أهالي جرش ينتظرون مهرجانهم بفارغ الصبر
ما يزال أهالي مدينة جرش يعيشون الصدمة جراء تضارب التصريحات الرسمية حول قرار إلغاء مهرجان جرش ما بين تغيير اسمه إلى مهرجان الأردن وما بين إلغاءه تماماً.
أهالي جرش المتضرر الأكبر من قرار الإلغاء -إذا تم فعلاً- كانوا آخر اهتمامات من ناقش أو قرر أو حتى تابع هذا الموضوع، بحسب الكثير ممن تحدثنا معهم فهم ينتظرون المهرجان كل عام بفارغ الصبر، إذ يشكل لهم حركة اقتصادية وفنية ويبعث الروح من جديد في المدنية...
احمد خليل احد سكان مدينة جرش، كان تلقيه لخبر إلغاء المهرجان بمثابة صدمة ويضيف:' ليس من المتوقع أن يتخذ مثل هذا القرار ، فلحظة سماعي هذا الخبر شعرت بفقدان الأمل لإحياء جرش من جديد، وان شعبيته قد قلت'.
ويتابع'كان ينعش المدينة والقرى المحيطة بها، فكان يحي المكان وينعشه في كل عام، فجرش يأتيها الكثير من السياح ومن مختلف الجنسيات للتعرف على هذه المدينة الجميلة ومهرجانها المتميز، وأجمل شيء في صيف تلك المدينة هو المهرجان '. ويصفه ' كعمود البيت، إذا زال سينهار هذا البيت'.
أما جاسر يقول:' تعتبر مدينة جرش من أجمل المدن السياحية والمعروفة عالميا ، فقرار إلغائه هو من أصعب القرارات التي يمكن أن تتخذ بحق هذا المهرجان، فالأردن معروف بمهرجان جرش سواء على المستوى العربي أوالأجنبي، ناهيك عن التأثير السلبي الذي سيضعف المنطقة سياحيا واقتصاديا'، مضيفا ' أهالي جرش تنتظر مهرجانها في كل عام، ويقومون باستضافة أصدقائهم وأقاربهم من الخارج لحظة ابتداء هذا المهرجان'.
أهالي المنطقة يشاركون عبدلله إبراهيم رأيه ' لا أزال مندهشا من هذا القرار، خاصة وأنني كنت اخطط بان أقوم بزيارته هذا العام ، كوني كنت خارج الأردن لعدة سنوات وكنت متشوقا لمشاهدة فعالياته ، إذ يعتبر هذا المهرجان المتنفس الوحيد لأهالي جرش، وبإلغائه سوف يترك فراغا كبيرا وفجوة سيشعر فيها أهالي جرش خاصة، سيفتقد للحركة النشطة في المنطقة، ويحرم الكثير من سكان جرش من المشاركة والتفاعل مع هذا المهرجان ، وسيبقى السؤال أين يذهبون إذا بالفعل تم الغائه؟'.
ويتمنى احمد شحدة أن لا يلغى هذا المهرجان ولا حتى يحدث أي تغير في موعده أو توقيته، واصفا المهرجان 'بالضيف العزيز على كل مواطن أردني، يأتي في كل عام في شهرآب ينعش المنطقة وأهلها ويذهب تاركا خلفه بصمة جميلة، ناهيك عن العائد الاقتصادي لأهالي مدينة جرش'.
ويتابع احمد ' أفضل أن يبقى المهرجان، وتستقبل المدينة زواره في كل عام، فعدم وجود المهرجان بالتأكيد سيقلص عدد زائري هذه المدينة، وبالتالي سيكون العائد ضعيفا على المدينة وأهلها'.
ويدعو عطية محمد أن تكون الأخبار التي نقلتها الصحف عن خبر إلغائه غير صحيحة بالفعل فكما يقول :' ننتظر المهرجان بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر لتطمئن قلوبنا '.
وكان المستشار الإعلامي لوزيرة الثقافة محمد الملكاوي اكد في حديث سابق لراديو البلد أن "لا إلغاء لمهرجان جرش" قائلا انه "لم يصدر حتى الآن عن مجلس الوزراء أي قرار يقضي بإلغائه أو حتى استبداله باسم آخر".
وأضاف لراديو "مجلس الوزراء اتخذ قرارا بالإعلان عن مهرجان جديد سيقام في صيف عمان هذا العام تحت مسمى (مهرجان الأردن)، وسيكون ضمن له فلسفة ورؤية شمولية حديثة بطريقة والية عمل المهرجانات".
ويعتبر مهرجان جرش من أهم المهرجانات العربية ويعد بوابة الأردن الثقافية على العالم، ويبلغ من العمر 26 حيث تعرض في السنوات القليلة الماضية "لنكسات" حملها مراقبون على "ترهل" إدارة المهرجان وفشل معظم فعاليته لاسيما المتعلقة بالمسرح الجنوبي التي تستقطب فنانين عرب يكلفون الإدارة أمولا ضخمة من جراء أجورهم المرتفعة، بالإضافة إلى تدني الأمسيات الثقافية وانحسارها وإلغاء الكثير منها، الأمر الذي دفع العديد من المراقبين بضرورة "توقيفه" احتراما لتاريخه العريق.