أفاعي وعقارب تعشش في مدرسة بديرعلا

أفاعي وعقارب تعشش في مدرسة بديرعلا
الرابط المختصر

*فحوصات مخبريه تؤكد تلوث مياها بالجراثيم* كتل إسمنتية تتساقط على رؤوس الطلاب* وصخرة تزن 30 طنا تتربص بالمدرسة وطلابها

أقرب ما تكون إلى القبو من كونها مدرسة!! فلا تستغرب إذا أطلت أفعى برأسها من احد جدرانها المتشققة أو وجدت عقرب على احد الأدراج الخشبية المتآكلة!! إنها مدرسة أبو عبيدة الأساسية المستأجرة في منطقة أم عياش (لواء دير علا).

تعاني المدرسة المختلطة من ظروف بيئة سيئة، إذ تفتقد إلى أدنى شروط السلامة الصحية بعد أن أكلت الرطوبة جدرانها المتشققة وعششت بداخلها شتى أنواع الحشرات الضارة حتى أن الأفاعي وجدت لها مأوى فيها حسب ما أكد أولياء الطلبة.


 أما الغرف الصفية التي تضم في بين جدرانها 109 طلابا من الإناث والذكور، تعاني من ضيق المساحة وانتشار الرطوبة بشكل واضح وخصوصا في صفوف الطابق  الأراضي التي كانت في الأصل عبارة  مخازن صغيرة،أما الطابق الثاني لم يكن أوفر حظا فاحد أبواب الصفوف في هذا الطابق كان عبارة قطعة قماش متسخة!!! وبحسب الأهالي فان جدران  المدرسة عبارة "مخبأ اللافاعي والعقارب"  لما فيها من تشققات.

ولدورات المياه  في هذه المدرسة قصة هي الأخرى، فهي عبارة عن بناء من "الطوب غير المسلح" منشأة فوق حفر امتصاصية مسقوفة بألواح الزينكو التالفة والمتهرئة التي لا تحمي الطلبة من حر  الصيف وبرد  الشتاء.


أما القصة الأغرب في سيرة هذه المدرسة " المنسية"  الصخرة القابعة فوق المدرسة على جبل مجاور ، وتزن هذه الصخرة 30 طنا كما أكد الأهالي، وهذه الصخرة عرضة للانزلاق بأية لحظة بفعل العوامل الطبيعية خصوصا الأمطار كما  أشار المواطن صالح احمد الذي يقول  "طلبة ومعلمات هذه المدرسة يمضون يومهم تحت رحمة  خالقهم وتصريف القدر،لا يعرفون متى يشاء  الله أن تتحرك الصخرة الجاثمة".
 
ابو ثائر  احد أولياء أمور الطلبة تحدث بدوره عن خزانات مياه الشرب المركونة بجانب المدرسة أمام المارة عرضة للتلوث،ناهيك عن الخزانات الموجودة على  سطح  المدرسة المتآكلة ، وأضاف   بان أبناؤه أصيبوا بجرثومة جراء تلوث مياه الشرب في المدرسة  ويؤكد ذلك بتقرير من المختبر الطبي  يثبت أنهم مصابين بالجرثومة نتيجة تلوث مياه الشرب .

عاطف المشاهرة احد سكان المنطقة تحدث عن انقطاع التيار الكهربائي عن المدرسة مند أسبوع بسبب حدوث التماس كهربائي ويضيف، " بجهود أهالي المنطقة تم صيانة الالتماس الكهربائي في المدرسة، ولكن الكهرباء مازالت مفصول عن الطابق الأراضي.


وعلى حد قول  المشاهرة فانه "لم  يرى  أي موظف  من مديرية التربية والتعليم،في المدرسة للاطلاع على سبب انقطاع التيار الكهربائي،  متسائلا عن عدم اهتمام مديرية التربية ،ووزارة التربية والتعليم بهذه المدرسة .  

