أهالي ساكب: المياه سممتنا

أهالي ساكب: المياه سممتنا
الرابط المختصر
  • وزارة التربية افرغت المياه من خزانات المدارس
  • الاهالي تظاهرنا احتجاجا على اهمال الحكومة
  • الحكومة اخفت العدد الحقيقي للمصابين
  • مياه المجاري تختلط بمياه الشرب

يروي أهالي قرية ساكب في مدينة جرش تفاصيل حادثة التسمم الجماعي التي شهدتها البلدة قبل يومين وأصيب على أثرها اكثر من 300 مواطن حسب الارقام الرسمية لوزارة الصحة.

ويجمع عدد من أهالي القرية البالغ عدد سكانها 17 الف نسمة على ان المياه الملوثة بمياه المجاري والصرف الصحي هي السبب في حالات التسمم التي شهدتها القرية كون الكثير من حالات التسمم التي نقلت المستشفى لم تتناول مادة الحمص التي قالت وزارة الصحة أنها وراء التسمم الجماعي.

وخلال جولة راديو عمان نت في القرية رصدنا اكثر من منطقة تختلط فيها مياه الشرب مع المياه العادمة المتسربة من الحفر الامتصاصية في القرية، فعلى سبيل المثال وعلى بعد أمتار من المركز الصحي للقرية تتسرب مياه المجاري الى أنابيب الشرب من خلال ثقب كبير الأنبوب المتآكل، ومن الأمور الأخرى في القرية التي تسجل حالات أمراض سرطانية و وبائية بشكل مرتفع انتشار المياه العادمة في شوارع القرية المتلاصقة، وحسب عدد من أبناء القرية فان السبب هو ارتفاع تكلفة شفط الحفر الامتصاصية مقارنه مع دخل أهالي القرية.


 
وزارة الصحة اخفت الرقم الحقيقي للاصابات
 
ويقول احد الممرضين من الذين اشرفوا على علاج المصابين في مستشفى جرش الحكومي ان عدد الحالات التي راجعت المستشفى 1316 وليس كما ادعت وزارة الصحة التي اخفت الرقم تجنبا لتكرار حالة الهلع التي رافقت حادثة المنشية كما يقول.
 
وعن تفاصيل الحادثة يقول الممرض الذي رفض الكشف عن اسمه كنت من أول المتواجدين في مستشفى جرش أثناء نقل الحالات، أول حالة أصيب فيها عائلة كاملة، ثم  بدأت الحالات تتوافد على المستشفى لغاية السابعة صباحا حيث بلغت الحالات 313 حالة، ثم بدأت الحالات بازدياد و وصلت الحالات التي دخلت مستشفى جرش 1316 حالة وليس كما ذكر بوسائل الإعلام حيث أعطي الرقم غير صحيحا وذلك بناء على أمر من المسؤولين في وزارة الصحة لإخفاء حجم الواقعة، وبعد ازدحام غرف المستشفى بالمصابين قامت المستشفى بوضعهم في المصلى والكردورات، وبعد ذلك أتى الدعم من المستشفيات القريبة كمستشفى حمزة والأميرة بسمة ومستشفى الملك عبد الله المؤسس حيث قامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين على الفور لتخفيف الضغط عن مستشفى جرش".


 تسممنا من المياه وليس من الغذاء
 
ويؤكد سكان البلدة ان مشكلة التسمم تكمن في المياه وليس في الغذاء ويقول محمد عياصره " شبكة المياه الرئيسية في ساكب متآكلة جدا و لها فترة طويلة ما يقرب الـ25 عاما  كما من المعروف في نفس الوقت ان ساكب تنتشر فيها الحفر الامتصاصية  وبعضها مكشوف في الشوارع وذلك بسبب تكلفة أجرة صهريج النضح تؤدي لعزوف المواطنين من القرية عن شفط حفرهم الامتصاصية بشكل دوري بسبب الأوضاع المادية السيئة لهم، هذا الأمر أدى الى تلوث مستمر في المياه، فعلى سبيل المثال عاشت البلدة حوادث عديدة في هذا الخصوص وأخرها في شهر رمضان قامت سلطة المياه بحفر الأنبوب الرئيسي للمياه الواقع في مثلث الحسينيات قرب نادي البلدة إلا أنها لم تقم بسد منهل المياه ولحامه كما هو مطلوب إنما اكتفت بوضع لوح خشبي وقامت بطمره بالتراب، هذا أدى الى تلوث المياه في حارة الزبيب في البلدة في ثاني يوم لهذا قامت السلطة بإفراغ خزانات المواطنين من المياه وقطعتها عن المنطقة حتى تم لحام هذا المنهل، القضية الأخرى انتشار أنابيب المياه المهترئه على السطح ومنها ما هو موجود هذا اليوم،  وعلى سبيل المثال هناك ماسورة مياه مثقوبة ومياه المجاري تتسرب إليها وهي موجود أمام المركز الصحي للبلدة ( انظر الى الصورة المرفقه).
 

