إرجاء مناقشة تعديلات نظام "العمل الإسلامي"

إرجاء مناقشة تعديلات نظام "العمل الإسلامي"
الرابط المختصر

- منصور: ضجة الحكومة حول الفتوى أسلوب لصرف النظر عن فشلها

- أبو السكر يستهجن انشغال "النواب" عن دوره الحقيقي...

قرر مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي إرجاء مناقشة التعديلات على نظام الحزب الأساسي والمدرجة على جدول أعمال جلسته العادية الثالثة التي انعقدت السبت إلى موعد لاحق.

وكلف المجلس المكتب التنفيذي بإعداد تعديلات تطويرية وافية تتناول كل الثغرات في النظام تعرض على المجلس في جلسة لاحقة تخصص لهذا الشأن، كما تم تكليف المكتب التنفيذي بإعداد رؤية مكتملة حول المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة بحيث تطرح على المجلس في جلسته المقبلة.

وأقر المجلس التقريرين الإداري والسياسي اللذين عرضا عليه واللذين تناولا النصف الأخير من هذا العام، وأجل مناقشة خطة المكتب التنفيذي للأربع سنوات المقبلة إلى السبت بعد المقبل 8 كانون ثاني 2011م.

الإصلاح والملفات الوطنية:

واستمع المجلس في مستهل جلسته إلى كلمة رئيسه علي أبو السكر والتي أشار فيها إلى قرار مقاطعة الانتخابات، لافتاً إلى أن الحزب قدم الإصلاح السياسي الوطني على المصلحة الذاتية، وأضاف "لقد كشفت الأيام حجم الانحراف، وعدم جدية الحكومة في إصلاح هذا الواقع السياسي المتردي الذي استلب من المواطن حقوقه، ووضع الوطن في أزمات سياسية، و اقتصادية واجتماعية".

ونوه أبو السكر إلى عدم إغلاق الباب أمام التواصل بل وإتاحة الفرص أمام أي بارقة أمل في الإصلاح .

وبحسب رئيس المجلس فقد "أعادت العديد من الأحزاب والشخصيات التي شاركت في الانتخابات موقفها من المشاركة بعد أن خاب فألها وظنها بالحكومة وما أدارته من عملية انتخابية وما أفرزته هذه الانتخابات من مجلس نيابي لا يرقى أن يمثل طموح الوطن ومواطنيه".

أما أمين عام الحزب حمزة منصور فأكد أن "أوضاعنا السياسية، وهي أصل الداء، تراوح في مكانها، إن لم تكن تشهد تراجعاً، فالسلطة التنفيذية تتفرد بالقرار، والحكومات تتشكل على غير أسس ديموقراطية، والأجهزة الأمنية تحكم قبضتها على مفاصل الحياة، والسلطة التشريعية مغيبة، على الرغم من وجود مظاهر ديموقراطية لأغراض الاعلام الخارجي، والفساد يتمدد، والأجهزة الرقابية غائبة أو عاجزة، والحريات العامة محكومة بتشريعات وسياسات عرفية، والعلاقات مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية – على الرغم من التهديد الوقح الذي يمارسه العدو الصهيوني للدولة الأردنية – تتنامى على حساب العلاقات العربية والإسلامية، بل على حساب الوحدة الوطنية والأمن الوطني، والمصالح الوطنية، وعلى حساب المبادئ التي تحكمنا إزاء فلسطين الأرض والمقدسات والانسان والقضية".

وبخصوص الأوضاع الاجتماعية أشار منصور إلى أنها حصيلة أوضاعنا السياسية والاقتصادية، مشيراً إلى أنها "مقلقة للغاية وتنذر بشر مستطير إن لم يتداركه الله برحمته"، مؤكدا أن "نسيجنا الاجتماعي يتآكل لصالح ولاءات ضيقة"، وهي "ثمرة لسياستنا التربوية والثقافية والمسجدية، ما يهيء الفرصة لتحقيق أطماع عدونا، القائمة على تقسيم المقسم، وتجزئة المجزء، فظاهرة العنف غير المسبوقة، وصراعات طلبة الجامعات، والصراعات بين التجمعات والأجهزة الأمنية، وانتشار المخدرات، وازدياد حالات الانتحار،كلها ظواهر خطيرة تؤرق الغيور،وتسلب النوم من العيون"

ودعا إلى الاهتمام بقضايا الناس الحياتية، والتعبير عنها بوضوح، ووضع البرامج والمبادرات التي تسهم في معالجة مختلف القضايا كالفقر والبطالة والعنف الاجتماعي، كما أوصى بدعم مطالب المعلمين باستعادة نقابتهم، والمطالبة بإنشاء اتحاد عام لهم، والعمل على رفع القبضة الأمنية عن أنشطتهم .

فتوى علماء الشريعة:

وبشأن فتوى علماء الشريعة الاسلامية في الحزب بتحريم القتال إلى جانب قوات "الناتو" أكد أبو السكر أن "الضجة" و "الصخب" التي افتعلتها هذه الحكومة في مواجهة الحزب وفتواه الشرعية التي لا يختلف عليها اثنان من المسلمين وتحريف الأمور عن نصابها ليست أكثر من جعجعة تكشف عن أزمة تعيشها هذه الحكومة وتريد أن تنفس من خلالها عن بعض أزماتها" .

واستهجن أن "ينشغل مجلس النواب عن دوره الحقيقي في الرقابة والتشريع ليشتغل في تكميم الأفواه وخنق الحق في النقد والتعبير، وأن يحول كل طاقته النيابية من مناقشة الثقة في الحكومة إلى الهجوم على شخص رئيس اللجنة السياسية في الحزب الأخ زكي بني ارشيد"، معتبراً أن ذلك "محاولة مكشوفة للاستفراد به وبما يشكل استقواء على الفرد وخروجا عن المألوف".

