أمهات الأشخاص ذوي الإعاقة.. قصصا للتضحية

أمهات الأشخاص ذوي الإعاقة.. قصصا للتضحية
الرابط المختصر

تعاني مها البرغوثي من إعاقة في الإطراف السفلية و التي برز اسمها في العديد من الصحف و الأخبار الرياضية فهي اول رياضية بتاريخ الأردن تحصل على ميدالية اولمبية من خلال دورة العاب الاولمبية التي جرت في سيدني عام 2000.

تقول والدتها ام ايمن "لقد بدأت إعاقة ابنتي بعد السنة الأولى من عمرها ,فتعرضها لوعكة صحية ادت إلى حدوث شلل لأطرافها , لم يكن للأطباء أي أمل لان تستعيد الحركة ,الا أنني اصريت على ان تستمر بالعلاج الطبيعي الا ان استعادة حركة أطرافها العلوية , وأنشأتها على ان تكون ذات شخصية قوية واثقة من نفسها لتستطيع التعامل مع نظرة المجتمع لها .

وليكن للتحدي طعما خاصا أضافت ام أيمن " قمت بتعليم ابنتي قيادة السيارة برغم من معارضة الطبيب لذلك ,وقد تعلمت على العزف على العود و الغناء , وقمت ايضا بإرسالها إلى المدينة الرياضية لتمارس هوايتها برياضة التنس حتى أجادتها و أصبحت من أبطال العالم بها "

تزيد الإعاقة لدى الأبناء من المسؤوليات الملقاة على عاتق الأمهات لكنها في نفس الوقت تشكل الاعائق لدى الأبناء مصدرا للقوة والتحدي للام في بعض الأحيان ,فمن جهتها قالت أخصائية التربية الخاصة ريم أبو سيدو " ان دور الا هو الأبرز في الاهتمام بالأبناء ,وطبيعة مجتمعاتنا الشرقية جعل الام هي التي تتحمل الضغط والتحمل لتربية ابنائهم ,و كان دور الاب ينحصر غالبا بتامين الأمور المادية"

و لا تطلب الأمهات أي اجر او مقابل من ابننائهم سوى رؤيتهم متميزين في مجتمعهم برغم من إعاقاتهم ,فقامت ام رهف وهي والدة لثلاثة ابناء غير مبصرين باخذ عدة دورات من بينها دورة الكتابة و القراءة بلغة برل ,لتكون قادرة على مساعدتهم في تخطي مراحل الدراسة ,فكانت النتيجة تفوقهم على زملائهم في العديد من المواد الدراسية .ونالت ابنتها المركز الاول في مسابقة حفظ القران "

اما السيدة هنا التي يعاني طفلها ذو الأربعة أعوام من شلل دماغي حاد :"مازلت اعتبر نفسي في بداية الطريق لتاهيل ابني ,ولكن اطمح من ابني الكثير ,فبرغ من سنه الصغير الا أننا نقوم بتعليمه الاعتماد على نفسه في عدة امور ,ولا نتعامل معه من ناحية الشفقة ,فهذا قد يعزز شعوره بنقص,وانا لا اطلب من المجتمع تقبله و لكن اسعى الى يكون هو القادر على تقبل المجتمع ,فانا اصحبه الى العديد من الأماكن ليكون قادرا على التعامل مع الناس "

وبرغم من حاجة الأم الى من يساعدها في تحمل تربية أبنائها , تخلى زوج السيدة ام طارق عنها بعد ان انجبت طفلها التالت الذي يعاني من اعاقة كحال إخوته الذين يكبرونه سننا.,مما اضطرها على ان تتحمل تربيتهم دون أي عون او مساعدة ,و لشدة الاعاقة التي يعانون منها هي لا تستطيع ان تتركهم وحدهم وهذا يجعلها تعتمد على المساعدات المادية لتلبي احتياجتهم .

لم يكن من القليل ان يجعل الله الجنة تحت إقدام الامهات , فاقل الالام التي تتحملها اثناء الولادة لا نستطيع ان نعوضها عنه حتى ولو قمنا بخدمتها طوال العمر .