أكيد : انتهاك أخلاقي ومهني في تداول فيديو طفلة على سرير في مستشفى... ووالدها "يصرخ"

نشرت وسيلة إعلام عربية، تغطي قضايا الأردن، مقطعًا مصوّرًا عبر صفحتها الموثقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يظهر فيه مواطن "يصرخ" طالبًا إنقاذ ابنته المستلقية على سرير في قسم الطوارئ.

وقالت الوسيلة في تعليقها على الفيديو إن المواطن يناشد بإنقاذ ابنته ومساعدتها من داخل قسم الطوارئ في أحد المستشفيات، مشيرةً إلى "غياب الطاقم الطبي" ومسترشدة إلى ذلك من كلام المواطن الظاهر في المقطع.

ورصد مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد" الفيديو الذي بلغت مدّته 50 ثانية، وتبيَّن احتواء المقطع على عدد من المخالفات الأخلاقيّة، وبخاصّة ما يتعلق بأسس تغطية الوقائع التي يتعرض لها أطفال، أبرزها ظهور الطفلة بشكلٍ واضح وهي على السرير، إذ بدت كأنها فاقدة للوعي وبحالة ضعف جسديّ شديد، ويعدّ ذلك انتهاكًا صريحًا في التغطيات الإعلامية باعتبار أنّه قد يُسبّب وصمًا للطفلة وذويه عند استخدام المقطع وإعادة نشره.

والأصل بحسب المعايير المهنيّة التي أرساها "أكيد" في التعامل مع صور الأطفال ومقاطع الفيديو التي يظهرون فيها في الإعلام، تجنُّب النشر في حالات الضعف، لما في ذلك من إساءةٍ إلى كرامتهم وحقوقهم، وتأكيد اللّجوء إلى تظليل الوجوه وتغطية ملامحها في حال كان نشر الصور ضرورة.

وباعتبار الدقة هي حجر أساس المصداقية، فقد ارتكبت وسيلة الإعلام مخالفة مهنية صريحة للمعايير المهنية المعتمدة في التغطيات الصحفية، فبالإضافة إلى الدقة، خالفت الوسيلة معياريّ التوازن والحياد، من خلال إشارتها على لسان المواطن "والد الطفلة" إلى "غياب الطاقم الطبي"، إذ نقلت الوسيلة الخبر عن طرف واحد، وساهمت بإطلاق الأحكام على الطرف الآخر دون اللجوء إلى الأخير للتثبُّت من صحّة الموقف والمعلومات.

كما خالفت الوسيلة معيار الحياد بانحيازها لطرف "والد الطفلة"، وهو ما يعكس انحياز الوسيلة لصالح طرف واحد، والتسبُّب بالإساءة للطرف الآخر.

وتابع مرصد "أكيد" تفاعل الجمهور مع المقطع الذي نشرته الوسيلة، ورصد آراءً متفاوتة، ومعلومات أخرى قدّمتها حسابات، عدد منها تابعة لأفراد يعملون في المستشفى ذاته، أشاروا إلى أن المواطن الظاهر في الفيديو كان يرفض تدخّل الأطباء بحالة ابنته، وأنّه كان يطالب فقط بتحويلها إلى مستشفى آخر، على حدّ قولهم. 

ويذكُر أكيد ما ورد على لسان تلك الحسابات، التي تحقّق من رسميّتها ومدى موثوقيّتها، بهدف إطلاع وسيلة الإعلام على ما قد تخفيه القضية لدى الطرف الآخر، وما لم تطّلع عليه الوسيلة، والذي بالتأكيد أدى إلى تضارب المعلومات لدى الجمهور المتلقّي وتشتّته، وبالتالي تغييب حقائق قد تكون صحيحة.

وكان الأجدر بالوسيلة أن تأنّت بنشر الفيديو الذي لم يقدّم قيمة خبرية بالطريقة التي جاء عليها، وأن عملت على عرض آراء الطرفين بتقرير متخصّص يقدّم القصة كاملة وينقل بأمانة ما حدث وما قيل، وعدم تحريفه أو محاباة أطراف على حساب أخرى، وعرض المعلومات والوقائع التي من الممكن أن تقدّم الحلول بعيدًا عن الخيال والعواطف، تحقيقًا لمفهوم "صحافة الحلول".

وهنا، يدعو "أكيد" وسائل الإعلام إلى توظيف المهنية في التعامل مع قضايا وشؤون الجماعات الخاصّة، وبخاصّة الأطفال، وتسليط الضّوء عليها دون المساس بخصوصيّاتهم.

أضف تعليقك