ابو المأمون شهيد الخصخصة
خلال ملتقى الحملة الوطنية للدفاع عن الخبز والديمقراطية الذي انعقد في مقر حزب الوحدة الشعبية, والذي كان مكرسا لمناهضة خصخصة المستشفيات الحكومية عموما ومستشفى الامير حمزة خصوصا, قدم (ابو المأمون - عطا عبد الحافظ) وهو مدرس من الرصيفة مداخلة (من القلب) تحدث فيها عما يكابده من عناء في توفير الحد الادنى لمعالجة ابنه الذي يرقد في مستشفى البشير الحكومي فكيف اذا تمت خصخصته وما ان انهى ابو المأمون مداخلته بدقائق حتى انهار وتوفي بالذبحة الصدرية فاختصر المشهد كله وكان شاهدا على نتائج وتداعيات مشروع التصفية النهائية الذي ينفذه رجال البنك الدولي ضد القطاع الصحي الحكومي, بما هو ملجأ الفقراء والطبقات الشعبية.
وحيث تغطي وزارة الصحة مشروع البنك الدولي باستكمال الخصخصة وتخلي الدولة عن واجباتها الاجتماعية, بتأويل ذلك عن طريق لعبة التسميات (النظام الخاص), فان ما يجري هو اتفاق على الموضوع عرفته شعوب اخرى قبلنا, حيث مرت عملية الخصخصة بمحطات تمويهية انتقالية من نمط (النظام الخاص), وهو غير نظام ادارة المشاريع الحكومية (بنظام القطاع الخاص) بل خصخصة هذه المشاريع في الواقع.
كل ذلك يجري في الوقت الذي تعتمد فيه الموازنات الحكومية على ما يدفعه الفقراء من ضرائب غير مباشرة فيما لا تتعدى نسبة الضرائب على الشركات والاستثمارات الخاصة الكبرى 5% من هذه الموازنات.
وثمة موضوع مهم منسي آخر, هو انه اضافة لدور الضرائب غير المباشرة التي يدفعها الفقرء في الموازنات والانفاق العام, فان اعادة توزيع هذه الضرائب في السياسات الاقتصادية والمالية اعادة تنطوي على ظلم فادح ضد دافعي الضرائب المذكورة من الفقراء عموما, وضد دافعيها من الفقراء وابناء الطبقات الشعبية الذين لا يعلمون في المؤسسات العامة بل في المصانع والمزارع وقطاعات خاصة صغيرة.
فاذا كان العاملون في الدولة يحظون بهذا المستوى او ذاك من التأمين الصحي, فان الغالبية الساحقة من ابناء الطبقات الشعبية, خارج المؤسسات العامة لا يحظون بالحد الادنى من هذا التأمين.
رحم الله (ابا المأمون) شهيد الخصخصة ولعل افضل تكريم له ولشهادته هو اطلاق اسمه على حملة الخبز والديمقراطية.0











































