أغاني زمان حاضرة في مقاهي عمان

الرابط المختصر

في وسط البلد عمان أو ما يطلق عليه " قاع المدينة " ما زالت الأغنية الكلاسيكية تحافظ على وجودها فأغاني أم كلثوم، عبد الحليم، عبد الوهاب، فريد الأطرش، مازالت تصدح وتنثر إلحانها من مقاهي البلد لتذكرك بالماضي وذكرياته.كوكب الشرق إحدى المقاهي التي استمدت اسمها من أصالة المطربة ام كلثوم تتمركز في وسط البلد منذ خمسين عاما معظم روادها من كبار السن، القدم والأصالة هي السمة الغالبة على المكان ، و يقول أبو سامر صاحب مقهى كوكب الشرق عن علاقته مع أغاني أم كلثوم " في بعض الأحيان نضع في القهوة أغاني لأم كلثوم وغيرها من المطربين لان رواد المقهى تتنوع رغباتهم وطلباتهم، فمنهم من يحب سماع الأغنية القديمة المقتصرة بكل تأكيد على الجيل الكبير، أما الجيل الجديد فانه يحب سماع الأغاني الجديدة ، لكن معظم روادنا من كبار السن لذلك نحرص كثيرا على بث أغاني كوكب الشرق أم كلثوم".



أبو رائد في الستينات من رواد " كوكب الشرق" ويواظب يوميا على القدوم إلى المقهى لجلوس مع الأصدقاء والتحدث عن أمور الحياة المختلفة ولعب الشدة وتدخين النرجيلة والاستمتاع لأغاني الراحلين ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش، ويقول " أحب سماع الأغاني القديمة كفيروز وناصر شمس الدين ووديع الصافي وعبد الوهاب وأم كلثوم ، ولا أتابع الأغاني الجديدة ولا اعرف حتى ما هي أسماء المغنيين ".



وتنتشر في منطقة البلد العديد من المقاهي التي يتنوع روادها من مختلف الأعمار، ومن مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، فمقهى بلاط الرشيد هو إحدى المقاهي التي تصدح فيها الأغنية الكلاسيكية وتجد لها مكانا في قلوب زوار المقهى.



ويقول احمد 30 عاما و يعمل " سفرجي " في بلاط الرشيد " رواد المقهى يحبون سماع الأغاني القديمة ، لذلك أكثر ما يسمع بناء على طلبات الزبون أم كلثوم ، عبد الحليم ، فريد الأطرش ، ويبن ان في فترة المساء يكثر سماع أم كلثوم وعبد الحليم وميادة الحناوي ".



أما علي من رواد مقهى بلاط الرشيد الدائمين يقول " انا من المعجبين بالأغاني القديمة كأم كلثوم بإضافة إلى الأغنية الخليجية لقربها من الأغنية القديمة ، لأنها تضفي جو عاطفيا وجميل في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، وسماعها يريح البال وتبعده عن التفكير قليلا " ويبين علي إلى ان " الأغنية الجديدة تتصف بالسرعة وتنتهي بسرعة ولا تعبئ المزاج ".



يتنوع زوار مقهى بلاط الرشيد بين الجيل القديم والجيل الجديد محمد ابن 22 عاما من رواد المقهى الدائمين هو وزملائه ورغم ذلك يفضل هذا الجيل سماع الأغنيات القديمة في القهوة فهي تعطي الجلسة أجواء جميلة وأصيلة ، ويقول محمد " بصراحة هذا الجيل يحب سماع الأغاني القديمة كأم كلثوم وعبد الحليم لأنها تعطي جو أفضل من الأغاني الحديثة ، ونحب القدوم إلى هذه المقهى باستمرار لتخصصها بالأغنية القديمة كأم كلثوم وعبد الحليم لأعطها جوا من الرومانسية ، وأحب سماع الأغاني القديمة خصوصا في أوقات الليل لإضفائها جوا أحلى في الليل ".



أبو أسامة سائق سرفيس تعود كل يوم ان يبدأ يومه بأغنية لفيروز ويختمها مع أم كلثوم ويضيف " هل يعلو على أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ أي مطرب؟ ، فأهم شيء بالنسبة لي الأغنية الشعبية والأغنية التي تعبر عن الوطن، أما باقي الأغاني لا تعني لي ، وهذه الأغاني الجديدة كلها رقص وفاحشة وانا ضدها كليا ".



في وسط المدينة " البلد" ما تزال الأماكن تعبق برائحة التاريخ وشاهدة على حقب مضت محافظة على أصالتها وجذورها في مبانيها، شوارعها، حتى الأغاني الكلاسيكية القديمة تجد مكانا في مقاهي وسط المدنية وهذا دليلا على إنها مازالت تحافظ على أصالتها وباقيا عليها رغم تطور الزمن وتغيره.

أضف تعليقك