أكبر صحيفة ألمانية تشيد بعمان نت وتعتبرها " أمرا نادرا في العالم العربي"
تحت عنوان " موجة من الحرية .. تقارير عمان نت مستقلة- وهو أمر نادر في العالم العربي" أشادت صحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية بتجربة موقع عمان نت واعتبرها أمرا نادرا في العالم العربي، وفيما يلي نص المادة المنشورة مترجمة للغة العربية:
بناية مكاتب بيضاء في العاصمة الأردنية يحيط بها مداخل لمبان أخرى من المكاتب المختلفة ومحلات للاستيراد والتصدير المتواضعة؛ لا شيء يوحي للزائر أن هناك أصوات يمكن أن تسمع في كل أنحاء البلاد خلف الأبواب المغلقة في الطابق الرابع. هذا هو المكان الذي تتواجد فيه عمان نت – وهي أول إذاعة عبر شبكة الانترنت في العالم العربي مستقلة ديمقراطية غير خاضعة للرقابة.
حوالي 25 صحفياً من الشباب لا يزيد عمر أي منهم عن 28 سنة تقريبا يجلسون أمام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم يحررون المادة السمعية والأخبار. يمكن التقاط إذاعة عمان نت داخل العاصمة على الموجة الأرضية 92.4 FM.
يقول داود كتّاب، "إن العديد من الإذاعات العربية تقدم تقاريرها دون إجراء مقابلات مع الشهود أو الأشخاص المعنيين". "لكننا بدلا من ذلك نعطي قيمة عالية للمصداقية ونعطي الأشخاص المعنيين إمكانية تسجيل كلماتهم. هذا هو السبيل الوحيد لتجنب إخفاء الأخبار أو تغييرها أو اصطناعها؛ وهو للأسف الحال في بعض الأحيان في منطقتنا عندما ينفذ برنامج المحطة طلب الحكومات".
أسس داود كتّاب المحطة الإذاعية على الانترنت؛ وهو فلسطيني ذو شعر أبيض وعينين عسليتين وذقن أشعر يبلغ من العمر 55 عاماً وهو أستاذ سابق للصحافة في جامعة برينستون يعلم في الوقت الحاضر الشباب الفلسطيني في جامعة القدس في رام الله.
يقضي ستة أيام في الأسبوع في غرفة الأخبار في راديو البلد/عمان نت؛ وتجدون أدناه صورة له مع العاهل الأردني، جلالة الملك عبد الله الثاني، وشهادة تظهر داود كتّاب كبطل "لحرية الصحافة".
في إحدى الزوايا ترون ًإيرني وبيرتً وهم شخصيات "شارع سمسم" يعانقان بعضهما البعض. ويوضح كتّاب "نحن ننتج النسخة الفلسطينية".
انه يفتخر بعمان نت التي بسببها حصل على جائزة وسائل الإعلام الألمانية في لايبزيغ في عام 2003. يدعم المشروع مالياً كل من اليونسكو ومعهد المجتمع المفتوح وبعض المنظمات الغربية غير الحكومية.
"هذه إحدى أفضل الموظفين الأعضاء" يقول كتّاب مقدماً زميلة له كانت تتمشى في مدخل المحطة مرتدية حجاباً زهري اللون. "وهي شابة لكنها حازمة، يهابها بعض الرجال".
يبتسم الصحفي الشاب بتواضع. لقد أجرت تلك الشابة أبحاثاً حول قضايا في غور الأردن حيث قام المزارعون الكبار حرفياً بقطع المياه عن المزارعين الصغار. بُثت تلك الأخبار على عمان نت- دون أن تجلب الفرح للمزارعين ذوي النفوذ. ولكن في نهاية اليوم كان عليهم أن يستسلموا.
تتركز الأولوية على الأخبار المحلية – وهو عمل مبتكر
إن فريق كتّاب من الشباب يحقق في الشكاوى، من عدم التخلص من النفايات إلى الفساد الذي يحدث في بعض الأعمال النفطية المشكوك فيها مع العراق. الأمر المميز: هناك دائما مرجعية محلية. لا تريد عمان نت أن تتحدث عن عالم السياسة ولا عن الصراع في الشرق الأوسط أو عن مواضيع مماثلة، بل أن تبث النشرات الإخبارية التي تم البحث فيها محليا.
"تخشى الحكومات العربية من التقارير المحلية. إنهم يهربون منها مثلما يهربون من الشيطان؛ ويهربون إلى لبنان وفلسطين وأستراليا أو غواتيمالا. بغض النظر عن المكان، فالأمر الأساسي هو الابتعاد قدر المستطاع. يفعلون ذلك لأنهم يريدون تجنب طرح المشاكل المحلية. عندما بدأنا الإذاعة كنا نعرف أن الأولوية يجب أن تعطى للأخبار المحلية."
