أهم عشرة أحداث في الأردن في عام 2009

الرابط المختصر

مع نهاية العام 2009 والذي تنسحب ساعاته تدريجيا من حياتنا من المفيد التذكير بأهم الأحداث التي جرت في الأردن خلال هذا العام ومحاولة تصنيفها حسب الأهمية والتأثير ، وهي بالطبع محاولة شخصية غير مستندة على معايير علمية أو بحثية أو إستراتيجية،.

يمكن القول بأن قرار جلالة الملك بحل مجلس النواب الخامس عشر كان العلامة الفارقة للعام 2009 لأنه يؤسس لنهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة من العمل السياسي في الأردن. ذلك ان قرار حل المجلس يعطي إشارات واضحة عن عدم الرضا من قبل صاحب القرار السياسي عن أداء المجلس ونمط العلاقة بينه وبين الحكومة وحتى في كيفية التزام المجلس بواجبه الدستوري. وفي هذا الصدد يمكن أيضا ربط القرار الثاني من حيث الأهمية وهو التغيير الحكومي والذي تجاوز نمط التغيير العادي ليطرح رؤية جديدة للحكم من خلال كتاب التكليف السامي الذي تضمن طلبا بتنظيم أسس العلاقة ما بين الحكومة والنواب والإعلام وكذلك منهجية المساءلة والشفافية في العمل العام والتي بدأت تظهر ملامحها من خلال الحاجة إلى مدونات السلوك المختلفة ، بغض النظر عن الاتفاق والخلاف على مضمونها.

الحدث الثالث من حيث الأهمية هو البدء بتنفيذ مشروع جر مياه الديسي لأغراض الشرب إلى المنطقة الوسطى من خلال تخصيص الأموال اللازمة للمرحلة الأولى وتوقيع اتفاقية مع شركة غاما مدعومة سياسيا من الحكومتين الأردنية والتركية والبدء بتركيب الانابيب وهذا ما يمثل الخطوة العملية الأولى للمشروع الإستراتيجي المهم الذي كثر التأخير في تنفيذه لأسباب عديدة أهمها عدم توفر التمويل والبنية المؤسسية الملائمة.

الحدث الرابع هو المشاجرات الكبيرة التي قدمت إشارات خطرة حول تغيرات في طبيعة العلاقات الاجتماعية نحو المزيد من العنف ما بين المواطنين نتيجة الولاءات الاجتماعية التقليدية والتي قد تهدد هوية المواطنة العامة ، حيث شهد العام 2009 أكثر من 10 مشاجرات عامة إما بين المواطنين أو مع الأمن العام أو في الجامعات في تزايد مؤسف لعدد وكثافة هذه المشاجرات.

أما الحدث الخامس فهو وضوح الرؤية في سياق مشروع اللامركزية الذي يتم التفكير به حاليا من خلال المحافظات كوحدات تنموية لا مركزية وتجاوز فكرة الأقاليم التي سببت الكثير من الإشكاليات والجدل السياسي على الساحة الداخلية ولكن الخطة التنفيذية لهذا المشروع سوف تظهر من خلال التشريعات والسياسات والانتخابات الخاصة بالإدارة المحلية في العام القادم.

الحدث السادس هو في تردي العلاقات السياسية بين الأردن وإسرائيل نتيجة السياسات الإسرائيلية في القدس واستمرار الحصار للشعب الفلسطيني والتي تشكل تهديدا لمستقبل السلام في المنطقة وكذلك مبادئ المعاهدة الأردنية الإسرائيلية وقد ظهر ذلك واضحا من خلال الخطاب السياسي الأردني عالي الوتيرة تجاه إسرائيل سواء من قبل جلالة الملك أو الحكومة أو الفعاليات الشعبية والتي كان آخرها الاحتفاء الشعبي المدعوم رسميا بقافلة شريان الحياة إلى غزة.

الحدث السابع لم يكن مقتصرا على الأردن بل شمل كافة أنحاء العالم وهو انتشار مرض أنفلونزا الخنازير والذي شكل ضغطا كبيرا على السياسة الصحية والتعليمية في الأردن وأثار خلافات ووجهات نظر مختلفة حول أفضل السبل لمواجهة المرض. ولكن في نهاية الأمر يمكن القول بأن القرارات التي تم إتباعها وحتى لو لم تكن شعبية وشابتها بعض أوجه الخلل في التطبيق أبقت انتشار المرض تحت السيطرة بالرغم من الخسارة الفادحة لكل حياة فقدت بسبب هذا المرض.

الحدث الثامن الذي بدأ مؤخرا هو الحملة الأمنية على بعض المناطق التي كانت تعتبر - من وجهة النظر الشعبية - خارجة عن نطاق السيطرة الأمنية وهذا ما يدل على أن السلطة التنفيذية لن تتسامح مع أي خروج عن الأنظمة والقوانين وأن قدرتها على اعتقال المطلوبين واسترداد الحقوق لن تتوقف عند اية "محميات" وهي حملة من المتوقع أن تستمر في العام المقبل.

الحدث التاسع هو أمني ايضا ويتمثل في اختفاء الطفل ورد الربابعة والذي يدخل يومه الخمسين بعد المائتين بدون وجود أية أدلة حول ظروف الاختفاء ومصير الطفل المفقود وهو حدث هز الأردن بالفعل وساهم في تغيير الكثير من المسلمات المتعلقة بأنماط "الرعاية الاجتماعية"على المستوى العائلي لتقديم المزيد من الحماية للأطفال حتى في المحيط العائلي.

الحدث العاشر هو إنجاز المنتخب الأردني لكرة السلة في التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى والذي يعتبر نقلة نوعية حقيقية في مستوى كرة السلة التي باتت الرياضة الأكثر نجاحا في الأردن ، ولكن المشاركة الأردنية والاستعداد لها تبقى أسيرة الخلافات ما بين اللجنة الأولمبية واتحاد كرة السلة السابق والتي انعكست على تحضير الللاعبين جسديا ونفسيا لأهم مشاركة لهم في مواجهة عمالقة اللعبة مما يستدعي التوصل إلى معادلة تقدم كافة الدعم المطلوب للمدرب واللاعبين لتحقيق أفضل استعداد للبطولة.