أعداد اللاجئين السوريين في الأردن مرشحة للزيادة
توقع حقوقيون أن يزداد عدد اللاجئين السوريين إلى الأردن الفارين من أعمال العنف التي تشهدها سورية على خلفية انتفاضهم على النظام السوري.
ووفقا لمصادر محلية في الشمال فإن تعداد اللاجئين السوريين قد يتخطى ١٥٠٠ لاجئ جلهم من محافظات: درعا وحمص وحماة وقرى مجاورة لها.
مدير مركز الجسر العربي لحقوق الإنسان، أمجد شموط أعرب "لعمان نت" عن قلقه من استمرار العنف في سورية وأثره على ازدياد أعداد اللاجئين السوريين الفارين إلى الأردن ولبنان وتركيا، وقال: "هذا التزايد سيستمر وفقا لما تشهده سورية من استبداد وعنف يقوم بها النظام السوري ما يعني انتهاكا لحقوقهم”.
وأضاف شموط أنهم لا يستطيعوا حصر عددهم في الأردن لصعوبة الأمر، لكنه قّدرهم بما لا يتجاوزا المائة في المفرق وحدها، "نحن على اتصال مع عدد منهم، حيث قدموا من محافظة حمص، مقيمين عند أكثر من عائلة أردنية تربطهم علاقة مصاهرة وأوضاعهم دون المستوى الانساني".
فيما قدّر الناشط السياسي السوري اللاجئ إلى الأردن، أيمن الأسود، أن تعدادهم ازداد كثيرا عن السابق، ولا يملك أرقاما مؤكدة، غير أنه مطلع على أوضاع ٤٥ فردا يقطنون في مساكن خاصة في محافظة المفرق.
وأضاف أنه "لا يعلم كم مجمل تعداد اللاجئين على كامل الأراضي الأردنية” لكن المؤكد أن هناك أعداد “لا بأس بها”.
يلفت الأسود إلى أن الذين أتوا بطرق غير شرعية قد سافروا، "غادر قرابة ستة لاجئين إلى تركيا ومصر”.
في هذه الأثناء، فإن الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها اللاجئين، دفعت المحامي شموط إلى مناشدة جميع المؤسسات الدولية للاطلاع بمسؤولياتها الاخلاقية والانسانية والقانونية "حتى نستطيع تقديم الخدمة المناسبة لهم”.
ويؤكد الناشط الأسود أن الكثير من اللاجئين باتوا يشكون من تردي أوضاعهم المعيشية من حيث المأكل والمشرب، مطالبا بتثبيت فكرة اللجوء السياسي لهم إلى حين سقوط نظام البعث في سورية.
لكن الدكتور فوزي السمهوري، رئيس مركز الجذور لدراسات حقوق الإنسان، يجد أن المفوضية ووفق معاييرها الدولية، لا تنطبق على كثير من السوريين، لكن أكد أن من يريد عليه التقدم بطلب رسمي للمفوضية.
الناشط السوري لم يخف قلقه من ازدياد دوامة العنف في سورية خصوصا مع بداية شهر رمضان، "يمر الشهر الفضيل ونحن مهجّرين عن بلدنا، بصراحة الجميع قلق من الأوضاع الإنسانية الصعبة هناك".
ودعا الأسود والذي لجأ للأردن قبل عدة شهور، المنظمات الدولية والحقوقية إلى زيارتهم والاطلاع على أحوالهم، ويسجل عتبا على تقصيرها،"قامت بزيارتنا في البدء ومن ثم اختفت ولم يعد أحد يأبه بنا".
المحامي الشموط، ينصح المفوضية السامية لزيارة اللاجئين مرة ثانية، ويقول: "قامت المفوضية بزيارات لهم، وقاموا بتسجيلهم لديها، ليستفيدوا من الحماية القانونية، وفق متطلبات الحماية التي توفرها المفوضية في مثل هذه الظروف".
هناك واجب قانوني وأخلاقي من المجتمع المدني والدولي والرسمي، برعاية هذه الخدمة بغض النظر عن خلفايتهم وأعمارهم.
وعن تقيمه للدور الأردني وموقفه من ما يجري في الساحة السورية، اعتبر شموط أن الأردن لا يقصر مع جيرانه، ومع عموم ملف اللاجئين أينما كانوا ،ورغم قلة الموارد إلا أنه لا يتوانى من استقبال اللاجئين وإن كانت جهوده بالخفاء. والخفاء كما يوضح "أنه ربما حماية لهؤلاء اللاجئين”.
هذا ويشهد الموقف الرسمي الأردني وغير الرسمي بين أطياف قوى المعارضة والأحزاب والنقابات، ضبابية في الشأن السوري، من حيث أخذ موقف "إدانة" في تعاطي النظام السوري مع تظاهرات المدنيين العزل المطالبين بإسقاط النظام.
إستمع الآن