"اتفاق عمان الثلاثي ... إنعاش للأزمة السورية أم بداية مسار الحل؟"

الرابط المختصر

 ناقشت الحلقة الخامسة من برنامج "المنارة" على راديو البلد (92.5 FM)، التطورات الأخيرة في الملف السوري، ولا سيما دلالات رفع الأعلام الإسرائيلية في احتجاجات السويداء، وانعكاسات اتفاق عمان الثلاثي بين الأردن وسوريا والولايات المتحدة، الذي أُعلن عنه في 12 آب/أغسطس الماضي.

الخبير الأمني وعضو مجلس الأعيان الدكتور عمار القضاة، ضيف الحلقة، اعتبر أن رفع الأعلام الإسرائيلية في السويداء يمثل "انكشافًا سياسيًا واجتماعيًا خطيرًا"، واصفًا الأمر بأنه "حاضنة داخلية لمشروع صهيوني توسعي"، يلتقي مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول "رؤية إسرائيل الكبرى". وأضاف أن هذا التطور قد يكون مقدمة لمحاولات تقسيم سوريا على أسس طائفية وعرقية، بما في ذلك طرح فكرة "إقليم درزي مستقل" مرتبط بالحماية الإسرائيلية.

وأكد القضاة أن الأردن يتعامل مع الملف السوري من منطلق حماية أمنه الوطني، مشيرًا إلى أن عمان ترى في وحدة الأراضي السورية واستقرارها ضمانة مباشرة لاستقرار الأردن وحدوده. وقال: "الأردن واضح في موقفه، وهو يرفض أي محاولات لتفتيت سوريا أو تحويل السويداء إلى خاصرة رخوة يمكن استغلالها في تهريب السلاح والمخدرات نحو الداخل الأردني".

وحذّر القضاة من أن المشروع الصهيوني في الجنوب السوري يرتبط أيضًا بملفات الطاقة والمياه، ويهدف إلى خلق ممرات استراتيجية تصل حتى شمال شرق سوريا، ما قد يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الأردني. كما لفت إلى أن عمان سبق أن تدخلت عسكريًا لحماية حدودها في مواجهة حرب المخدرات، ولن تتوانى عن اتخاذ خطوات مشابهة إذا ما تعرض أمنها القومي للخطر.

من جهتها، نفت الصحفية لميس أبو عساف من السويداء عبر مداخلة على "زوم"، أن يكون رفع الأعلام الإسرائيلية تعبيرًا عن نزعة انفصالية، معتبرة أن ما حدث جاء كرد فعل على "انتهاكات" ارتكبها الجيش السوري بحق الأهالي. لكنها شددت في الوقت نفسه على أن أبناء السويداء يطالبون بـ"حوار وطني ودستور عادل"، فيما لا يخلو المشهد – بحسبها – من أصوات تطالب بالاستقلال نتيجة الإنهاك والمعاناة المستمرة.

الحلقة خلصت إلى أن اتفاق عمان الثلاثي، الذي شكل مجموعات عمل لمتابعة وقف إطلاق النار وضبط الحدود والملفات الإنسانية، يقف أمام اختبار صعب: فهل سيكون مدخلًا إلى تهدئة مستدامة، أم مجرد إدارة مؤقتة لأزمة مرشحة للتفاقم بفعل التدخلات الإقليمية والدولية؟