أعداد الأردنيين المعتقلين في العراق يقاربون الـ100

الرابط المختصر

من سجون بوكا وأبو غريب إلى كربور2 وسوسا، تلك مسيرة ما يقارب 100 أردني في معتقلات "أمريكية" في العراق.أحمد الجعبري قضى سنتين في المعتقل وحسن شرفات قضى ثلاث سنوات أيضا وناجي وليدات قضى ما يقارب السنتين أيضاً؛ كانوا هؤلاء وعلى اختلاف ظروف اعتقالهم وتشابه أسبابها، كانوا في مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم في مقر المنظمة العربية لحقوق الإنسان لأجل تناول أوضاع المعتقلين هناك.

وتحدثوا عن ظروف اعتقالهم والتعذيب الذي تعرضوا له خلال فترة الاعتقال، والتهم التي اعتقل لأجلها، فالتعري والإساءة الجنسية لهم والمس بكرامتهم وتعذيبهم كانت من الوسائل المختلفة التي قام بها الجنود في المعتقلات.

القائمون على المؤتمر لم يتركوا فرصة إلا وأشاروا إلى التقصير الحكومي بملف المعتقلين الأردنيين في السجون الأمريكية في العراق، "فالخارجية لا تتعاون معنا أبدا"، "نحن دائمو التواصل مع جميع الجهات والتي يفترض أن تتابع ملف الأردنيين كالصليب الأحمر ومنظمات عديدة والخارجية، ولكن للأسف لا يوجد رد أو تعاون".

ويتابع رئيس المنظمة هاني الدحلة حديثه.."وزارة الخارجية لا تعلم حتى الآن عن عدد الأردنيين المعتقلين رغم تواصلها الدائم مع السفارة الأردنية في العراق"، "جهود تلك الوزارة بسيطة جداً، لا تتعدى من تكليف السفير بالسؤال عن أحوالهم فقط".

رئيس لجنة السجون والمعتقلات في المنظمة عبد الكريم شريدة، يقول: "لا توجد متابعة من الجهات المعينة للبحث عن المعتقلين الأردنيين في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق، ورغم ما تقوم به دائرة المخابرات العامة ببعث محققين لها لأجل لقاء المعتقلين الأردنيين، إلا أنهم لا يخبرون أهاليهم لأجل طمأنتهم".

الأردنيون في السجون الأمريكية "زرقاويون" بنظر الاحتلال
وبعد لوم الجهات على تقصيرها، بدأ المحرر أحمد الجعبري بالحديث عن ظروف اعتقاله، فرغم أنه من مواليد العراق ودراسته وعمله هناك لم يشفعه ذلك من الاعتقال "أوقفتني الشرطة العراقية وأنا كنت في سيارتي BMW نوع X5 وصادروا جميع الدولارات التي كانت بحوزتي قائلين لي أنني جئت للعراق لأجل القيام بعمليات إرهابية وهم بدورهم أقنعوا القوات الأمريكية بأني قادم من بلد الزرقاوي وتم اعتقالي وهنا بدأت مرحلة عذابي وتنقلي بين المعتقلات والتعذيب الذي مسني جدا من حيث التعري والتلفظ بألفاظ نابية بحقي والعديد من الممارسات السيئة بحقنا".

كما ولم تختلف الظروف التي مر بها حسن شرفات المعتقل منذ ثلاث سنوات عن ظروف البقية، ويقول: "كنت بتاريخ 16\12\2003 متجها صوب العراق لأجل تسليم سيارة لأحد التجار العراقيين، وهناك تم اعتقالي وأول أسبوع من اعتقالي تم تقيدي وتغطية رأسي بكيس، طوال الوقت، وضربي وتجويعي وسكب المياه الباردة على جسدي وبعدها بدأت سلسلة تنقلي بين معتقلات أبو غريب وبوكا بدون تهمة إلا أن قرروا بعد ذلك بأني غير مدان وخرجت بتاريخ 27\10العام الحالي".

ويضيف ناجي وليدات والذي اعتقل منذ سنتين -بدون تهمة كحال الآخرين- أنه كان يعمل سائق شاحنة وهناك تم اعتقاله في معتقلات بوكا وأبو غريب .."كانوا يجبروننا على الاستحمام جماعة وكانوا يتحرشون بنا، والطعام منتهية صلاحيته منذ سنة، ونحن هنا نضطر أكله وبفترة دقائق قليلة ومن يتأخر يتم ضربه على معدته كي يتقيأ ما يأكله".

وبحسب المفرج عنهم فإن كل من صحيفتي الصباح العراقية والأنباء الكويتية نشرتا أسماء الكثير من المعتقلين الأردنيين على أنهم إرهابيين.

يشار إلى أن المنظمة العربية للحقوق الإنسان وعلى لسان رئيسها هاني الدحلة تعكف على إعداد تقرير حول أعداد وأوضاع أردنيين معتقلين في السجون السورية وسيعلن عنه في تموز من العام القادم، وهو ما يأتي في إطار متابعة المنظمة لأوضاع الأردنيين المعتقلين في كل من إسرائيل وغونتنامو والعراق وسوريا.

أضف تعليقك