إعلام جديد يسعى إلى مشاهد لا يتابعه

إعلام جديد يسعى إلى مشاهد لا يتابعه
الرابط المختصر

تنتظر الساحة الإعلامية المحلية محطة تلفزيونية جديدة، تبث أرضياً وفضائياً، لتكون أول محطة تلفزيونية خاصة تبث من المملكة. بدأت حكاية «تلفزيون الغد» (أو «آي تي في» كما ينتظر أن يكون اسمه على الشاشة) منذ أكثر من عام، عندما استأجر مالك المحطة تردد البث الأرضي للقناة التلفزيونية الثانية (التي كانت محطة رياضية) بمبلغ تجاوز المليون دينار سنوياً لكن لم يعلن عنه رسمياً. وجاء خبر أخيراً يقول إن الإعلامي مهند الخطيب باشر رسمياً مهمات منصبه مديراً عاماً للقناة.

ينتظر من هذه المحطة التلفزيونية، التي لم ينته بعد تجهيز مبناها، أن تكون خطوة أولى نحو تطوير الإعلام المحلي، بإبعاده من الحكومات وتحريره من عباءتها الواسعة والفضفاضة، وتعزيز دور القطاع الخاص في هذا المجال، على الأقل كما حدث مع الإذاعات المحلية التي زاد عددها على 10 لغاية الآن.
فالمشاهد «الأرضي» (نحو 40 في المئة من الأردنيين وفق تقديرات لمؤسسات خاصة) لا يستطيع مشاهدة محطة تلفزيونية غير التلفزيون الأردني الرسمي، إضافة إلى محطات تلفزيونية أرضية مجاورة. وبالتالي فهو في حاجة إلى رؤية تلفزيونية جديدة – بخاصة عندما يعلن عنها باعتبارها قناة جميع أفراد الأسرة من ناحية أنها ستسعى إلى تلبية تطلعات شرائح المجتمع المختلفة، خصوصاً شريحة الشباب التي تشكل أكثرية المواطنين.
ظهور محطة تلفزيونية جديدة قريباً تصنف في خانة "المحلية" (بكوادرها ومحتواها واهتماماتها) سيعود بالفائدة، نظرياً، على المشاهدين المحليين الذين تحولوا في غالبيتهم إلى مشاهدين محترفين للمحطات الفضائية. فالتلفزيون الرسمي الذي يشكو قلة مشاهديه، متهم دوماً بأنه بعيد عن المشاهد المحلي – وثارت حوله مشاكل كثيرة في الأشهر الماضية أدت في نهايتها إلى استقالة مجلس إدارته السابق، وتعيين مجلس إدارة آخر.
والمهمة أمام التلفزيون الجديد، الذي يسعى إلى المنافسة محلياً – أرضياً، وعربيا - فضائياً، سهلة ولا تخلو من صعوبة في الوقت ذاته. إنها سهلة لأن المشاهد الأردني يشاهد محطات تلفزيونية لا تنقل أخبار مجتمعه المحلية، ولأنه في منافسة مع محطات فضائية محترفة تعرف كيف تغري المشاهد – سواء بمواد إعلامية (عميقة وسطحية) أو بفيديو كليبات.
من هنا، تعاقدت «آي تي في» مع شركتي «دي بي» و «آي تي أن» البريطانيتين للإشراف على تركيب التجهيزات التقنية في مبناها قيد الإنشاء، الذي يضم ثلاثة استوديوات وغرفة أخبار تشمل «أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا البث التلفزيوني في العالم». لكن هل يعني التقدم التقني لوحده نجاح المحطة؟ قد يكون رهان المحطة التلفزيونية الوليدة، الاهتمام بالأخبار المحلية الأردنية – من هنا ربما جاء استقطاب مهند الخطيب ليشغل منصب المدير العام للقناة، وهو الذي عمل مع أكثر من مؤسسة إعلامية كانت آخرها قناة «العربية».
فتلفزيون الغد يسعى لكي يكون «مصدراً رئيسياً للأخبار المتعلقة بالأردن تحديداً»، بحسب الخطيب الذي قال في تصريح إعلامي عقب تسلمه مهماته إن المشاهد «سيلمس نقلة نوعية في مضمون وشكل الأخبار والبرامج الإخبارية بعيداً من الرتابة والأسلوب التقليدي». وأضاف: «ستكون أخبار ATV متوازنة ودقيقة وذات صدقية، وسننقل الأحداث المهمة للمشاهد بسرعة وبدقة».
وتبث من الأردن قناة «نورمينا» التلفزيونية الخاصة، لكن بثها فضائي فقط، ما يجعلها بعيدة من المشاهد الأردني – على رغم أنها تقدم برنامجاً حوارياً أسبوعياً يتعاطى مع الشأن المحلي يقدمه النائب في البرلمان رائد قاقيش. كما تبث أكثر من محطة تلفزيونية من استديوات في «المدينة الإعلامية» أبرزها قنوات «آي آر تي» التي نقلت مكاتبها من إيطاليا إلى الأردن في وقت سابق.
انتظار محطة تلفزيون جديدة في الأردن أمل يراود كثيرين لتغيير الوضع الإعلامي المحلي. لكن التأجيلات المتكررة لبدء بث تلفزيون «آي تي في» يجعل الأمل مربوطاً بشيء من الشك. فقد كان مفترضاً أن يبدأ بث المحطة مطلع العام الحالي، لكنه عاد وتأجل شهرين وثلاثة، وأخيراً لم يعلن عن موعد انطلاقته الرسمية، إلا عقب تجهيز المبنى والبدء بتدريب طواقم العاملين فيه لفترة قد تمتد لشهرين: لكن هل يعني كثرة تأجيل البدء ببث التلفزيون المنتظر، أن الوعود التي بدأتها المحطة التلفزيونية الوليدة ستتأجل؟

أضف تعليقك