أم مجدي: قرار فك الارتباط جعلنا نعيش تحت الأنقاض

الرابط المختصر

" روحي تخرج مني كل يوم وأنا أفكر بأولادي البعيدين عني ، آخ
... على هذا الزمن الذي غابت فيه العدالة وحقوقنا وإنسانيتنا ".أم
مجدي واحدة من العائلات التي تضررت من قرار فك الارتباط عام 1988 فمنذ صدور القرار
وهي تعاني من أثاره هي وعائلتها، فالقرار جاء تعسفي بحقها وحق مئات العائلات
الفلسطينية في الأردن.


تهدج
صوتها وهي تسرد لنا معاناتها وفتحنا عليها باباً كانت ترغب في إغلاقه حتى لو للدقائق
" تزوجت من ابن عمي فلسطيني الأصل وتوفي منذ أحدى عشر سنة، ولي أربع أولاد
وبنتان أولادي الاربعه ثلاثة منهم في ليبيا وواحد في روسيا أما بناتي فهم معي و
ليس لديهم أي هوية ولا أب ولا أخ ".


وتتابع
" هذا القرار الذي صدر تضررت منه كثيرا أنا وعائلتي فأولادي لا يستطيعون دخول
إلى الأردن فأبني الذي في روسيا لم تره عيناي أكثر من 12 سنة".


وتضيف"
أما أولادي الموجودين في ليبيا تمكنت من زيارتهم منذ سنتين" عبر رحلة مشقة
وعذاب تستغرق اسبوعا كاملا برا تخفيفاً لتكاليف السفر الباهظة التي لا تستطيع أن
توفرها أم مجدي وتقول " أنا امرأة كبيرة سأموت بالطرقات " وكل هذا
العناء من اجل رؤية فلذة أكبادها التي تنمى أن يأتي يوما ويلتئم شمل العائلة مجدداً.


"نعيش
تحت الأنقاض" تقول أم مجدي متابعة سرد معاناتها " مهما وصفت فان حياتنا
صعبة جدا كنساء ، بعكس الرجل فانه يستطيع أن يتحمل المسؤولية ويرفع معنويات
العائلة كلها وينقذ اسمها وأنا هنا كالوحيدة لا احد يساعدنا، والله أننا نعيش من
قله الموت وعندما نشعر باليأس نقول حسبي الله ونعم الوكيل ماذا نريد أن نفعل؟ يا
رب تفرجها علينا هذا كل ما لدينا ".


واحدة
من بنات أم مجدي تساعدها في عملها بالحضانة وابنتها الأخرى لم تكمل شهادتها
الثانوية لعدم توفر المال الكافي لإنهاء تعليمها.


عندما
علمت أم مجدي بنية الحكومة إصدار قرار يسمح للمرأة الأردنية بمنح أولادها الجنسية،
لم تصدق الخبر، حتى النوم قد جفا عينيها فرحا بهذا الخبر وتقول " عندما سمعت
بهذا الخبر قلت لبناتي إذا كان هذا الخبر صحيحا سوف أنظف شارع المدنية الرياضة حتى
الأقصى فرحا بهذا الخبر السعيد ".


ولكن
فرحة أم مجدي لم تتحقق وعادت إدراجها خالية الوفاض " ذهبت إلى وزارة الداخلية
وقالوا لي أن هذا الخبر لم يشمل المتزوجات من فلسطينيين ، فعدت خائبة ومازلنا حتى
الآن نعيش في مأساة ووضعنا مزري لأخر درجة".


حنينها
إلى أولادها يغلف حديثها، حاولت كل الطرق لرؤية أولادها لكن لا من مجيب لها، فالأبواب
مسدودة في وجهها.

أضف تعليقك