وقال انه قبل عدة أيام سقطت كتلة إسمنتية من سقف احد صفوف المدرسة ويضيف "   سقطت كتلة أسمنتية في الصف الثاني، بالإضافة إلى التشققات الموجودة في سقف معظم الصفوف، مما يتسبب بدخول مياه الأمطار على الطلبة دخل الصف."
 
واتهم المواطن سالم العمارات مديرية التربية والتعليم في اللواء بالتقصير بحق طلبة مدرسة أبو عبيدة الأساسية ،" لو كانت مديرية  التربية في اللواء تنقل المشكلة كما هي  على ارض الواقع لوزير التربية والتعليم لكان هناك ردود فعل ايجابية .

ويحمل العمارات مديرية التربية والتعليم مسؤولية أي مكروه  قد يحصل لأبنائهم  الذين يدرسون بهذه المدرسة،  " مديرية التربية والتعليم هي المعنية بالمحافظة على سلامة  الطلبة ، كونها تعلم بجميع السلبيات والأخطار التي تحيط بالمدرسة ".  

ومن حجج وزارة التربية والتعليم  بعدم إنشاء مدرسة  نموذجية حديثة بدلا من المدرسة المستأجرة "عدم توفر  قطعة ارض للبناء عليها" ، على حد تعبير الأهالي الذين استطاعوا بعد معاناة طويلة  دامت 13 عاما،   في إجراءات استملاك قطعة  الأرض لصالح وزارة التربية من اجل بناء المدرسة عليها   ، و بعد مرور 6 سنوات من  استملاك الأرض  ما   زال المشروع يراوح مكانه ، وأكدوا الأهالي  بأنه لم يبق   مسؤول في وزارة التربية له علاقة بهذه المدرسة  إلا وتمت مراجعته من قبلهم.

وأشار أولياء أمور الطلبة   انه تم طرح العديد من العطاءات   في عام 2005 و2008 لبناء المدرسة  ،   على حساب القرض ألألماني الذي  يقدم منحة لوزارة التربية والتعليم  ولكنه تم إيقاف عطاء بناء مدرسة أبو عبيدة الأساسية مرتين كما أشار المواطن عاطف المشاهرة ،"بحجة ارتفاع أسعار وتكاليف مواد بناء المدرسة ، علما بأنه تم بناء العديد من مدارس اللواء في نفس العام وعلى حساب القرض الألماني  ايضا ، فلماذا هذه المدرسة  مستثن من البناء".


المهندس منصور العبادي  مدير المشاريع والأبنية في وزارة التربية والتعليم  وعد انه وخلال شهرين سيتم طرح عطاء بناء مدرسة ابوعبيدة الأساسية ، ولحين الانتهاء من تنفيذ بناء المدرسة الجديدة ستقوم وزارة التربية والتعليم بأعمال الصيانة من حيث صيانة دورات المياه ،وإعادة ترميم سقف الغرفة  الصفية التي سقطت منها الكتل الأسمنتية، وتركيب الأبواب لتحسين وضع المدرسة.  

و فيما يتعلق  بالصخرة التي تهدد حياة الطلبة فيقول العبادي " انه تم مخاطبة الجهات المعنية  بكتب رسمية للتخلص من الصخرة ، وأضاف بأنها مسؤولية مشتركة   بين  بلدية  اللواء ومديرية الأشغال العامة  .

ويتساءل الأهالي إلى متى ستبقى هذه المدرسة  في عالم النسيان ، لحين انهيارها و عندها سنرى المسؤولين  يتباكون و يتسالؤن عن أسباب انهيار مدرسة أبو عبيدة الأساسية  .

 تستعد هذه المدرسة المختلطة لاستقبال العام الجديد  2009غير متفائلة بان تحظى بنصيب من حسابات الحكومة في الموازنة التي يذهب جل نفقاتها بين نفقات جارية و رأسمالية نصيب الاسد منها لوزارة الدفاع والداخلية ولانشاء الابنية الحكومية في وقت تسجل في الايرادات الضريبية من جيوب المواطنين 68% من الايرادات المحلية!!.