أي تأثير تركته انتفاضة مصر على الإعلام المحلي؟
هل تفاعل الإعلام المحلي مع انتفاضة مصر بقدر حجم الحدث وتداعياته في الأردن؟ هل أثرت انتفاضة مصر على الإعلام المحلي برفع سقف الحرية؟ هل استثمر الإعلام المحلي الشبكات الاجتماعية على الانترنت كمصادر معلومات وأخبار؟ ما الدور الذي لعبه الإعلام الجديد وإعلام المواطن في انتفاضة مصر وتداعياتها في الأردن؟ أسئلة ناقشها برنامج عين على الإعلام.
يرى مدير مكتب صحيفة القدس العربي اللندنية بسام بدارين في عمان أن الأحدث في مصر تعيدنا إلى المربع الأول من مسألة الإعلام الأردني، وهو التساؤل الذي تفرضه التحولات التي تشهدها المنطقة، وهو: هل لدينا إعلام حقيقي يتمتع بالحرية والمهنية؟
وأكد أن الإعلام المحلي لم يتأثر ولم يتفاعل مع الحدث الذي وصفه بالحدث الكوني، والذي فرض نفسه على مختلف وسائل الإعلام العالمية بجميع أشكالها.
وأوضح بدارين أن الإعلام الخاص والحكومي، تعامل مع الأحداث تعاملا متواضعا وخجولا وكأن "العرس لدى الجيران"، على حد تعبيره.
فالصحف المحلية تناولت الأحداث، بحسب بدارين، من ناحية إخبارية فقط، دون القراءة التحليلية ودراسة السيناريوهات المحتملة وتداعياته على الساحة الأردنية، مستثنيا صحيفة "العرب اليوم" التي قدمت وجبة دسمة للقارئ بالتغطية والتحليل.
وتساءل مستغربا إن كان من المعقول أن تفرد الصحف الغربية وحتى الإسرائيلية مساحات واسعة لتغطية الأحداث وتداعياتها، مقابل التغطية الخجولة في الإعلام المحلي، وكأنه لا توجد تداعيات لهذه الأحداث على الساحة الأردنية.
أما التلفزيون الأردني، فيرى بدارين أنه كان "غائب طوشة"، لافتا إلى أن التلفزيون كان يعرض في وقت ذروة الأحداث في مصر، برنامج "يسعد صباحك".
ويتفق مع هذا الرأي مراسل صحيفة "الأخبار" البيروتية في عمان أحمد الزعتري، حيث نفى وجود تفاعل للإعلام المحلي مع الأحداث، مضيفا أن الصحف التقليدية اقتصرت في تغطيتها على المواد الإخبارية دون وجود تحليل للحدث، كما ركزت بعض الصحف على ربط الأحداث بحالة الفوضى والجوانب السلبية التي رافقتها.
وفيما يتعلق بالمقالات، فيرى بدارين أنها اقتصرت على بعض المقالات القليلة، التي برز فيها نقدا للحكومة والنظام المصري، نافيا أن تكون الحكومة الأردنية قد منحت أي قدر من الحرية لنقد حكومات دول أخرى، في ظل قوانين تجرم الإساءة للعلاقات مع الدول الصديقة.
كما نفى في ذات الوقت أن يكون أي مسؤول حكومي قد منع النقد، معتبرا أن الإعلام "السقيم"، على حد وصفه، "هو الذي تبرع بالجهل والتجهيل"، مشيرا إلى أن هذا هو المستوى الحقيقي للإعلام المحلي.
أما مدير التحرير في صحيفة "الدستور" محمد سلامة، فيؤكد أن صحيفته تنطلق بتغطيتها للأحداث في مصر من مرتكزات الإعلام الأردني من حيث المهنية والموضوعية والحرص على إيراد جميع وجهات النظر المختلفة.
أما مصادر الصحيفة بتغطيتها للأحداث، فأوضح سلامة أنها تعتمد على الوكالات العالمية والفضائيات، وذلك لعدم وجود مراسل للدستور في مصر لضعف الإمكانيات وقلة الموارد للصحيفة.
وأضاف سلامة أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا بارزا في متابعة المجريات، إلا أنه اعتبرها مصدرا للمعلومات وليس للأخبار، حيث تحتاج المعلومة الواردة منها للمتابعة والتثبت من مصداقيتها.
وتنأى "الدستور" بسياستها التحريرية، بحسب سلامة، بنفسها عن النقد الشخصي لأي كان، معتبرا أن النقد العام في سياق الأحداث لا يعد خروجا عن المقبول مهنيا وقانونيا.
المواقع الالكترونية والإعلام الجديد:
أكد مدير موقع عمان نت محمد العرسان أن المواقع الالكترونية الإخبارية تميزت عن الصحافة المطبوعة وتفوقت عليها بتغطيتها للأحداث الجارية في مصر، خاصة بإدخالها التقنيات الجديدة مثل الـ "multimedia " كالصور ومقاطع الفيديو مما أتاح تقديم صورة واضحة للمتلقي.
كما كان لمواقع التواصل الاجتماعي دور بارز في دعم التحرك الشعبي قبل وقوعه من خلال الترتيب والتنظيم لمختلف التحركات، وكانت مصدرا للصور ومقاطع الفيديو الحية من قلب الحدث، التي استطاع بعض الشباب المصريين من تسريبها حتى بعد حجب خدمات الانترنت والمواقع في مصر عن طريق تقنيات كسر الحجب، والتي استفادت منها مختلف وسائل الإعلام والفضائيات.
وهو ما يساهم، بحسب العرسان، بتشكيل "صحافة المواطن" غير الاحترافية والتي تتطلب من الإعلامي التحقق منها.
ويرى أن المواقع الالكترونية المحلية تستحق وساما لمساهمتها برفع سقف الحرية إعلاميا إن كان بتغطيتها لأحداث مصر أو ما يواكبها من تغطية التحركات الشعبية في محافظات الأردن، وفتحها لمجالات للنقاشات السياسية المختلفة، التي زادت مواقع التواصل الاجتماعي من تأثيره على الشارع الأردني.
فيما لا تزال الصحف التقليدية متخندقة بسياسات تحريرية محددة منسجمة مع السياسات الحكومية، بحسب العرسان.
فيما يعتمد أحمد الزعتري على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر حقيقي مشيرا إلى اعتماد الحدث نفسه على تلك المواقع، مثل الإعلان عن مظاهرة عبر موقع "تويتر"، لافتا إلى أن مثل هذه المعلومة تعد خبرا بحد ذاتها وليست مجرد معلومة.
وأشار إلى أن بعض مراسلي الوكالات العالمية يقومون بتحديث الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قلب الحدث وساعة وقوعه.
ويرى الزعتري أن التطور التكنلوجي يساهم في زيادة وعي الشباب ودفعه للاهتمام بالقضايا العامة، كما من الممكن الاستفادة من التعليقات عبر تلك المواقع لرصد تلأثير الأحداث على الشارع، في ظل غياب ثقافة النقاش والحوار والاجتماعات والاعتصامات وانتقاد السياسات الحكومية، مطالبا بإعادة النظر بقانون جرائم النظم المعلوماتية الذي وصفه بالفضفاض.
للاطلاع على الموضوع والاستماع للحلقة زوروا موقع











































