أم نبيل.. عندما تختلط لقمة العيش بالعرق

الرابط المختصر

مع إشراقة
كل شمس تنفض أم نبيل عن وجهها غبار سنين من التعب والكد لتبدأ يوم عمل جديد مجبول بحبات
العرق تتساقط في دكانها المتواضع في مخيم الحسين..
أم نبيل الخمسينية تعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد فبالإضافة
لزوجها وابنها المقعدين ُتعيل كل من والدتها وزوجة ابنها وأطفالها الثلاث.
الفقر استشرى في بيتها المكون من ثلاث غرف خصصت احدهما لتصير
دكانا و إذا صح التعبير شبه دكان خاليه رفوفها، تعتمد على بيع المكسرات والحلويات
للأطفال، أم نبيل التي آثرت وقف البيع أثناء إجرائنا معها المقابلة، شكت من ارتفاع
الأسعار داخل المخيم على الرغم من انه مكان شعبي يقصده الفقراء، وعلى لسان ام نبيل
" الحياة غالية كل شيء ارتفع حتى الخضار والمواد الأساسية".


جسمها النحيل أيضا لم يسلم فكان للمرض منه نصيب، فلم
يترك السكري أم نبيل بعافيتها، وإذا سألتها عن حالتها تقول " بيتي على قد
الحال، اعمل في هذه الدكان التي أتقاسم ملكيته مع بعض الأصدقاء، لا يوجد معيل لنا،
زوجي وابني مريضين وانا أعاني من السكري، وحماتي هي الأخرى مريضة أريد ان أوفر لهم
الدواء، كون لا احد يساعدنا لأننا لا نحمل الرقم الوطني".


وإذا سألتها عن سبب حالتها تقول بصوت لا يخلو من الحسرة
"التهجير من الوطن فتكاليف الحياة في هذا المخيم أصبحت مرتفعة".


حديثنا مع أم نبيل لم يبق على باب دكانها، دخلنا بيتها
الذي تنتشر منه رائحة الرطوبة، وأول ما صادفنا " مطبخ صغير من الاسمنت المصفح
" بالزينكو" تتربعه غساله قديمه آكل الدهر عليها وشرب، ثم قادنا ممر
صغير لغرفة صغيره يستلقي بها رجل في السبعين من عمره وقد أنهكه المرض، انه أبو
نبيل يعاني من مجموعة من الأمراض احتلت جسده الهزيل".


وإذا تابعت مسيرك تجد درج صغير يقودك لغرفه متواضعة
ألحقت بالمنزل حديثا، إنها الغرفة التي يعيش فيها نبيل وزوجته، و حال نبيل ليس
أفضل من أبيه، كان هو الآخر مستلقيا على فرشه أسفنجية و قدميه منتفختين ويلخص نبيل حالته ويقول " عمري 32 عاما هذه الحالة معي منذ 21 سنة لا استطيع العمل
لأني لاستطيع الوقوف، أعاني من العديد من الجلطات في القدمين، وهذا مرض يدعى نقص بروتين أس يؤدي لجلطات مستمرة في الدم،
كنت أتعالج على حساب الديوان لان المرض يحتاج دائما لدخول المستشفى وتكاليفه
مرتفعه ثم قطع الديوان مساعدته كوني لا
احمل رقم وطني".


أم نبيل ليست حاله وحيدة في مخيم الحسين المتشابكة
شوارعه، فالفقر السمة الأبرز لمنازل المخيم المتواضعة لتكون عنوانا كبيرا لشعب يشق
طريقه نحو الحياة رغم تهجير الاحتلال له منذ 58 عاما .

أضف تعليقك