احذروا جنون السيارات بين الأحياء السكنية

احذروا جنون السيارات بين الأحياء السكنية
الرابط المختصر

لم يعتد محمد ابن الثلاثة عشر ربيعا، اللعب واللهو كما في كل عيد فطر، فهذا العيد يختلف تماما لديه. يأتيه وهو مقعدا في مكانه لا يحرك ساكنا.الإعاقة في يديه وقدميه. إنه عاجز.

محمد لم يعتد الجلوس هكذا، فسيأخذك في عينيه اللامعتان إلى سنوات مضت كان فيها الراكض واللاعب والمتسابق وسائق الدراجة العنيد، لكن لم تتغير أحواله فقط إنما مجرى حياته بالكامل. وإليكم القصة كما ترويها والدته روى.

"في الثامن من آب الماضي، ومحمد كان يلهو في حارتنا بحي العبداللات بمنطقة ماركا الشمالية، تقريبا عند الساعة الثالثة بعد الظهر، مرت سيارة مسرعة جداً، وأنا كنت جالسة على التلفاز، فسمعت صوت سيارة تتوقف وكانت سرعتها جنونية، عندها نبهني قلبي بالوقوف على البلكونة، وقتها وجدت أبني ملقى على الأرض ولم أرى الضوء بعد ذلك".

رحلة مع المستشفيات كانت حياتهم، فـمحمد الطفل المفعم بالحيوية والنشاط واللعب، والاجتهاد توقف عن كل ذلك. وبات نزيلا لأكثر من شهر ونصف في المستشفيات. حزينا غير مستوعبا بعد حياته الجديدة.

ماذا بعد ذلك!

يجلس محمد في ركن غرفة المعيشة، وعائلته أعدت نفسها لحياته وحياتها الجديدة، "محمد مقعد. نعم محمد مقعد" هذا هو حال الأم روى وترديدها الدائم "محمد مقعد".

إصابة بليغة كانت من نصيب النخاع الشكوي لمحمد. والحياة بعد ذلك، كما تروي أمه روى "لا أدري هل نستطيع أن نكمل المسير معه أم لا، لا أدري".

وتكتفي بالقول: "أنصح كل الأمهات بأن يحافظوا على أطفالهم، ولا يتركوهم في الشوارع لأنهم سيكونوا عرضة للحوادث الجنونية والتي إما ستودي بحياتهم أو تتركهم عاجزين كحال محمد".

السرعات الزائدة بين الأحياء ظاهرة طالما اشتكى منها المواطنون، وهم في رأيهم أن طيش الشباب ما هو إلا حالة جنونية إما سينقلب فيها الحال عليه ويذهب ضحية أو يدهس طفل هنا أو هناك وكلا الحالين ضحايا لا محالة.

وحال محمد كحال العديد من الأطفال ذهبوا ضحايا أو استمروا في حياتهم بعطل ما في أجسادهم، والتقصير لا السائق فحسب وإنما للعائلات التي تترك أطفالهم في الشوارع يلهون والحدائق –إن وجدت في الأحياء- تكون منتظرة من يِأتيها.

ومطالبة المستمر "شددوا الرقابة يا إدارة السير على السيارات بين الأحياء السكنية فالسرعة جنونية". والكلام لروى والدة محمد.

أضف تعليقك