أما حمزة منصور فعلق على قضية "الفتوى" بقوله "بدلاً من أن تتصدى الحكومات للتحديات التي تواجه الوطن، والمشكلات التي باتت تؤرق المواطنين، عمدت إلى تصدير أزمتها، فاستغلت فتوى شرعية صدرت عن علماء الشريعة الإسلامية في حزب جبهة العمل الاسلامي، حول المشاركة في القتال في أفغانستان ضمن التحالف الأمريكي أبشع استغلال، ودون مراعاة لأدب الخصومة، حيث تم توظيف مؤسسات الدولة للهجوم على حزبنا، والتحريض عليه"، مضيفا "هو أسلوب دأبت الحكومات المتعاقبة عليه، لصرف الأنظار عن فشلها وإخفاق سياساتها".

وأضاف منصور "إن هذه الأساليب لن تنال من عزيمتنا، ولن تفت في عضدنا، ولكن واقع بلدنا، والتحديات التي تواجهنا، تتطلب منا تعظيم قدراتنا، وتفعيل طاقاتنا، لتحقيق الإصلاح المنشود، الذي يحمي بلدنا، ويحقق التنمية المنشودة، ويمكننا من القيام بواجبنا إزاء أمتنا وقضاياها الرئيسية".

وحث على تبني برنامج الإصلاح بقوة، والتفاعل مع الأنشطة والفعاليات التي يحددها برنامج الإصلاح، منوهاً إلى أن أصحاب القرار لا يمتلكون إرادة الإصلاح، وتابع "ما لم يتم تبني برامج فاعلة للإصلاح، تشكل عوامل ضغط على أصحاب القرار، فستبقى مناشداتنا ومطالباتنا صيحة في واد ونفخة في رماد"

ودعا منصور إلى تعزيز التواصل مع كل شرائح المجتمع، وقال " لا سبيل لتنوير الرأي العام، وحمل المواطنين على الانخراط في مشروع الإصلاح، الا بتعزيز التواصل معهم، وكسب قلوبهم، وإقناعهم بنبل غايتنا، وسلامة نهجنا، فرؤية الحركة الإسلامية للإصلاح ووثيقة الإصلاح الوطني وبيانات الحزب وأدبياته ينبغي أن تصل كل انسان فضلاً عن التواصل الاجتماعي والدور الدعوي".

الملفات الخارجية:

وأكد علي أبو السكر أن الأردنيين "جزء لا يتجزأ من أمة الإسلام لا يفرق بيننا عرق أو لون أو لغة"، وأضاف "مهما أشغلتنا همومنا الوطنية والذاتية فلن يغيب عن ناظرنا هدفنا الأسمى في دولة الوحدة الإسلامية".

وفي الشأن الفلسطيني أشار أمين عام "العمل الاسلامي" إلى أن الأردن "الأكثر تأثراً به، وتضرراً من تداعياته"، منوهاً إلى أن الوضع في الساحة الفلسطينية "يتدهور باضطراد، فسراب السلام تبدد، وأعلن الكثيرون عن موته، والاستيطان جار على قدم وساق، وتهديد القدس بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك لا يعوقه عائق، والتهجير ولاسيما من بيت المقدس يتواصل، والاستعدادات لعدوان كبير على غزة يتصاعد، والمشهد يجري إعداده بدعوى حصول حماس على أسلحة حديثة، والسلطة التي تدعي تمثيل الفلسطينيين ممعنة في تحالفها مع العدو، ففي سجونها قرابة ألف من خيرة أبناء وبنات فلسطين، تمارس بحقهم أبشع صنوف التعذيب، والمجال لا يتسع لاستعراض أوضاع العالم العربي والإسلامي، التي باتت أشبه بممالك الطوائف" .

وشدد منصور على أن النظام الرسمي العربي "أعجز من أن يواجه هذه التحديات، والتيارات الفكرية التي سادت عالمنا العربي، وحكمت بعض أجزائه، بان عوارها، ولم يعد سبيل للنجاة بعد عون الله إلا مشروع اسلامي ريادي، تنخرط فيه كل القوى المؤمنة بالإصلاح وتستند إلى عقيدة الأمة وإرثها الحضاري، وتجند له كل طاقات الأمة المادية والمعنوية، وطليعته الحركة الإسلامية، ومنها حزبكم حزب جبهة العمل الإسلامي".

ودعا إلى العمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، باعتباره يمثل "خط الدفاع الأول عن العواصم العربية، ولتمكينه من التصدي لسياسات تهويد الأرض، وتدنيس المقدسات، ومحاولات التهجير القسري"، مضيفا أن "خذلان المقاومة يعني ضياع فلسطين، وفتح الطريق أمام هجرات جديدة، ومشاريع خطيرة فنصرة القدس، وإسناد المقاومة، والإسهام في كسر الحصار عن قطاع غزة، وتبني قضية الأسرى والمعتقلين، واجبات شرعية ووطنية وتحتل أولوية قصوى".

وحث على مساندة القضايا العادلة لأمتنا العربية والإسلامية وفي المهجر، ولاسيما بعد الحملة الشرسة في أكثر من بلد ضد الإسلام والمسلمين والرموز الإسلامية، وتنسيق الجهود مع القوى المخلصة، المدافعة عن قضايا الأمة، بحسب منصور.

أضف تعليقك