إنفاق غير مسبوق على الدعايات الانتخابية

الرابط المختصر

توقع مرشحون و محللون ارتفاع حجم الإنفاق على الدعاية الانتخابية للمجلس النيابي الخامس عشر إلى الضعف مقارنة بالانتخابات السابقة التي ترواح حجم الانفاق فيها بين 25 إلى 100 ألف دينار.

اذ بدأ تنافس غير مسبوق على تعليق الصور و اليافطات وجميع أشكال الدعاية الانتخابية  حتى من قبل انتهاء فترة التسجيل لكسب أصوات الناخبين في ظل تراجع الإجماع العشائري.

 

وخوفا من أن يفرض المال نفسه على مجلس النواب طالب المواطن محمد عيسى  الحكومة "بضرورة اتخاذ اجراءات لضبط الانفاق على الحملات الانتخابية  من خلال فرض مبالغ محددة لإنفاقها في أغراض الدعاية الانتخابية".

 

وبين أحد النواب السابقين ومرشحي الدائرة الانتخابية الخامسة أن حملته الانتخابية و بالتحديد في هذه الانتخابات لن تتجاوز ال20 ألف دينار. إذ أن الفيصل في الانتخابات هو "خدمتنا" و ليس دعايتنا بحد قوله. كما أشار الى أن المال السياسي  دخل الى الحملات الانتخابية بقوة مستغلا حالة الفقر المتزايدة " ستشهد الدوائر الانتخابية حربا طاحنة بدخول أصحاب رؤوس الأموال بكثرة إلى صراع الانتخابات و هذا من شانه أن يرفع كلفة الحملات الانتخابية إلى أرقام فلكية."

 

كما علق على ما أسماه "بالبذخ" السياسي في الدعاية الانتخابية و أن الهدف منه هو تسليط "أضواء الشهرة" على شخصهم و شركاتهم " و لكن من خلال رصدنا و جولاتنا الانتخابية بدا أن تأثير هذه الدعايات لايتجاوز  5% على الناخبين".  

 

و ذكر أحد النواب السابقين و مرشح الدائرة الانتخابية  أن كلفة حملته الانتخابية " مفتوحة" بحسب المستجدات و المتغيرات إذ ان تأثير الدعاية على الناخبين تقدر بحوالي 60 % بالمئة من قرار الناخب. وأكد أن الناحية الأكثر كلفة في الدعاية الإنتخابية هي النقد و "الكنافة".   في حين أن بعض المرشحين رفض الإجابة معتبرا أن كلفة الدعاية الانتخابية لاتعبر بالضرورة عن قوة المرشح.

 

واقترح المواطن محمد شاهين إنفاق أموال الحملات الانتخابية على معالجة مشكلة البطالة التي يعاني منها نسبة كبيرة من المواطنين " يجب على المرشحين بدلا من انفاق هذه الأموال الطائلة على هذه الدعايات غير المجدية أن يقوموا بعمل مشاريع استثمارية تساعد على تشغيل شريحة كبيرة من الشباب".

 

بينما أكد أمين عام حزب الرسالة د.حازم قشوع أن للمال السياسي وشراء الأصوات دور كبير في التأثير على الناخبين " يجب تفعيل و دعم الأحزاب ماديا و سياسيا لمجابهة مثل هذه الظواهر المبالغ فيها في ظل غياب الدور الحزبي و التوعوي و تحقيق أهداف مفادها وطنية، كنا نتمنى مشاهدة الخطاب النيابي المباشر مع الناخبين بدلا من تعليقهم شعارات  لايعرفون قراءتها".

 

بين الكاتب و المحلل ماهر أبو طير أن "هجمة المال" خلال هذه الانتخابات هو أمر مقلق للغاية لما له من سيطرة على معظم الطبقة الفقيرة و الذي بدأ من خلال اتصالهم بهم في شهر رمضان المبارك بتوزيع طرود الخير "سنكون في الفترة القادمة في مواجهة مجلس تجار بسطوة رأس المال عليه."