"اتحاد العمال" لـ"أمانة عمان": أنصفوا عمال النظافة

الرابط المختصر

دعا رئيس اتحاد نقابات العمال، مازن المعايطة عمال الوطن (النظافة) إلى اللجوء إلى الاتحاد في حال "وجدوا غبنا في معدل ساعات عملهم".وكانت الأمانة قررت رفع نسبة تشغيل عمال الوطن في مناطق الأمانة أيام الجمع والعطل الرسمية خلال فصل الصيف إلى 80% عن الأيام الأخرى، ذلك "بهدف المحافظة على نظافة المدينة خلال فصل الصيف ضمن مستواها المعتاد"، على ما يقوله مدير دائرة البيئة والنظافة العامة في الأمانة، الدكتور محمد العمايرة.

ودعا المعايطة العمال إلى مراجعة الاتحاد، "إذا شعر العامل بالظلم أو الإجحاف فعليه ان يراجع الاتحاد لإنصافه وليصار الاتصال بأمين عمان عمر المعاني لإلزام الأمانة بالتقيد بقوانين العمل بغض النظر عن جنسية العامل".
 
ويخضع عمال الوطن لقانون العمل والعمال من حيث ساعات العمل وساعات الدوام الرسمي، كما تكفل المادة 56 من القانون بعدم جواز تشغيل العامل أكثر من ثماني ساعات يوميا أو ثمان وأربعين ساعة في الأسبوع إلا في الحالات المنصوص عليها في هذا القانون ولا يحسب منها الوقت المخصص لتناول الطعام والراحة، كما يجوز توزيع الحد الأعلى لساعات العمل الأسبوعية وفترات الراحة بحيث لا يزيد مجموعها على إحدى عشرة ساعة في اليوم.
 
"إذا كانت الأمانة مضطرة إلى دوام العامل على مدار الـ24 ساعة، فالأولى أن تقوم بنظام "الشفتات" ليلا ونهارا أو بنظام التعويض بالعطل أو حسب ما نص عليه قانون العمل الساعة بساعة ونصف"، وفق المعايطة.
 
ويعتبر محمد العمايرة أن زيادة ساعات عمل العمال تأتي لأجل جعل العاصمة نظيفة في فصل الصيف، مؤكدا ان زيادة ساعات عملهم واكبها زيادة مالية محسوبة وفقا لمعدل الساعات الزائدة عن عملهم "ويحسب لهم الإضافي".
 
ويضيف أن الأمانة قررت زيادة ساعات العمل المسائي والليلي لعمال الوطن ساعة إضافية واحدة.
 
سيد 27 عاما، عامل نظافة في شارع وادي صقرة، منذ ثلاث سنوات، يقول إن راتبه يصل إلى 210 دنانير وأحيانا أكثر بعد ساعات العمل الإضافية "أريد أن أجمع مالا أكثر، ولا أتوقف عن العمل حتى تحت الشمس الحارقة؛ المهم لدي هو المال لأني وضعي سيء وأعيل أسرتي في الصعيد بمصر".
 
أحمد صقر 32 عاما، عامل نظافة في شارع الملك طلال، منذ ثلاث سنوات ونصف، يواجه في يومه عدة صعوبات يجدها بالبسيطة طالما أنه اعتاد عليها، "أنظف شارع الملك طلال مرتين في اليوم وبعد ساعة من التنظيف وأقل تعود النفايات إلى ما كانت عليه".
 
محمود 43 عاما عامل آخر يشاطر زميله أحمد الرأي، يضع "الحطة" على رأسه لتقيه من أشعة الشمس الحارقة، وبلباسه البرتقالي المتسخ، يقول: "الناس لا ترحمنا أبداً، ما أن أنظف المكان حتى سرعان ما يتسخ". موقع محمود يبدأ من جامع الحسيني حتى سينما الحمرا، يصل راتبه مع الإضافي إلى 198 ديناراً، "أعمل من السادسة صباحا حتى الرابعة عصرا وفي منطقة حساسة كما نسميها حيث تحتاج إلى نظافة مستمرة، لا قوة لي لأطلب زيادة أكثر ولكن أشعر ان الزيادة غير منصفة لحجم عملي تحت أشعة الشمس الحارقة".      
 
أعداد القادمين إلى العاصمة خلال فترة الصيف، من المغتربين أو سياح هي الدافع من وراء زيادة ساعات عمل العمال لأنها تشكل زيادة في معدلات كميات النفايات، قائلا إن معدل الزيادة تصل ما بين 500- 750 طن يوميا عنها في أيام السنة .
 
وزير العمل، باسم السالم، يلفت في تصريح إعلامي سابق إلى عدم اقتراب الأردني من مهنة النظافة، "لتدني الرواتب، وسوء ظروف العمل وعدم حصول العمال على التدريب الضروري". لكنه يعتبر ان القطاع شهد إقبالا ملحوظا من الأردنيين بعدما رفعت الأمانة رواتب العمال.  
 
وكانت أمانة عمان أعلنت في الثالث عشر من تموز من العام الماضي عن زيادة رواتب عمال الوطن، حيث تمت زيادتهم في تشرين الأول عام 2007 مبلغ 20 دينارا وألحقتها بعد ذلك زيادة أخرى بذات القيمة من باب مواكبة ارتفاع الأسعار، ليصل المجموع التراكمي إلى 40 دينار، لتصبح 190 دينار، بعد ان كانت 154 دينارا.
 
العريف (مراقب الحي)، مهنة معتمدة من قبل أمانة عمان الكبرى، يتولى مسؤولية عمال النظافة في كل منطقة، وتتمثل مهامه تحديداً بـمتابعة أحوال العمال، ومراقبة أدائهم، والمناطق التي يتولوا نظافتها، وهشام زريقات مسؤول منطقة شارع الملك طلال وشارع الطليان، يراقب أداء 16 عاملاً.
 
يقول زريقات "يزداد العمل على عمالي الضعف بمواسم معينة منها موسم عودة طلاب المدارس والصيف بالعموم"،  ويعتبر شارع الملك طلال والطليان، من أكثر المناطق حركة ومروراً للمشاة والسيارات؛ ما يعنيه من نفايات مستمرة وجهود مضنية على العمال.
 
برأيه أن العمال لديه يعملون بشكل كبير، ساردا حوادث كانت تقع جراء ملاسنات العمال مع بعض المواطنين أو أصحاب المحلات التجارية، "لماذا لم تأخذ كيس الزبالة من هنا أو لماذا لم تنظف المكان جيداً، هي مواقف يومية اعتدنا عليها".
 
وكانت الأمانة أدخلت 65 سكوترا للعمل في مجال النظافة وزعتها على مراقبي الأحياء لمتابعة أعمال النظافة بالدقة والسرعة المطلوبة.
 
يشار إلى أن عدد عمال النظافة في الأمانة يصل إلى 4300 عامل تشكل أكثر من نصفهم من الجنسية المصرية، إضافة إلى 270 آلية بين كبيرة "طاحنات" ومتوسطة وصغيرة لنقل النفايات من أماكن تجميعها في الأحياء.