هذا هو الفرق بينها وبين قناتي الجزيرة والعربية: فالقنوات الرئيسية العربية تغطي قضايا العالم العربي، وتمثل في كثير من الأحيان وجهة نظر ناقدة. ولكن عندما يصل الأمر إلى بلدهم، تجدهم مقيدين ولا يسمح لهم بالقول الكثير. إن حكام الخليج أو المملكة العربية السعودية يفضلون أن يتم التعامل معهم بهدوء ولا يريدون أن يلحق الصحفيون الأذى بصورتهم.
يعرف كتّاب خيط الحرية الرفيع داخل العالم العربي. ويدرك أيضا أن المرء يحتاج إلى أن ينتهز الفرصة كلما كان ذلك ممكنا. عندما غطى كتاب موضوع الفساد داخل السلطة الفلسطينية في عام 1996، ألقت به شرطة عرفات في السجن. ولكن في بداية عام 2000، جاء دوره. عندما حضر مؤتمراً لوسائل الإعلام في عمان، تباهى وزير الإعلام الأردني برؤيته للأردن كمحور لوسائل الإعلام الحرة على الانترنت -- تنافس بيروت ودبي.
أخذ كتّاب تصريحه على محمل الجد: هل سيكون من الممكن الحصول على ترخيص لإنشاء محطة إذاعية مستقلة على الإنترنت؟ وفي نهاية عام 2000، كانت عمان نت على الانترنت للمرة الأولى.
بماذا تفكر الملكة؟ إنها تستخدم برنامج "وات وت"
"ربما بعضهم ندم على منحنا الرخصة" هكذا يفترض كتّاب وهو جالس وراء مكتبه، "لكنهم لا يستطيعون أن يسحبوها. إذا فعلوا ذلك فإنه سيلقي ضوءً سلبياً على حرية الإعلام في الأردن، وهو بلد يحاول جاهداً الانفتاح على السياحة الغربية وتسويق تراثه".
في غضون ذلك، أصبحت عمان نت مؤسسة ديمقراطية نوعاً ما. يقوم شباب من الصحفيين بمراقبة جلسات البرلمان والحفاظ على سجلات حضور وغياب النواب، مَن منهم لم يشارك وكم منهم شارك في النقاش— وهو أمر يثير الغضب في بلد عربي – إذ يشعر أعضاء البرلمان بأنهم يهاجمون.
قبل بضع سنوات، نعت صحفي شاب البرلمان "بمجلس من الدواب". عندئذ سحبت الحكومة الحق في التغطية الحية. وحتى الآن، فإن كتّاب ما زال يجاهد لبث جلسات البرلمان مرة أخرى. وقال إنه يحدوه الأمل تجاه وزير الإعلام الجديد.
والملكة؟ ماذا تفكر حول الراديو؟ توضح سوسن زايدة، رئيس التحرير: "يعرف الجميع أن الملكة رانيا تستخدم برنامج "تويتر" في كثير من الأحيان، وإنها من أكبر مشجعي وسائل الإعلام الجديدة"؛ "وهي تحب استخدام التكنولوجيا التي يستخدمها الشباب، حتى أنها في بعض الأحيان تعلق على المدونات المحلية."
إن كتّاب مقتنع بأن الإذاعات ذات الجودة العالية هي مستقبل "الصحافة في هذه المنطقة". ويضيف إن معظم القنوات الفضائية تملكها الشركات الأجنبية، وفي الداخل فإن الدولة تدير وسائل الإعلام باحتكار ويمكن للمرء أن يعثر على علاقات غريبة بين قطاعي الأعمال والإعلام.
المستقبل؟ هل هناك فرصة لتطوير إذاعة حرة؟ يلقي كتّاب الضوء على هذا ويقول: "مع بضع مئات من الدولارات ثمناً لميكروفون ولبرمجيات مناسبة للتحرير يمكن للجميع في الوقت الحاضر أن يبث. وبالتأكيد سوف يكون هناك عدد كاف من الناس ممن يستمعون إليه: خلال المساء لا يمكن أن ننافس التلفزيون ولكن الراديو بالتأكيد هو ملك النهار".
وملك النهار هذا يوظف موظفين جيدين. يقول كتّاب "لقد حصلنا على العديد من المتدربين من المملكة العربية السعودية أو دول الخليج." والزملاء الشباب يمارسون عملهم بجدية، ويعتبرونه امتيازاً. إنهم جيل جديد من الصحافيين العرب، الذين نشأوا مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومسجلات الفلاش (Flash records)، يتعلمون كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا في أقل من نصف ساعة.
يرى كتّاب نفسه بأنه ما زال في البداية. وهو يشجع إنشاء مواقع انترنت في سوريا واليمن والمغرب.











































