أم "الكنادر"
من الواضح أن للحذاء حيزا كبيرا في الثقافة الشعبية العراقية كأداة تحقير واستهانة, وهم هناك يسمون الحذاء "قندرة" والجمع "قنادر".
وتستخدم الكلمة في عشرات المواضع والدلالات, وبمقدور القارئ أن يبحث على الانترنت عن مفردة "قندرة", وسيجد ألوف المواد التي نشرها عراقيون, وهناك إشارات إلى "قنادر" شهيرة في العراق ويوجد عدد من الحكايا والقصص حولها وحول من أطلقت عليهم, وامس أمضيت عدة ساعات في تصفح قسم من تلك المواد التي تتراوح بين منتهى الجدية ومنتهى الهزل, وبمجرد انتشار خبر "قندرة بوش", سارع العديد من العراقيين إلى نشر المواد المختلفة على مواقعهم, باعتبار أنهم أمام "قندرة حديثة" ستضاف إلى "قنادرهم" الشهيرة.
على ذلك ولكي نحسن فهم ما جرى, ليس المهم أن نعرف ماذا يعني الحذاء في الثقافة الأمريكية كما حاول بعض المعلقين التهوين من دلالات الحادثة, بل المهم أن نعرف ماذا تعني "قندرة" في الثقافة العراقية خصوصا والعربية عموماً, وعلى الأمريكي أن يترجم المعنى إلى ثقافته, وهو ما حصل فعلاً ومباشرة, وقد بثت الفضائيات تعليقات أمريكية فورية تقول أنهم كانوا يفضلون لو أطلق عليه النار, فستكون تلك محاولة اغتيال فيها قدر من الكرامة, أما استخدام الحذاء فدلالته واضحة.
أما ما قيل عن أن مهمة الصحافي هي توجيه الأسئلة وليس الأحذية, فذلك مبدأ لا ينطبق بمواجهة محتل قتلت قواته عشرات الصحافيين في العراق, ولهذا فعندما تعجز أدوات التعبير الصحافية الاعتيادية, فلا يوجد ما يمنع من اتقان تسديد "القنادر".











































