أنا مشغول... أصادقك لاحقا!

الرابط المختصر

"الصداقة " كلمة صغيره تحمل في طياتها معان كبير، قد لا تعني للبعض الكثير ويرونها كأي كلمة يتداولونها في حياتهم، ولكن هناك من يرى في الصداقة معان كثيرة تؤثر على حياته بأكملها ولا يستطيعون العيش دونها.

فالصداقة تعتبر علاقة وثيقة بين شخصين أو أكثر أي علاقة متبادلة وانسجام واضح في المشاعر والأحاسيس بين الطرفين، وتحمل مدلولات عده في معناها منها الإخلاص والوفاء في العلاقة، والتي تنجلي بالمحبة والاحترام المتبادل بين الأشخاص.



في بعض الأحيان نجد ان هناك تقارب بين بعض الأشخاص في طريقة التفكير ونظرتهم للأمور، فهذا الأمر يعتبر جميلا ان تجد صديقا قربيا منك يفرح لفرحك ويحزن لحزنك ويرفع من معنوياتك ويآزرك وقت الشدة ، في حين نجد ان هناك عدم تجاذب مع بعض الأشخاص لانعدام الاهتمامات المشتركة في العلاقة أو ان تكون العلاقة بين الطرفين مبنية على " المصلحة " حيث نجد في حياتنا الان العديد من العلاقات التي تعتمد على المصلحة " باسم الصداقة "، وتكثر في مجالات العمل وفي محيط الدراسة عندما يتقرب منك الشخص لتحقيق مصلحته الذاتية ولا يأبه لمن حوله، فقط يهتم بالدرجة الأولى بمصلحته الشخصية ليس إلا !!!.



د.حسين الخزاعي المتخصص في علم الاجتماع قال لعمان نت عن الصداقة " إنها جذور لا بد من زراعتها منذ مرحلة الطفولة في قلوب الناس ، فالصداقة نوع من أنواع العلاقة الاجتماعية التي تسود عادة أفراد المجتمع ، والإنسان عندما يتخذ صديق له فان ذلك له معنى، لأنه يكون قد وصل إلى قمة الاختيار وروعة الاختيار لهذا الصديق".



المواطنون اجمعوا على ان الصداقة هي أغلى وأحلى شيء في الدنيا حيث رأى عبد اللطيف " 27 عاما " ان " الصداقة أغلى شيء في الدنيا، وابتعد عن الصديق السوء ولا اختلط به ". ويرى عبد اللطيف " ان الناس بصراحة تباعدت عن بعضهم البعض بسبب الانشغال في الحياة اليومية ".



ويتابع الخزاعي" الإنسان بحاجة ان يكون له أصدقاء يعاونوه ويعيشون معه كافة مراحل حياته ويشاركونه بالأفكار والهموم، ولكن الشيء الذي نراه اليوم ان الصداقة أصبحت ضرب من الخيال و في عالم غريب بعض الشيء وهناك رياح كثيرة تؤثر على هذه العلاقة وعلى هذا النمط من الروابط ، وكما يقال الصديق في السابق كان " الصديق وقت الضيق ".



ويتابع " لكن اليوم في ظل التضارب الاقتصادي والمصالح والانحلال بعض القيم واندثارها، بدأت الصداقة تتأثر في بعض المصالح وفي بعض القضايا وأصبحت تغلب القضايا على مبدأ الصداقة، حيث أصبح للصداقة تاريخ انتهاء وتاريخ صلاحية وهذا الأمر مزعج بين أفراد المجتمع ".



سامي موظف في إحدى محلات الألبسة اعتبر ان الصداقة ليست متوفر هذه الأيام حيث قال " إنشاء الله تكون الصداقة دائما متوفرة لان في هذه الأيام الصداقة أصبحت غير صادقة لان الدنيا تغير كل شخص لانشغالهم بأمور الحياة ، وتابع " أحب الاختلاط مع الأشخاص الصادقين معي في تعاملهم أي يقف معي وقت المحنة ووقت الفرح فهذا الذي اعتبره الصديق والتجأ له في أي وقت برأي هذا هو الصديق الحقيقي ".



ويرى الشاب محمد " 22 عاما " انه حاليا لا يوجد أصدقاء حقيقيين إذا يقول " الأمر أصبح لهو بلهو أي انه يريد مصلحته ليس أكثر وهذا الأمر أصبح عند الجميع لذلك لا نجد أصدقاء حقيقيين في حياتنا ".



ويرى د. حسين خزاعي الى ان هناك بعض القضايا تؤثر على علاقات الصداقة بين الناس " فمن أهمها دخول العوامل والاجتماعية التي تؤثر على منظومة القيم الأخلاقية والذوقية في المجتمع ، حيث أصبح لدينا قيم دخيلة على المجتمع الأردني، وغاب التعاون والإيثار والتسامح والمحبة، هذه القيم بدأت تتأثر واندثر البعض منها، بالإضافة إلى الوعي التعليم اتجاه هذه القضايا حيث من صعب جدا ان نعلم الناس الصداقة والمحبة ".



احمد موظف في إحدى محلات العطور بين ان الصداقة أصبحت عملة نادرة في هذا الزمن ويقول " قليل ان يجد الشخص صديق من الممكن ان تجد صداقة تتحول إلى أخوه كما يقال " رب أخا لك لم تلده أمك "و لكن في وقتنا الحالي لا نجد صداقة حقيقية لأنها أصبحت عبارة عن انعكاس لمصلحة الطرفين في العلاقة "، و يضيف "انا اختلط بالأصدقاء الذين يكونوا بمثابة الأخ لي ، وأصارح صديقي بكل خصوصياتي لأنه سيكون شعور متبادل بين الطرفين... لأنه صديقي ".



ويؤكد الخزاعي ان الصداقة الحقيقة تتمثل بالمشاعر الصادقة والانسجام والمحبة والتعاون بين الطرفين أي ان يكون الصديق وقت الضيق، وان لا يكون لصداقته موعد محدد أو مناسبة معينة بل يجب ان تكون العلاقة متواصلة باستمرار دون انقطاع وان تكون مبينة على دعائم قوية وعلى أسس قوية وواضحه .



وتشير الدراسات الطبية الى ان الصداقة ضرورة حياتية وركن مهم في حياة الإنسان لأنها تساعد على التوازن النفسي، لأننا نحتاج فعليا الى من يشاركنا في أفرحنا وأحزاننا .








أضف تعليقك