إلى بطن الحوت وثائقي أردني يعرض معاناة أهالي غزة

إلى بطن الحوت وثائقي أردني يعرض معاناة أهالي غزة

 يعرض أول فيلم وثائقي أردني إلى بطن الحوت على مدى 25 دقيقة، تجربة إنسانية لشاب غزي علق في واحد من الأنفاق التي ابتدعها سكان القطاع، لكسر الحصار ولفت أنظار العالم إلى معاناتهم، لعل الضمير العالمي يصحو من غفوته.
والفيلم الذي كتبه وأنتجه وأخرجه حازم البيطار لم يعرض في أي مهرجان بالأردن، لكنه شوهد في مهرجان كازان بروسيا، ومهرجان الفيلم الفلسطيني ببوسطن، وسان فرانسيسكو للفيلم العربي، وسيعرض في مهرجان الفيلم الوثائقي الدولي في أمستردام إدفا الشهر المقبل، وهو أكبر مهرجان للأفلام الوثائقية في العالم.
وقال البيطار للجزيرة نت إن قصة الفيلم حقيقية ومستقاة من روايات عدة, وتمت عنونته بأسلوب رمزي، حيث خرج سيدنا يونس من بطن الحوت بإرادة ربانية ليعيش، لكن سكان غزة يدخلون إليه ليموتوا جوعا ومرضا أمام أعين العالم كله الذي يتباهى بحقوق الإنسان والعدالة والمساواة.
وأوضح أن التصوير تم في مخيم البقعة حيث تطوع صاحب بيت لتقديمه كموقع للتصوير، وأدى دور الأب بشكل يثير الإعجاب دون خبرة سابقة, فيما قام النحات عبد العزيز أبو غزالة بتصنيع نفق في جبل اللويبدة وسط عمان خلف محترف رمال للفنون طوله ثلاثة أمتار، جاء مطابقا تماما لما شاهدناه على الفضائيات. 
وقال إنه عندما تذكر المعاناة الإنسانية للفلسطينيين في غزة وبطولة الشباب الذين يخاطرون بحياتهم لكسر الحصار, عادة ما توصف بأنها مهينة في محاولة لتصغير إنجازاتهم العبقرية، فيوصفون بالمهربين أو عمال الأنفاق، وهذا إجحاف وتسخيف لتضحيات هؤلاء الأبطال الذين ابتكروا هذه الوسيلة لكسر الحصار عن أهلنا هناك.
وأشار لحفر الأنفاق بين برلين الشرقية والغربية والمقاومة الفيتنامية، وقال إن القائمين على هذه الأنفاق كانوا يقدمون للعالم الغربي على أنهم أبطال وعباقرة، ولكن في غزة -ولأسباب أيدولوجية- يجري النظر لها كأعمال تهريب مرفوضة، وليست وسيلة لكسر الحصار الظالم على سكان القطاع.
وعزا البيطار ذلك لضعف الموقف العربي عامة والإعلام بخاصة الذي ينساق وراء التسخيف والتحجيم الغربي والصهيوني للإنجازات العبقرية لإنسانية الفلسطينيين الذين حفروا هذه الأنفاق, مضيفا أن الفيلم يضيء شمعة في الظلام ضمن جهود تسليط الضوء على إنسانية فلسطيني واحد من غزة يعمل في أحد أنفاق كسر الحصار والقضايا الوجودية التي يواجهها، والمشاعر التي تسيطر عليه كإنسان يرفض الإذلال والتجويع ويريد الحياة بعزة وكرامة. 
وحول أسباب عدم عرض الفيلم في مهرجانات عربية، قال البيطار إن الموضوع حساس لبعض الحكومات العربية، ولا أعرف بالضبط تأثيره، ولكن حتى الآن لم يعرض رسميا في أي مهرجان رسمي عربي، فالحوار الذي يدور بين شخصيتين قد يفهم بأنه تلميح لمواقف حكومات بذاتها، رغم توخينا الحرص على أن نكون محايدين وموضوعيين قدر المستطاع، تفهما منا لحساسية القضية لدى بعض الحكومات العربية.
ويرى أن السينما المستقلة غير مدعومة رسميا، لكنها تتحمل مسؤولية خلق توازن وإبراز حقائق لا تستطيع الأفلام غير المستقلة تقديمها بسبب القيود المفروضة، وهذا بطبيعة الحال يتطلب تضحيات مادية من المخرجين والمنتجين بسبب تخوف أو تردد العديد من الجهات في تقديم الدعم.
وقال إننا -بإمكانيات بسيطة- استطعنا إنجاز فيلم يسرد قصة إنسانية وتوصيلها لأهم مهرجان سينمائي وثقافي في العالم، بدون أي دعم رسمي أو أجنبي، مشيرا إلى أنه يكرس جهوده الفنية وخبراته للتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني.
يذكر أن البيطار يدير ويشرف على تعاونية عمان للأفلام، وهي مؤسسة مستقلة تعنى بتدريب كوادر سينمائية، وقد تلقى أبطال الفيلم -وهم ربيع زريقات وعبد الله دغيمات وروان الزين والعباس سعيد والمأمون أبو غزالة والطفلة لين عزام- تدريبا في هذه المؤسسة

أضف تعليقك