أمانة عمان في الإعلام بين التجييش واللامبالاة
كيف واكب الإعلام المسموع والمقروء والإلكتروني ملفات أمانة عمان المنظورة أمام القضاء وشخص أمين عمان السابق عمر المعاني الذي أوقف وأفرج عنه مؤخرا، هل أخذت جانب الحياد أم انزلقت إلى التجييش والشخصنة؟!
رئيسة تحرير صحيفة الغد جمانة غنيمات، ترى أن الصحف اليومية ولكون قضية المعاني وملفات الأمانة منظورة أمام القضاء فقد أخذت جانب الحياد وعدم التعاطي مع قضاياها، "كانت المتابعات على شكل أخبار فقط دون التحليل أوالقراءة".
بتاريخ الثاني عشر من كانون الثاني الجاري، احتفل مؤازرو المعاني في خيمة اقيمت له في منطقة الشميساني وذلك عقب تكفيله بمبلغ ٣٠٠ ألف دينار عن ثلاث قضايا اتهم بها، هذا الحدث لم يستقطب وسائل الإعلام والتي أخذ البعض منها جانب الحياد من هذا الحدث وعدم تناوله مقابل اخذ البعض بالحدث ومتابعاته.
لكن غنيمات تدافع عن موقف صحيفة الغد من حيث مواكبتها الحدث، وتقول تعاملنا معه كحدث خبري بحد ذاته وتمت مواكبته عبر مندوب الصحيفة في معان حيث استقبل وجهاء المدينة لعمر المعاني الجمعة الفائتة.
مقابل ذلك، فإن الصحيفة مررت مقالا وحيدا كانت متعاطفة الكاتبة فيه مع شخص المعاني، وتقول غنيمات أنها تساهلت مع كاتبة المقال كونها الوحيدة التي كتبت عن الأمانة مؤخرا في تلك الجريدة أمام تجنب الآخرين.
على العكس من ذلك، فالصحفي عمر كلاب يرى أن ثمة تعاطف كبير لقضية المعاني وكان واضحا في كثير من وسائل إعلام حيث أن المتعاطفين كانوا دائما يطالبون الحكومة بمحاربة الفساد والآن وفي توقيف المعاني انقبلت، من باب "القبول البنجاسة نكاية بالطهارة" لأن الحكومة أقدمت على خطوة المحاسبة فهو أمر غير وذلك لعدم الثقة، على حد وصف كلاب.
ينأى كلاب عن الحديث حول قضايا فساد بعينها ويقول إن الإعلام لديه نقاط ضعف من حيث إسهامه في التحشيد والمحاكمة بناءً على قناعات شخصية وإطلاق أحكام مسبقة، "بمعنى لا توجد للإعلام أرضية مشتركة ومحددة في التعاطي مع قضايا الفساد".
وفي الوقت الذي يطالب الجسم القضائي من الإعلام بعدم تناول قضايا منظورة أمامه؛ يظهر لدى الإعلام إشكالية الاستقصاء في القضايا الجوهرية، وفق الصحفي جهاد المحيسن ورئيس مركز الشرق للدراسات.
المطلوب أن نتعامل مع قضايا الفساد بمهنية أكبر وإيجاد تخصص صحفي بالمحاكم فهي مدرسة قائمة بنفسها من حيث كيفية متابعة قضايا القضاء، يقول كلاب ويتابع أن المطلوب أن يتفاعل القضاء مع الشارع الأردني والإعلام من خلال تفعيل قنواته مع الإعلام.
الأصل أن يكون هناك تقصي إعلامي لكل قضايا الفساد التي نشاهدها ونلمسها، ما قد يبعدنا عن التهويل والإشاعات، وهذه إشكالية كوننا نفتقد إلى استقصاء، يقول المحيسن.
ويضيف المحيسن أن الإعلام سلطة رقابية قد تخضع إلى اجتهادات وآراء لكن بامتلاك الوثيقة فمجال التأويل والتفسير محصور ومن هنا يطالب المحيسن من الصحفيين بالوصول إلى وثائق والتعاون مع القضاء المطالب بالتواصل.
للاستماع للحلقة والاطلاع على المواضيع الإعلامية: عين على الإعلام