أم عطالله دوت كوم

الرابط المختصر

موجة كبيرة من الدهشة اجتاحتني لدى زيارتي لقرية لب في محافظة مادبا "35" كيلومتر عن العاصمة عمان، فالمكان هناك يحمل الكثير من الطيبة الهائلة التي تحتضنك لحظة دخولك هذه القرية....التي وضعت أسمها بجدارة على الخارطة العالمية كتوأم لقرية أخرى مجاورة "مليح" موقعاً لمشروع طموح يدعى القرية الإلكترونية.
وهذا المشروع تعبير دقيق ليس عن واقع القريتين فحسب وإنما للواقع الأردني بشكل عام: عدد الخريجين الجامعيين كبير، وكذلك عدد العاطلين عن العمل، توجه دؤوب لمكافحة الأمية الإلكترونية والبحث عن فرص عمل لاستقطاب الشباب.
وتبنى هذا المشروع ببناءه التراثي العتيق فكرة إقناع المجتمع المحلي هناك بأهمية التطور التكنولجي وهيأ فرص لتعليم مهارات الكمبيوتر والانترنت والتصوير السينمائي وإنتاج الأفلام القصيرة ومشروع طموح لبدء البث عبر راديو محلي للقريتين "راديو لب ومليح" بالإضافة إلى مشاريع حرفية أخرى من البيئة المحلية.

Om 3atala .com
ولم يكن لقائي مع أم عطالله هناك متوقعاً ، فأثناء تجوالنا في هذا المشروع الطموح عرفتنا عليها إحدى الصبايا العاملات هناك ب"أم عطالله دوت كم" فكان الجواب : نحن في القرية الإلكترونية في إحدى القرى النائية في الأردن فلا شيء سيكون أغرب؟!
ولكن هذا لم يعني أن لا نسأل عن سبب التسمية لهذه السيدة الريفية الأربعينية بهذا الاسم، تقول أم عطالله: أردت أن أصوت للبتراء ولم استطع من خلال الهاتف لانشغاله فطلبت من إحدى الصبايا هنا أن تعمل لي إيميل لكي أصوت للبتراء لتكون واحدة من عجائب الدنيا الجديدة"
أم عطاللة بحنان أم وحيدة تربي أبنها الوحيد شملت البتراء المدينة الوردية في الجنوب بعاطفتها وبادرت لتسخير التكنولوجيا في قرية بدوية وادعة لتحقق حلماً يسعى الأردنيون جميعاً لتحقيقه بأن تكون مدينتهم الوردية في جنوب المملكة واحدة من عجائب الدنيا السبع إذ أن التصويت عليها ما زال مفتوجاً مفتوحاً حتى تموز المقبل الذي سيعلن فيه النتائج التي تتنافس عليها معالم أثرية وحضارية من مختلف دول العالم، وأم عطاللة كذلك صورة صادقة للألق الأردني الرائع الذي طالما جمع تراثه أيقونه يواجه فيها مستقبلاً واعداً .
وهي نموذجاً يجب أن يحتذى لكل الأردنيين وخاصة الشباب منهم، تقول ليلاس طالبة من جامعة اليرموك" شاركنا في رحلة إلى البتراء بتنظيم من الجامعة للتصويت للبتراء وفي نهاية الرحلة عدد محدود من الطلاب قاموا بالتصويت فعلاً، أقترح أن يعمم نموذج أم عطالله لكي يشاركوا الشباب بفعالية في مسؤلياتهم الوطنية"

قرية لب ومشروعها الإلكتروني البدوي وأم عطالله أيضاً، حلم أردني يتحقق ويجب تعميمه لإعطاء الشباب ذكوراً وإناثاً في القرى والبوادي الأردنية فرصة للتعبير عن قدراتهم الحقيقية وإظهار إبداعاتهم الرائعة للعالم.

أضف تعليقك