ترفض زوجة "عبد القادر" التي ترافقه اينما ذهب الاقتناع بان زوجها الذي يحمل قلبا في الجهة اليمنى من الجسم لن يعاني من تشوهات خلقية مستقبلية جراء هذه الحالة المخالفة للطبيعة الخلقية للانسان .

وتقول الزوجة التي امتنعت عن ذكر اسمها"ان مساعدة زوجها تحتاج الى اختصاصيين لمعالجة هذا الاختلال" ، فيما يشعر الزوج صاحب "الانعكاس القلبي"بنبضات قلبه تسير بصورة طبيعية ، وان دقات قلبه منتظمة كغيره من الناس ، ولكنه بالوقت ذاته يتخوف من كلام الناس والاراء التي تطرح عليه من الكثيرين بانه يمكن ان يصاب مستقبلا بتشوهات خلقية أو مضاعفات مرضية ..

العكور

اختصاصي الأمراض القلبية في مستشفى البشير الدكتور فخري العكور يؤكد ان وجود القلب في الجهة اليمنى من جسم الإنسان لا يعتبر تشوها خلقيا وان القلب في هذه الحالة يعمل طبيعيا ، ولا يشكل اي معضلة طبية ، ويستطيع صاحبه ان يمارس حياته طبيعيا وان يعمل في شتى الاعمال والمهن وممارسة الرياضة بجميع انواعها . وينصح الذين يحملون قلبا مخالفا للطبيعة بعدم التخوف من ذلك"فهو امر طبيعي جدا"وان لا يستمعوا الا لحديث الاطباء ، ولا يلجؤوا الى المؤسسات والهيئات الخيرية لمساعدتهم في تأمين العلاج او اجراء عمليات لمعالجة ما يعتقدون انه تشوهات خلقية في القلب يمكن ان تتسبب بمضاعفات خطيرة .

ويقول: عندما يوجد القلب في الجهة اليمنى غالبا ما تكون بقية أعضاء الجسم منعكسة تماما وتكون في حالة طبيعية ومنسجمة مع الجسم رغم ان وجود القلب في اليمين من الحالات النادرة في العالم والتي تصل نسبتها إلى واحد بين مئة الف في العالم .

ويوضح ان التكوين الفسيولوجي المعقد لجسم الإنسان يؤدي احيانا لمثل هذه الحالات الغريبة والاستثنائية ، بعضها ناجم حسب آراء علماء الطب والبيولوجيا عن طفرات وراثية او خلل ما في اداء جينات وراثية معينة ، او عن تشوهات خلقية للجنين اثناء فترة الحمل جراء تعرض الام للعنف ، مثلا ، فيما هناك حالات اخرى لم يتوصل العلم الحديث الى تعليل علمي لها حتى الان.

ويؤكد الدكتور العكور ان المرضى الذين يعانون من امراض القلب سواء كان القلب لديهم في الجهة اليمنى او اليسرى يلقون كل الرعاية الطبية اللازمة في مستشفيات الحكومة حيث يستطيع المشمولون منهم بالتأمين الصحي الحصول على اعفاءات ويتم تحويلهم الى مستشفى الجامعة الأردنية او الخدمات الطبية الملكية .