أيّ دور للإعلام الجماهيري على الإنترنت؟

أيّ دور للإعلام الجماهيري على الإنترنت؟
الرابط المختصر

الإعلام الجماهيري على الإنترنت، ما هو دوره وما تأثيره على الواقع السياسي، الاجتماعي والإعلامي؟ هل يعكس الواقع أم يخلق انطباعات مزيفة عن توجهات الجمهور؟ وهل يكرس الفردانية أم يشجع العمل العام؟

إن الإعلام الجديد يفرض نفسه وقضاياه على الساحة مقابل الإعلام التقليدي ، وبإعتبار الإعلام الجديد ظاهرة جديدة يتجه نحوها الجمهور بداية ظهورها يدفعنا لدراستها بعد مضي وقت على ذلك .

يرى حسن أبو هنية الكاتب و الباحث في الشؤون الإسلامية أن ”الحركات الإسلامية هي أكثر الحركات استخداما للشبكات الإجتماعية وإستثمارا في الإعلام البديل“، وهناك ثورة حقيقية في العالم العربي تتمثل بوجود أكثر من 40 مليون مستخدم لتقنيات الإنترنت و أكثر من ملياران مستخدم للإنترنت حول العالم، ويعلل سبب إستخدام الحركات الإسلامية على إختلافها بشكل ملحوظ لهذه التقنية ” لوجود تهميش لها من قبل الإعلام الرسمي و اليساري أو الوطني القومي ” .

يمكننا التمييز بين أستخدام الشبكات الإجتماعية على الإنترنت لغايات التعريف بالأديان وبين إستخدام الحركات الجهادية والأصولية و المتطرفة للشبكات لتحقيق مصالحها و نشر أفكارها بما لا يحقق المصلحة العامة، حيث تتحدث الدراسات عن واقع شبكة الإنترنت بأن كل مضمون الإنترنت باللغة العربية هو 1 % ، من هذه الأخيرة 65 % مواقع جهادية و أصولية و إسلامية .

يفسر أبو هنية أنتشار الحركات على صفحات المواقع النفاعلية والإنترنت بأنه ” رد فعل طبيعي على هذا العنف وهذا التهميش والظلم الذي وجد في القرية الصغيرة “، و يقول لبرنامج عين على الإعلام : ” يلجأ الناس للفضاء السيبيري والفضاء الإلكتروني للتعبير عن آرائهم بسسب العولمة والظرف السياسي في المنطقة والفشل في إحداث تغيّر في الإصلاح الديقراطي الحقيقي كما ظهرت في اوروبا جماعات تحارب ما يسمى بأسلمة أوروبا على سبيل المثال “.

فعلياً ، لا يعكس توجه هذه الحركات او النشاط الملحوظ على المواقع التفاعلية في الإنترنت لا يعكس الوجه الحقيقي للتوجهات العامة للناس ولا تمثيلها الحقيقي ، فهذه المواقع يتم إنشائها للسير في نشر أفكار وتوجه معيّن وخلق مساحات لها لكنها لا تؤتي اكلها . حيث تجتاح العالم حالات من الفردانية تكرسها هذه المواقع وبالتالي فهي تعزز نوع من الإنسلاخ عن الواقع بدلا من تعزيز التواصل عبر هذا الفضاء وعبر الإعلام البديل .

يعتبر الموقع التفاعلي ( فيس بوك ) أحد ظواهر الإعلام الجديد و التطبيقات الإجتماعية و يتم إستخدامه بشكل يخدم القضايا العامة و للتأثير على الرأي العام حيث يوجود أكثر من مليون مستخدم ( للفيس بوك ) في الأردن ، ويعتبر البعض ( الفيس بوك ) ظاهرة غير صحيّة و يصفها بالسطحية و تفتقد موضوعاته للمضمون الجاد والتواصل بالفهوم الإعلامي ، و مع ذلك لا يمكننا إغفال التأثير الذي تحدثه الشبكات الإجتماعية وتطبيقاتها على الإعلام التقليدي

يعتقد أبو هنية أن ” تعليقات هذه المواقع وتفاعل الناس معها لا يمكن فهمه ولا صدقيتها ” . و يضيف في حديثه للبرنامج ” يمكن استخدام الإعلام الجديد والشبكات الإلكترونية كمصيدة استخباراتية ، كما يمكن لهذا التفاعل أن يكون لأفرد بشكل غير منضبط وهو الأقرب للهو واللعب “ .

يبيّن الكاتب محمد عمر أن شبكات التواصل الإجتماعي ” سلبية على الجمهور وتفسد ترتيب أوليات الناس . والخدمة التي تقدمها الصحافة ، وتسهم حملات التعليقات في صحافة الإنترنت المنظمة والمزورة بالغالب بالترويج للشركات و منتجاتها وتوجيه الرأي العام نحو قضية سياسية معينة ” . ويقول : ” الدراسات العالمية تخبرنا بأن 5 % فقط من قراء الإنترنت هم من يعلقون على المواضيع ، ولا نستطيع منع فرض جديد عندما يعلق عدد ما من المواطنين على خبر بقصد و بإتجاه واحد ” .

يمكننا حصر من يعملون على الإنترنت بالفئات التي يمكنها العمل على البرمجيات الحديثة و لديها قدرة مادية وهي من الطبقة المتوسطة في المجتمع ، وهذا يثبت وجود الفردانية و تأثر الصحافة من حيث إعادة تعريف الصحافة و من هو الصحفي في ظل وجود الصحفي المواطن . الذي أصبح بمقدوره فرض أجندة ما عبر موقعه الشخصي أو موقع تواصل إجتماعي يكسر الإحتكار الذي كان مسبقا.

يصعب تنظيم عمل المونيين و المواطنيين الصحفيين وإصلاح الوضع القائم و وجود تنظيم ذاتي للعاملين في الشبكات الإجتماعية و تطبيقاتها . في عصر انتشار التكنولوجيا و توفرها في يد الأميين قبل أيدي المثقفين و أهل الإختصاص . في الوقت الذي تتجه الدول والحكومات لسن قوانيين للجرائم الإلكترونية و حماية حقوق الملكية الفكرية

تقول مريم أبو عدس الناشطة و الكاتبة لعين على الإعلام : ” الإعلام الجديد أداة ذات حدين ” ، ولا تجد أبو العدوس أن التطبيقات السلبية تطغى على الإيجابية ، و تقول : ” ما يحدث على الشبكات في الإعلام الجديد يعكس ما يحدث في الشارع و تقوم بعمل تنبيه للمختصين و الدراسين لما يحدث في المجتمع لمواجهته والتخطيط والتنبؤ لما سيحدث مستقبلا إذا كان هذا واقعنا ” .

يتفق كل من حاورهم البرنامج على أن الإعلام الجديد ساعد بشكل ملموس بإحداث تغيير بإخراط الناس بالمشاركة في العمل العام وزيادة مساحات حرية التعبير إلاّ أنه يؤخذ على الإعلام الجديد بأنه يعزز الفردانية .

فهل من طريقة للتخفيف من الآثار السلبية للإعلام الجديد و تنظيم عمل الشبكات الإعلامية بقوانين أو تنظيم ذاتي في الوقت الذي تنمو فيه هذه الشبكات بشكل عشوائي ومتسارع أكثر من السرعة في تطوير القوانين و التعليمات ؟

.