أسرى أردنيون في إسرائيل ينفذون إضرابا عن الطعام

الرابط المختصر

أثار الإضراب الذي ينفذه الأسرى الأردنيون في إسرائيل، اهتماما وجدلا واسعا في صفوف المنظمات الأهلية الأردنية، حيث اعتبرت الإضراب بمثابة إنذار للحكومة التي أغفلت قضيتهم في قمة "شرم الشيخ" حسب ما أكدوا لعمان نت. وسيُضّرب الأسرى عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، ينفذ تصاعديا في حال عدم تجاوب الجميع لمطلبهم، المتمثل بالإفراج عنهم، وبحسب أحد الأسرى ويدعى وائل الأمير الذي قال لصحيفة "الدستور" اليومية إنهم سيستمرون في تنفيذ الإضراب حتى يتم الإفراج عن 22 معتقلا امنياً أردنياً.



ويشير المعتقل إلى أن الإضراب عن الطعام الذي يبدأ تنفيذه صباح يوم الاثنين القادم، يعتبر خطوة أولى ضمن سلسلة إجراءات تصعيدية حازمة إلى حين نيل إطلاق سرحهم.



الصحفي والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، يجد أن وزارة الخارجية الأردنية أشتغلت كثيرا في قضية الأسرى، ويقول "لا أعتقد أن الحكومة قفزت عن هذا الملف، وأدارت الظهر له، ولكن أعتقد أن المعالجة لهذا الملف، سوف يتم من خلال السياق الدبلوماسي، وعبر القنوات الدبلوماسية النشطة، والتي ستشهد المزيد من النشاط في المرحلة القادمة خصوصا مع عودة السفير الأردني إلى إسرائيل".



ويعتقد الرنتاوي أن الآفاق مفتوحة للإفراج عن جميع المعتقلين في أقل تقدير، ويتابع "قضية الأسرى قضية رأي عام، بالتالي من حق الأحزاب والمعارضة أن تطرح قضية الأسرى في كل وقت". معتبرا أن لا يجب أن تتحول المسألة إلى قيد على الحراك السياسي في الأردن، "لن يخدم القضية طرحها على الإعلام في كل مرة، وأن تكون في سوق المزايدات والمناقصات، وفي تقديري أن هذا الموضوع سوف يتفجر شيئا فشيئا في الأيام القليلة القادمة".



في الجهة المقابلة، يرى رئيس تحرير جريدة السبيل الأسبوعية "الإسلامية" عاطف الجولاني أن من حق الأسرى الأردنيين أن يشعروا بالغيظ والأسف والغضب، إزاء الموقف الرسمي من قضيتهم، "تم تجاوز قضيتهم عند توقيع اتفاقية وادي عربة، ثم تم تجاوز قضيتهم في العديد من المحطات، حيث كان بكل يسر إطلاق سراحهم، في صفقات خالد مشعل والشيخ ياسين، لكن تم تجاهلهم".



ويضيف الجولاني أن الرأي العام أصبح ضاغطا على الحكومة، وأنه كان لا بد من ربط موافقة الحكومة على عودة السفير الأردني بإطلاق سراح الأسرى، بل أن ما يثير الحزن هو عودة السفير بلا ثمن، وما أسوأ من ذلك هو إنزال صور المعتقلين من على باب مجمع النقابات المهنية.



"حتى في صفقة حزب الله مع الجانب الإسرائيلي، الجانب الرسمي أبدى حساسية، تجاه إدراج أسمائهم على قوائم المطلوب إطلاق سراحهم، فالحكومة لا هي تسعى بشكل جاد للإفراج عنهم، ولا تترك الآخرين يقومون بهذه المهمة، وهذا موقف غير مقبول".



رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، هاني الدحلة، يقول في هذا الصدد "نحن كمنظمات لحقوق الإنسان، راسلنا الحكومة الأردنية عدة مرات، من أجل الاهتمام بقضية الأسرى، خصوصا قبل قمة شرم الشيخ، لكن، للأسف الحكومة لم تبذل جهود كافية، بدليل أن في شرم الشيخ أثار الفلسطينيون قضية أسراهم، بينما الأردنيون لم يثيروا حتى الموضوع، وفوق ذلك وافقوا على إرسال السفير الأردني إلى تل أبيب، وهذا موقف غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا من قبل المنظمات الأهلية".



ويرى الدحلة أن لا تعويل على جهود الحكومة، في رغبتها بإطلاق سراح الأسرى، "سنبقى نقيم المؤتمرات الصحفية، وإرسال المذكرات تذكرهم بالقضية".



صحيفة السبيل ترفع شعار الأسرى وصورهم منذ سنوات على صدر الصفحة الأخيرة من الصحيفة، يعلق عاطف الجولاني في هذا الصدد أن المطلوب هو إثارة قضيتهم في شتى المحافل وفي كل مكان، على اعتبار أن الشعب الأردني كغيره من الشعوب، لا يتجاوب مع قضيتهم إذ أُغفلت، "المطلوب أن تتصدر قضيتهم أولويات النقابات والأحزاب والإعلام، ما يشكل ضغطا على الموقف الرسمي، من أجل بذل المزيد من الجهود لإخراجهم من الأسر".

أضف تعليقك