والجديدة، تلك الشحنات المحملة بالبضائع من
الإمارات العربية المتحدة والأردن".

ويضيف "لدينا أيضا 14 شاحنة أردنية ذهبت إلى لبنان
فارغة لتحميل بضائع إلى الأردن ولا زالت عالقة في لبنان متوقفة، والأوضاع في لبنان
صعبة للغاية وهو ما أثر سلبا على هذا القطاع الحيوي".

في السابق كان يدخل لبنان يوميا، 50 شاحنة أردنية محملة
ببضائع، ويقول جّمال: "كانت في السابق صادراتنا إلى لبنان بحوالي 40 مليون
دينار، أم من لبنان فكانت 50 مليون دينار، وكانت تنقل عبر بضائع بين البلدين
بشاحنات أردنية ولبنانية، أما الآن لا شيء فقد تضرر القطاع تماماً".

أضف تعليقك