أطباء : المضادات الحيوية ليست الحل في علاج الأمراض الموسمية

الرابط المختصر

مع بداية فصل الخريف وما يصاحبه من تقلبات في الطقس، يزداد انتشار الأمراض الموسمية، مثل الفيروسات والالتهابات التنفسية التي تصيب مختلف الفئات العمرية، وتكون الفئات الأكثر عرضة لهذه الأمراض هم الأطفال وكبار السن، مما يستدعي اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل انتشار العدوى والحفاظ على الصحة العامة.

وتترافق هذه الفترة مع انخفاض درجات الحرارة  خلال الليل وارتفاع الفروقات الحرارية بين النهار والليل، والتي قد تصل من 10 الى 12 درجة مئوية، وفقا لدائرة الارصاد الجوية.

خبراء في المجال الصحي يؤكدون بأن هذه  التغيرات الحرارية  قد تزيد من فرص الإصابة بالرشح والأمراض الموسمية، خاصة بين لأطفال.

وتعد أمراض الجهاز التنفسي من أبرز الأمراض شيوعا مع نهاية الخريف وبداية الشتاء، مثل الإنفلونزا، الزكام، التهاب القصبات الهوائية، والتهاب اللوزتين. 

كما يعاني البعض خلال الشتاء من تفاقم أزمات الربو التنفسية، بالإضافة إلى ظهور مشاكل صحية أخرى مثل الأكزيما، الحساسية، والاكتئاب الموسمي.

يوضح استشاري طب الأسرة الدكتور عدي الخصاونة أن المرضى غالبا لا يميزون بين أنواع الأمراض التي يصابون بها، ويتعاملون معها بمقياس واحد، مؤكدا أن معظم التهابات الجهاز التنفسي العلوي ناتجة عن فيروسات، في حين أن الالتهابات البكتيرية تشكل نسبة قليلة مقارنة بالفيروسية، وأن هناك فرقا بين الزكام والإنفلونزا، إذ إن لكل منهما أعراضه الخاصة.

تشمل أعراض الزكام آلاما وارتفاعا طفيفا في درجة الحرارة، وتستمر عادة من ثلاثة إلى خمسة أيام قبل أن تختفي، أما الإنفلونزا، فهي فيروس يسبب أعراضا أكثر شدة، منها إرهاق عام وآلام في العضلات والصدر والمفاصل، إلى جانب ارتفاع شديد في درجة الحرارة، كما أن الإنفلونزا تشكل خطرا أكبر على كبار السن، والمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، والأطفال دون سن الخامسة، بحسب الخصاونة

ويؤكد أن المضادات الحيوية ليست العلاج المناسب للالتهابات الفيروسية في الجهاز التنفسي العلوي، مشددا  على أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية في القطاعين الخاص والحكومي يؤدي إلى هدر مالي وزيادة في مقاومة البكتيريا لهذه الأدوية، فعلى سبيل المثال، مرضى التهابات المسالك البولية الذين لم تعد بعض المضادات الحيوية فعالة في علاجهم بسبب تناولها دون حاجة.

العلاج المناسب 

العلاج المناسب وفقا للخصاونة، يعتمد على الأعراض وطبيعة المرض، بالاضافة إلى الفئة العمرية للمريض، ويوصي بمتابعة كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، و الاطفال دون سن الخامسة لدى طبيب متخصص.

أما في حالة الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من أعراض خفيفة، مثل ارتفاع الحرارة، التهاب الحلق، والزكام، فيمكنهم تناول أدوية لتخفيف الأعراض، وعادة ما تستمر التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، غير المرتبطة بالإنفلونزا، لفترة قصيرة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام قبل أن تبدأ الأعراض بالتحسن، حتى في حالة الإصابة بالإنفلونزا، وفقا للخصاونة.

كما يؤكد على أهمية اتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات لدعم المناعة، مشيرا  إلى أن تعزيز المناعة يعتمد بشكل كبير على جودة التغذية اليومية، إذ يعاني كثيرون من سوء التغذية أو نقص الفيتامينات، ويلجؤون إلى تناول فيتامين C أو عصير الليمون والبرتقال عند الإصابة بالزكام، وهو تصرف قد لا يعطي النتائج المرجوة.

بخصوص مطعوم الإنفلونزا، فيعد من الضروريات لجميع الفئات، لكنه أكثر أهمية لبعض الفئات المعرضة للخطر مثل كبار السن، مرضى الكلى، الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي أو انسداد الرئة، النساء الحوامل، والأطفال، و يوصى بأخذ المطعوم سنويا، لما له من دور في تقليل الوفيات، خاصة بين كبار السن فوق 65 عاما، والعاملين في القطاع الصحي.

 

الأطفال أكثر عرضة للمرض

العديد من الدراسات التابعة لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن الأطفال ما بين عمر عام إلى 5 أعوام معرضون للإصابة بالالتهابات التنفسية ما بين 4 إلى 6 مرات خلال العام الواحد.

ويؤكد المستشار الأول لطب الأطفال والمواليد، الدكتور سمير الفاعوري أن الأطفال عرضة للأصابة بالمرض بشكل متكرر، بسبب ضعف بنيتهم الجسدية. 

ويشير الفاعوري إلى أن  90% من الأطفال المصابين بأمراض الفايروس، لا يتجاوبون مع العلاج بالمضادات الحيوية، وذلك لتطورها من عام لآخر. 

أما عن طبيعة هذه الحالات فيؤكد أن 85% من الأطفال لا يحتاجون إلى العلاج الدوائي، بينما 10% منهم يحتاجون لذلك، و5 % يتطلب إدخالهم الى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.

 ويوضح أن الإصابة بالالتهابات التنفسية، تنتشر مع بداية موسم الشتاء، بينما الإصابة بالحساسية تكون على الأغلب مع بداية موسم الربيع.

هذا وتدعو وزارة الصحة بضرورة  اتباع الإجراءات الوقائية للحد من الإصابة بالمرض، وتجنب التغيير المفاجيء في درجات الحرارة من خلال ارتداء الملابس الدافئة، إضافة إلى تجنب الانتقال من الأماكن الباردة إلى الدافئة بشكل سريع، وفي حال الشعور باعراض مرضية يجب استشارة الطبيب المختص.