ألعاب الاون لاين..ادمان من نوع اخر

الرابط المختصر

لم يكن يعلم حسام البالغ من العمر 24 سنة ان تعامله مع إخواته الشباب سيكون عن طريق لعبة اون لاين، رغم انهم يعيشون في منزل واحد.

حسام، ليث ومحمد أخوة، يجلسون في غرفة واحدة أمام شاشات الكمبيوتر(Laptops)، لممارسة لعبة أون لاين، يتحدثون الى بعضهم البعض عبر اللعبة حتى لا يشتت احدهم الاخر عنها.

يقضي حسام من 12 الى 14 ساعة في أيام العطل على لعبة تدعى "فيستا"، وأثناء عمله يعمل على تشغيلها لتأدية نشاطه التجاري خلالها من بيع وشراء لجمع الاموال التي تساعده على تخطي المراحل القادمة، وتغطية احتاجات اللعبة.
 
ويصف حسام اللعبة " بشاشة أمامك يكون بها لاعبك، كجزء لا يتجزأ من فريق يتواجدون للعب مع بعضهم من مرحلة الى اخرى، وتتكون اللعبة من 79 مرحلة، يتوفر بها الدردشة "الشات"  بين أعضاء الفريق أو غير الاعضاء، بالاضافة الى تواجد خريطة يقوم بها اللاعب باختيار المكان الذي يرغب باللعب به من دول العالم.
 
ويرى حسام ان لعبة "فيستا" قد عدلت حياته الاجتماعية، بالتعرف على أشخاص جدد من دول شتى، تتم بينهم المراسلات عبر البريد الالكتروني لتبادل الاحاديث، وأضاف انه قد "أصبح هناك (group) لفريق حسام يتبادلون به شتى الامور.
 
حسين الخزاعي، المتخصص بعلم الاجتماع، يجد ان العاب اون لاين " ظاهرة،  بل انها اكثر من ظاهرة بدخولها الى عقول الافراد بجميع المستويات خلال السنوات الخمس الاخيرة".
 
"اجتاحت الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الدول والمجتمعات ونقلتهم من حالة الى حالة، ففرضت نفسها على جميع الاصعدة بتوفيرها الجهد والمال، وعلى المستوى الاردني تجاور عدد مستخدمي الانترنت 500 %، وتحتل الاردن الترتيب الرابع بين الدول من حيث المواقع المصرح بالتعامل بها وتصل الى 3400 موقع" حسب الخزاعي.
 
ويوضح ان "عنصري التشويق والجاذبية من أهم عناصر التكنولوجيا الحديثة، فظهر بذلك اون لاين والمسنجر والشات والفيس بوك".
 
من وجهة نظر الخزاعي "اختلفت الالعاب الالكترونية في الوقت الحالي عن السابق، فالبحث عن اللعبة وإيجادها  ثم شرائها مع الاخذ بعين الاعتبار عرضة اللعب الى التلف، عكس الان فالالعاب متوفرة اون لاين لجميع الفئات وحسب متطلبات كل شخص".
 
وتسبب العاب اون لاين العزلة سواء أكان على مستوى الاسرة أو المجتمع، مع إمكانية الإصابة بأمراض مختلفة بالعيون والظهر..الخ، وأسوأ سلبيات الإدمان خصوصا فئة الشباب، ووصفها الخزاعي "بسارقة الوقت".  
 
إجريت عدة دراسات حول أثر العاب اون لاين بينت وجود حالات ادمان وتعلق بالتكنولوجيا بشكل كبير في الاردن، وهنا أوضح الخزاعي " اذا جلس الشخص ساعتين متواصلتين على الانترنت دون انقطاع وبدون سبب يكون الشخص قد دخل مرحلة الادمان، اي لا يستطيع ترك هذه العادة".
 
الطبيب النفسي محمد الحباشنة بين "وجود حالات ادمانية بالمجتمع الاردني على العاب الكمبيوتر بشكل عام وعلى العاب اون لاين بشكل خاص، واتفق مع الخزاعي بأعراض الادمان بالمكوث اوقات طويلة امام جهاز الكمبيوتر دون سبب".
 
"لا يوجد حالات ادمانية مباشرة للشكوى من الادمان على الالعاب وانما هي حالات ضمنية من خلال مشاهدات فردية في المنازل والعيادات النفسية تنطبيق عليها المواصفات الكلانيكية للادمان" هذا ما اوضحه الحباشنة.
 
النشاط المحدود، والاداء الحياتي المنخفض، والانفصال عن الواقع والعزلة "اي لا يستطعون الفصل بين الحياة الواقعية والخيال"، بالاضافة الى الاستعاضة عن الواقع بالعابهم الالكترونية من أهم اعراض الادمان على الالعاب كما جاء من الحباشنة.
 
من الجدير بالذكر تخطّّي الألعاب الحاسوبية نطاق الترفيه الذي بدأت به إلى نطاقات جديدة لم يتصور مبتكرو الألعاب الأولى أن تقتحمها الآن، ومع تسارع الخطى لتسخير تقنيات الألعاب الحاسوبية في مجالات عدة كالتطبيقات التعليمية والطبية والعسكرية، فربما يكون من الإجحاف أن نستمر في اعتبار هذه التقنيات مجرد ألعاب.