ويتابع العياصرة "أما منطقة عيصره التي كانت فيها معظم حالات التسمم توجد فيها أيضا حفرة مجاري تختطلت مع مياه الشرب، وكنا نريد ان نريها لرئيس الوزراء لكننا لم نفلح، لذا ليس صحيحا ما يقال ان سبب التسمم هو تناول الحمص من احد المطاعم لان الكثير من العائلات تسممت ولم تأكل حمص في وقتها كما ان المطعم عبارة عن مطعم شعبي صغير لا يبيع هذا الحجم  المبيعات".
 
ويزيد "من الدلائل على ان المياه هي سبب التلوث ما قام به مدير تربية جرش  يوم السبت الماضي من إفراغ لخزانات المياه في مدارس القرية خوفا من ان يصاب الأطفال وقام باستبدالها بمياه عن طريق الصهاريج".
 
 
 
ويؤكد منصور العمور من سكان القرية أيضا ان حالات التسمم تزامنت مع ضخ المياه للقرية، ونفى ان يكون الحمص هو السبب كون المطعم معدل بيعه متواضع جدا، ويقول "حتى إذا الحمص هو السبب كما يدعون فان  المطعم في النهاية يستخدم المياه في عمله، لذا نعود ونقول ان المياه هي السبب، إذ ان مادة الحمص لا يوجد بها جرثومة السالمونيلا كما هي في الدجاج واللحوم".
 
أما بالنسبة للتظاهرات الغاضبة التي شهدتها القرية احتجاجا على حالات التسمم  يقول العمور" هذه التظاهرات كانت بسبب تجاهل رئيس الوزراء لسكان القرية اذ اكتفى الرئيس بزيارة مبنى البلدية وساحة المركز الصحي ولم  يجتمع بسكان القرية الذي أصابهم الغضب بسبب حجم حالات التسمم الكبيرة لذا كانت هذه رسالة من الأهالي الى الحكومة ان تلتفت لحال المواطنين في هذه القرية وان يتم بناء شبكة مياه جديدة في ساكب كون الحالية مهترئه، فعلى سبيل المثال قبل أيام اشتبهت سلطة المياه بوجود تلوث في خط معين فقمنا بإفراغ خزانات المياه من باب الوقاية".
 
ويؤكد زياد العياصرة احد ضحايا التسمم ان ثمانية افراد من عائلته تسممت في الحادثة، ويبين "تلقيت اتصال من زوجتي بان جميع الأطفال يشكون من الم في بطنهم، لذا قمت على الفور بنقلهم الى مستشفى جرش الحكومي، فعندما وصلت المستشفى صدمت بمئات الحالات هناك، والغريب ان الطيب سجل الإصابة تسمم بالحمص على الرغم من أننا لم نأكل الحمص أبدا، وأنا متأكد ان الحادثة سببها المياه كون ساكب منطقة مرتفعه ويوجد بها حفر امتصاصية كثير لا يقوم أصحابها بشفطها ففي احد المرات ضخت لنا مياه ملوثه للمنازل".


 
وفي السياق نفسه أفاد مدير مستشفى جرش الحكومي الدكتور يوسف قوقزة أن جميع الحالات التي أدخلت إلى المستشفى نتيجة إصابتها بأعراض التسمم غادرته منذ مساء أمس, وأشار إلى أن نتائج فحوصات العينات التي أخذت من حوالي 52 حالة أدخلت الى المستشفى تؤكد وجود طفيليات الاميبيا لدى 8 حالات فيما فحوصات الحالات الأخرى سليمة.
 
ومن جهته نفى الناطق الاعلامي بوزارة المياه عدنان الزعبي لعمان نت ان تكون المياه هي السبب في تسمم ساكب كون الفحوصات المخبرية أثبتت ان التسمم جاء من خلال الغذاء وليس الماء.
 
وكان رئيس الوزراء معروف البخيت زار بلدية المعراض ومركز ساكب الصحي ان كل الدلائل الاستقصائية تشير الى أن الحالات التي راجعت وأدخلت للمستشفيات قد أصيبت بتسمم غذائي نتيجة تناول أطعمة من احد المطاعم والمطعم مقفل حاليا لحين ظهور النتائج المخبريه.
 
وقد أثارت زيارة رئيس الوزراء لمبنى البلدية والمركز الصحي احتجاجا كبيرا لدى الأهالي الذي تظاهروا واحرقوا الإطارات وسدوا طريق جرش عجلون احتجاجا على تعامل حكومة معروف البخيت مع قضية تلوث البلدة وتجاهلها للقاء الناس كما قالوا.
 
وتأتي هذه الأحداث على الرغم من وزارة الصحة قد حذرت من خطر بيئي يهدد قرية ساكب بسبب مياه المجاري والحفر الامتصاصية فقد حذرت الوزارة في كتاب وجهته إلى المجلس الأعلى للسلامة العامة ووزارة المياه، من انتشار أمراض وأوبئة في ساكب جراء انسياب مياه الصرف الصحي في شوارع البلدة بمحاذاة أنابيب مياه الشرب.