أحمد قعبور : لا تستهينوا بالكلمة واللحن والثقافة

الرابط المختصر

"حرية التعبير في العالم العربي عالقة ما بين ثقافة الاستسلام أو فقدان المبادرة عبر التمسك بتراث وكأنه قرآن كريم لا يمس" هذا ما قاله الفنان اللبناني أحمد قعبور في مؤتمر حرية التعبير في العالم العربي الذي أقيم في عمان، وكان أن تسائل عن "كيف ننتج ثقافة حية بعيدا عن الكاسحة الأميريكية خصوصا وأن وسائل الإعلام في عالمنا حرة ولكن فقط في رسم صورة مغايرة للحقيقة".وعرض قعبور أغنيته الشهيرة (أناديكم) أمام الحضور مشيرا الى أن الأغنية والتي غناها وعمره 19 عاما قد سبقت عمره الفني وغير الفني، لكنها لم تعرض على الشاشات العربية سوى بعد عشرين سنة، وهو ما يدل على أزمة التعبير في تلفزيونات العرب.



وقال "شركات إنتاج الفن والأغاني رفضت تجديد أناديكم وعصرنتها" مؤكدا انه لا يدعي بأنه الوكيل الحصري للأغاني الوطنية لكن "البرامج الفنية بما فيها من منوعات على الفضائيات تحولت الى سيرك جوال تماما كما يحصل مع المهرجانات السياسية، وذلك يساعد الكاسحة الأميريكية المتخصصة بسحق الثقافات، أما الأنظمة البوليسية الفارغة فقد فشلت في مواجهة اسرائيل وتحولت الى جمهوريات خوف من كل شيء لا تنتج إلا ثقافات البلادة".



واستعرض الفنان اللبناني قعبور واقع الأحداث المأساوية التي يمر بها الصحفيين في لبنان من قتل وتفجير وقال "من حقي كعربي أن أعرف من يقتلنا في عمان وبيروت والرياض؟ بإسم من نقتل؟ من الذي أوصلنا الى هذا الحد؟ القتلة يتشابهون ويتكافلون في كل مكان، فمن عمل على تربية الأفاعي في ديارنا نسي أنها عندما تكبر تبتلع مروضها، ولذلك يستمر السؤال من الذي حولنا كمواطنين عرب لكائنات مصفقة؟ نصفق للنشاز والشواذ في الفن والسياسة".



واستذكر القعبور أول ضحايا الدكتاتور بينوشيه في تشيلي كان مغنيا قطع الزعيم الدكتاتور يديه وأجبره على الغناء في ملعب كرة القدم حتى مات مضرجا بدمائه، وقال "أطلب من الجميع عدم الاستهانه بالكلمة واللحن والثقافة".



وأحمد قعبور من مواليـد بــيروت عـام 1955 تابـع دراسـته في دار المعلمين والمعلمات في بـيروت وإلتحق بقسم المسرح في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وتخـرج منها عـام 1982، ويعـمل حاليــاً في مديـرية شؤون المسرح والسينما والمعارض في وزارة الثقافة اللبنانية.



قعبور الذي يعيش الآن وحدة يدرك فيها معنى الإنسان والصدق وأهمية الأغنية الوطنية في المقاومة يقول:

"هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أنـّه ما من اغنية، أو ربما ما من عمل فنّي، إستطاع يومـاً أن يغـيّر نظامـاً أو أن يقلب نظماً سياسية و لكن الأغنـية الوطنـية وُجِـدَت لتنـمّي و تحافظ على الحسّ الوطني لدى الشعوب، لتحرك مشاعرهم و تدفعهم للصمود. فأغنية اناديكم وغيرها من الأغاني الوطنية الأخرى كانت و لا زالت رفيقة المقاوم. كانت معه كالحجر والبندقية في مواجهة العدو".




أضف تعليقك