أم أيمن تخدم المجتمع بلا كلل ولا ملل

الرابط المختصر

عاشت رسمية سعد الخطيب (أم أيمن) في مخيم الزرقاء منذ عام واحد وستين. نشأت وتزوجت فيه وأنجبت أربعة أولاد وبنتين. شاء القدر أن تبتر ساق زوجها في اصابة عمل وتوقف عنه لفترة عاد بعدها إلى الورشة بتشجيع من زوجته ورفضه أن تملي عليه إعاقته حياته.
بعد أن تخرج أحد أبنائها من الجامعة وعمل مع والده لأربع سنوات تزوج وأنجب طفلة تيتمت وهي في شهرها الخامس، وترملت أم أيمن بعد أن توفي زوجها وابنها مأمون في حادث سيارة. وأعالت أم أيمن عائلتها وحفيدتها، حتى عندما أصيبت بالسرطان لم تتوقف عن العمل حتى التطوعي منه.

بدأت أم أيمن -المرشحة لاهل الهمة- تعطي دون مقابل عام تسعة وثمانين حين كانت تعمل في أحد مراكز وكالة غوث وانقاذ اللاجئين كمعلمة خياطة حتى الساعة الثانية إلى حيث انتهاء الدوام الرسمي، فتطوعت لادارته لتعمل في المساء وتبقى البرامج التعليمية التي ترأستها ومجموعة من النساء القياديات في المخيم بعد أن سحبت وكالة الغوث موظفيها عام خمسة وتسعين والتي تنتفع منها نساء المنطقة مستمرة.

لم تكتفِ أم أيمن بالبرامج الموجودة وشكلت مع باقي مديرات المراكز لجانا محلية لتحديد احتياجات المجتمع المحلي وبدء برامج تدريبية لسد تلك الاحتياجات. ففتحوا رياضا للأطفال ووفروا خدمات ومراكز رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة اضافة الى برامج لياقة بدنية وتعليم مهنة التجميل للسيدات مع استمرار وتوسع تعليم الخياطة.

ولرغبتها في تعلم المزيد وتعليمه لباقي السيدات، ذهبت إلى الضفة الغربية حيت علمت أن برامج الأمم المتحدة المحلية لأهالي المناطق الفلسطينية متقدمة ومنظمة. فتعلمت الكثير عن الاغاثة الزراعية ورعاية كبار السن والتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وعادت وفي جعبتها عدة أفكار وبدأت في تطبيقها، وجعلت العمل التطوعي والارتقاء بالمجتمع المحلي وتمكين النساء محور حياتها.

وانضمت لعدد من البرامج النسائية في عدة مراكز، وتعمل منذ عام ألفين مع جمعية مجلس الكنائس على إعطاء ورشات عمل تثقيفية منها صحية وبيئية وحقوقية في عدة مخيمات.

تؤمن أم أيمن بالعمل الجماعي والمجتمعي. فتعمل مع إنجاز منذ عام ألفين واثنين في مدارس وكالة غوث اللاجئين للبنين، بحيث تعطي الأولاد ورشات عمل عن  الإحساس بالمسؤولية تجاه الغير.

وتعمل منذ ألفين وخمسة مع جمعية الدوايمة على إيصال مواد غذائية وتبرعات مادية لمحتاجيها، رغم أن لأم أيمن موقف من المعونات وتجارب تركت في نفسها جرحا عميقا. فكانت تحرص ألا يشعر أطفالها بذل الحاجة حين كانت تتلقى معونات من وكالة الغوث.

ساهمت أم أيمن بتحفيز عدد من السيدات على القيام بأعمال تطوعية ومساعدتها في تطبيق برامج تنموية لاهالي المخيم، وشجعت فتيات لاكمال دراستهن. وتتمنى أن تتغير نظرة الناس الى الفقر، فلم يختر أحد ظروفه التي يولد فيها، ولكن له يد في مستقبله.