أين وصلت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي؟

الرابط المختصر

لقد أصبح موضوع الأمن الغذائي يشكل همّاً وطنياً، وذلك نتيجة لعمليات التحضر والعولمة، و تأثيرات التغير المناخي، والزيادات والتذبذب في الأسعار العالمية، علاوة على تأثر الأمن الغذائي في الأردن بأزمة اللجوء السوري، وتراجع تحويلات الأردنيين في الخارج، بالإضافة إلى نقص الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

هذا ما كُتب في أوائل الصفحات للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021-2030.

مستشار الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، د. مطيع الشبلي، تساءل عن مصير الاستراتيجية بعد ما يقارب الثلاث سنوات على إقرارها، منتقداً تراجع الفكرة من تحويل الأردن إلى مركز إقليمي للأمن الغذائي، إلى الاكتفاء بتشكيل مجلس وطني فقط، تتفرع منه لجان لدراسة واقع الأمن الغذائي والعمل على تعزيزه.

وأشار في معرض حديثه في برنامج "مدني" على راديو البلد، الذي خصص للحديث عن "دور المجتمع المدني في تعزيز الأمن الغذائي والتنمية الريفية"، إلى أهمية تحقيق الأمن الغذائي للجميع ضمن معايير: ضمان القدرة المادية للمواطنين، و أن يكون هناك عرض كافٍ، والاستفادة من الموارد الغذائية، وأن يكون هناك توفر دائم على مدار زمني مناسب.

ولعل الأمن الغذائي يرتبط بشكل أو بآخر بالريف لما فيه من مقومات الزراعة التي تعد أساساً للأمن الغذائي.

 خبير الأمن الغذائي، الدكتور فاضل الزعبي، قال في حديثه لموقع "عمان نت" إن أكثر من ثلث السكان يعيشون في المناطق الريفية، وأكد أنه في حال تم الاهتمام بالتنمية، وخاصة الزراعة، سيكون هناك ضمان للأمن الغذائي لثلث السكان على الأقل.

 وأشار الزعبي إلى أن العمل على تعزيز إنتاجهم الزراعي سيزيد من الموجود والمتوفر من الغذاء في السوق.

وأشار الدكتور الزعبي إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودعم هذه الجهود من منظمات المجتمع المدني كاملة.

وهناك الكثير من مبادرات المجتمع المدني أُطلقت لدعم الجهود في هذا المجال، منها مبادرة "ذكرى".

العضو المؤسس لمبادرة "ذكرى"، السيد ربيع زريقات، قال لموقع "عمان نت" إنهم في عام 2019 كانوا يفكرون بكيفية التحرر من القمح المستورد واستخدام القمح البلدي، ما جعلهم يلجأون إلى مزارعي الحبوب للحصول على القمح وطحنه واستخدامه. وفي ذات السنة، قامت المبادرة بزراعة القمح، حيث كان الحصاد في عام 2020، والذي تصادف مع وجود جائحة كورونا.

أضاف زريقات أنه تم تطوير العمل على المبادرة لإنتاج الطحين من الحبة الكاملة من القمح البلدي بنسبة 100%، والخبز من ذات الطحين.

 وأكد زريقات أن إنتاج الخبز من الطحين البلدي يتم يومياً منذ سنتين ونصف ولم يتوقف، ويباع في الأسواق ويلقى إقبالاً من المشترين بشكل كبير.

 وحسب زريقات، قامت المبادرة بعد ذلك بتأسيس مطحنة على الحجر تقوم بطحن الحبة الكاملة من القمح البلدي، وهي مطحنة مختصة بطحن هذا الصنف من القمح.

كما أكد زريقات أن الهدف من المبادرة هو التحرر من القمح المستورد وإعادة القمح البلدي إلى مائدة الأردنيين، وأشار إلى أن العائق هو السعر.

يذكر أن الأردن قد حل في المركز 47 عالمياً بين 113 دولة في مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022، الصادر عن مجلة «الإيكونوميست».

أضف تعليقك