أولوية دعم الدول المانحة للأردن تحكمها الأوضاع الصعبة في فلسطين

أولوية دعم الدول المانحة للأردن تحكمها الأوضاع الصعبة في فلسطين
الرابط المختصر

برر الناطق الإعلامي باسم الأونروا مطر صقر لعمان نت أولوية تقديم مناشدة الطوارئ للدول المانحة على حساب تحسين أحوال المخيمات في الأردن للضفة وغزة، بسبب تردي الأحوال الإنسانية والإقتصادية فيهما.

فقد أطلقت وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مناشدة طوارئ بقيمة 246 مليون دولار لتخفيف حدة الظروف الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته الوكالة في عمّان أمس الثلاثاء في ختام أعمال مؤتمر الدول المانحة والمضيفة للاجئين، حيث قالت إن أوضاع الفلسطينيين المعيشية في الضفة الغربية وقطاع غزة تدهورت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ العام 1967.

وشرح صقر أولوية الدعم لتحسين الخدمات المقدمة في مخيمات اللاجئين في الأردن يعتمد على "أن الأونروا تعتمد على تبرعات طوعية من الدول المانحة، فبقدر ما يأتينا ننفق على اللاجئين، ونتمنى أن نحصل على اللاجئين".

وتابع صقر "المسألة أن هناك ظروف معقدة تحيط بالأونروا وبعدد من عملياتها في الضفة وغزة ولبنان، وهذه المناطق تحظى باهتمام أكبر من باب الأوضاع السائدة هناك، وربما تمويل المناشدات الطارئة يأتي أحيانا على حساب الميزانية العادية المنتظمة للوكالة".

وحول مقدار التمويل الذي سيقدم للمخيمات قال صقر أن "الأونروا بحاجة الى تلقي أموال كافية من الدول المانحة لكي تقوم بتقديم الخدمات على الوجه الأمثل للاجئين في مختلف المناطق، فميزانية عامي 2004 و2005 كانت 750 مليون دولار وأضفنا عليها في ذلك الوقت 30% لكي نقوم بتحسين مستوى الخدمات والبنية التحيتة والعديد من المسائل الأخرى".

وأشارت الوكالة خلال المؤتمر إلى أن الأزمة التي بدأت في أيلول (سبتمبر) 2000 قد ازدادت عمقاً بشكل حاد في العام الحالي نتيجة العزلة الدولية التي فرضت على السلطة الفلسطينية وبسبب الأوضاع الناجمة عن الحصار المفروض على قطاع غزة إضافة إلى استمرار تجزئة مناطق الضفة الغربية.

وقال نائب المفوض العام للوكالة فيليبو جراندي إن الشعب الفلسطيني يعاني من أزمة إنسانية خطيرة تطال كافة مناحي الحياة وهي تتمثل في الوضع الإقتصادي المتدهور وفي معوقات حركة تنقل الأشخاص والبضائع والإغلاقات المتكررة وانقطاع الرواتب إلى جانب الفقر والبطالة.

غير أن أزمة العنف المتصاعد في الأراضي المحتلة بحسب جراندي تأخذ منحى أكثر حدية بسبب الهجوم الإسرائيلي المتواصل إلى جانب العنف الفلسطيني الداخلي.

وقال إن وجود الاحتلال يشل حركة التنقل التي تفاقمت مشكلتها العام الحالي مقارنة بالسابق، مشيراً إلى الأضرار الاقتصادية الناجمة عن استمرار إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري ما يلحق أضراراً بحوالي 70 – 80 ألف فلسطيني لا يستطيعون زراعة أراضيهم بسبب الجدار.

وأشار إلى الضغط الكبير الذي يمارس على الفلسطينيين فيما تتعاظم حدته مع أضعف طبقات الشعب الفلسطيني من المرضى والأطفال والفقراء وكبار السن.



وبحسب جراندي فإن الأونروا تقدم خدمات إلى حوالي 600 ألف شخص في الأراضي المحتلة، بينما تحتاج إلى 25-30 ألف دولار شهرياً حتى تتمكن من تقديم المساعدات لغير العاملين.

وتقدر الأونروا نسبة العاطلين عن العمل في الضفة الغربية بحوالي 40% فيما تبلغ نسبة من هم تحت خط الفقر بحوالي 56% في الضفة مقابل 78% في قطاع غزة.

وقال جراندي أن الأزمة ستستمر ما لم تعالج سياسياً، معتبراً أن هناك فشلاً سياسياً خطيراً، غير أن حل المشكلة السياسية مع حق العودة الى إلغاء وجود الوكالة.

وحث جاندي الدول المانحة لتقديم الدعم والمساعدة لوكالة الأونروا حتى تتمكن من تقديم خدماتها إلى اللاجئين، مشيراً إلى استلام الوكالة الأسبوع الماضي لتبرعات تقدر بحوالي مليون و700 ألف دولار بينما تحتاج إلى نحو 450 مليون دولار كبداية لتحسين وتطوير عملها.

وقال إن حصول الأونروا على المساعدات المطلوبة سيمكنها من توفير شبكة أمان اجتماعي لعدد متزايد من اللاجئين المحتاجين من خلال تزويدهم بمساعدات غذائية وخلق فرص عمل ومساعدتهم بمعونات نقدية طارئة.

كما ستتمكن الوكالة من خلال تلك المساعدة من الاستجابة للطلب المتزايد على الخدمات الصحية ومعالجة تأثير العنف على المجتمع الفلسطيني، مشيراً إلى أن الأونروا ليست وكالة تنموية لتوفير فرص العمل للاجئين وإنما هي موجودة بشكل مؤقت لتقديم فرص أفضل لهم.

من جانبه قال مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة جون كويننج إن الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع صعبة، مشيراً إلى أن المساعدة الطارئة من شأنها أن تقلل من الآثار السيئة وتحافظ على بقاء وجودهم دون أن تحل المشكلة.

وقال إن الشعب الفلسطيني يمتلك الإرادة والعزم ولكنهم يحتاجون إلى التمويل، محذراً من أن إنهيار الإقتصاد يؤشر على نهاية المجتمع المدني المتحضر.

وقال إن الوكالة تحاول إيجاد فرص عمل للاجئين إلى جانب توفير التدريب لهم، مشيراً إلى أهمية تقديم المساعدة والدعم للوكالة حتى تتمكن من تقديم خدماتها الصحية والتعليمية للاجئين.

وبحسب كويننج فإن حوالي 260 ألف فلسطيني في غزة يستفيدون من برنامج توزيع الأغذية منهم 68 ألف لاجيء، مشيراً إلى أن الوكالة تضطر لدفع قرابة مليون ونصف المليون دولار بسبب تأخير إخراج حاويات فارغة من غزة لا تسمح إسرائيل إخراجها بسهولة.

أضف تعليقك