أوركسترا فلسطين تروي تفاصيل الحياة الفلسطينية
تستعد أوركسترا فلسطين للشباب المشاركة بحفل موسيقي ستحمل مضامينه خصوصية الحياة الفلسطينية وما يكتنفها من حب وألم وشغف بالحرية، وذلك في 14 و15 من آب في مركز حسين الثقافي برعاية عطوفة أمين عمان السيد عمر المعاني.
العرضان اللذان سيتألفان من مقتطفات غنائية لأحمد العربي ومختارات من ألبوم عاشقة سيكونان بصوت المطربة الفلسطينية ريم التلحمي وأداء أوركسترا فلسطين للشباب التي ستعزف أيضاً سيمفونية البطولة لبيتهوفن، كما سيعزف عازف الكمان الفلسطيني باسل ثيودوري منفرداً مقطوعة رومانس لبيتهوفن. سيكون العرضان بقيادة المايسترو البريطانية شون ادواردز وأداء خمسين عازفاً وعازفة من الشباب الفلسطيني من الوطن والشتات.
السيمفونية الثالثة ايرويكا أو البطولة التي ستكون حاضرة بقوة في العرض، أعدت خصيصاً تخليداً لذكرى عام أول على رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وقد تم اعتمادها من قبل المعهد الوطني لما تحمله معانيها من تقدير وإعجاب برجل عظيم، فالسيمفونية التي اعتبرت عملاً عبقرياً، وحدثاً هاماً في تاريخ السيمفونيات الكلاسيكية كانت مهداة بالأصل لنابليون بونابرت إعجاباً ببطولاته التي خاضها في الحروب الفرنسية، لكن بيتهوفن سرعان ما غيّر رأيه وخاصةً بعد أن نصب نابليون نفسه إمبراطوراً، الأمر الذي حدا ببيتهوفن تغيير اسم المقطوعة إلى سيمفونية البطولة " للاحتفال بذكرى رجل عظيم.
كما ستكون غنائية "أحمد العربي" للشاعر درويش ذات أهمية كبيرة في العرض حيث اختيرت لأنها أكثر من مجرد قصيدة نظراً لما تعكسه من معانٍ عميقة، فهي نشيد أمة بأكملها، أمةٌ تحت الحصار تقاوم ظلماته وترفض الانكسار له، وحين تُغنّى قصيدة أحمد العربي وتملأ معانيها السماء تلامس روح درويش الخالدة سماء فلسطين وسماوات العروبة فتحث على الصمود.
كما ستضيف أغانٍ فلسطينية مختارة من ألبوم عاشقة من ألحان مدير المعهد والموسيقار سهيل خوري ألواناً زاهية في العرض الفني، ستمثّل خلاصةً أداء مشترك بروح فلسطينية خالصة عبر عرضٍ سيجمع عذوبة حنجرة ريم التلحمي وانسياب ألحان سهيل خوري و تنسيق بشارة الخلّ الأوركسترالي، وقوة الكلمة المستوحاة من وسيم الكردي. بحيث ستأتي أغاني عاشقة تعبيراً عن قصص فلسطينية حاكت كلماتها معاناة شعب محب للحياة رغم أنف الذل. فهي حكايا الواقع الفلسطيني الخاص بعينه، المحمول على أجنحة ألحان اخترقت حدود الأمكنة ورددت أصداءها حنجرة روتها مياه نبعه خجولة تحت ظل زيتونة وشمت عليها خطوط الزمن " كلمة عاشقة".
وتأتي مشاركة الأوركسترا هذا الصيف في العاصمة الأردنية عمان، إضافة لانجازاتها التي يسعى إليها المعهد الوطني المؤسس لهذا الجسم الفلسطيني الموسيقي عام 2004، لتكون الأوركسترا بمثابة فرقة فريدة وانعكاسٍ لفلسطين الفتية، فإضافةً لكونها تعزف مقطوعات موسيقية كلاسيكية وسيمفونيات عالمية، إلا أنها تحتضن الإبداعات الموسيقية للملحنين الفلسطينيين والعرب. عدا عن تميّزها بما تعنيه من قيمة للمجتمع الفلسطيني والعالم الذي تحتضن أرضه وسماؤه أنغام الموسيقى بتوقيع الأنامل الفلسطينية.
تتكون الأوركسترا اليوم من خمسين عازفاً وعازفة من فلسطين و الأردن و مصر وسوريا و الولايات المتحدة وأوروبا حيث سعت منذ تأسيسها صوب حشد الموسيقيين الفلسطينيين الشباب من جميع أنحاء فلسطين والشتات، لتصبح ملتقىً وطنياً دعامته حب الموسيقى، ولأن عام 2008 حمل خصوصية الذكرى الستين للنكبة، سعت الأوركسترا رغم كل التحديات تقديم عروض لأول مرة على أرض فلسطين بمشاركة كوليجيوم موزيكم من بون، ضمن برنامج "القدس أغنيتي" فكانت الأوركسترا حاضرة بعروض في القدس و رام الله و حيفا وعرضين في عمان و دمشق. و تزامناً مع احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية أحيت الأوركسترا بداية هذا العام حفلاً في البحرين، وتستعد للمشاركة في مهرجان بيت الدين والاحتفال بمئوية عمان في شهر آب.
وقد حظيت الأوركسترا بمشاركة قادة أوركسترا عالميين أمثال آنا صوفي بروينينغ، والتر ميك، والمايسترو الانجليزية حاصدة الجوائز سيان ادواردز التي قادت الاوركسترا لأول مرة عام 2005 التي ستعود مجدداً لوضع لمساتها على الأوركسترا هذا العام في مهرجان بيت الدين واحتفالات مئوية عمان.
المعهد -الذي يعتبر مؤسسة وطنية تأسس عام 1993 بهدف تعزيز الهوية الوجودية الفلسطينية عبر تعليم الموسيقى وصقل المواهب الشابة- تطّلع عبر تأسيس الأوركسترا إلى حشد الموسيقيين الفلسطينيين الشباب من جميع أنحاء فلسطين والشتات، اجتمعوا سويةً ليقدموا حتى الآن عروضاً موسيقية في فلسطين والأردن وسوريا وألمانيا والبحرين.











































