أحزاب المعارضة..اختلاف على بقاء النظام السوري واتفاق على المؤامرة

أحزاب المعارضة..اختلاف على بقاء النظام السوري واتفاق على المؤامرة
الرابط المختصر

تتوافق أحزاب تنسيقية المعارضة على تعرض النظام السوري لمؤامرة من قوى خارجية؛ رغم اختلاف موقفهم من بقاء أو رحيل النظام السوري نتيجةً لشكل التعاطي مع الاحتجاجات الشعبية.

فبينما تؤيد بعض أحزاب التنسيقية ضرورة رحيل النظام السوري نتيجة تعامله "القمعي" مع المطالبات الاحتجاجية للشعب؛ ترى بعض اﻷحزاب بأن المصلحة تقتضي بقاء النظام على شرط المضي في الاصلاحات وتلبية مطالبات الشعب.

قراءة ما يحدث في سوريا من قبل أحزاب التنسيقية ينطلق من أبعاد عديدة بوجهة نظرهم؛ فبينما عبر حزب جبهة العمل اﻹسلامي عن إدانته لقمع النظام السوري لشعبه المطالب باﻹصلاح والديمقراطية من خلال تنظيمه لعدة فعاليات واعتصامات أمام السفارة السورية؛ اعتبر أمين عام حزب العبث العربي التقدمي فؤاد دبور أن موقف الحزب ينطلق من بعدين؛ الأول تأييد الإصلاحات والحقوق التي يطالب بها الشعب السوري؛ وثانياً رفض استخدام السلاح من فئات اعتبرها "ضالة وتشكل أدوات لقوى معادية للنظام السوري”.

وهو ما رفضه رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل اﻹسلامي زكي بن ارشيد مبيناً أن الحزب يدين ما يمارسه النظام السوري من قتل وقمع للشعب تحت ذرائع تبني المواقف القومية.

أما قراءة حزب الوحدة الشعبية لما يحدث في سوريا فلا تنفصل عن الدور السوري في المنطقة أيضاً؛ حيث بين أمين عام الحزب سعيد ذياب أن سوريا تتعرض لاستهداف من الولايات المتحدة اﻷمريكية وإسرائيل والدول العربية المرتبطة بها.

تعرض الدولة السورية لمؤامرة خارجية أمر لا تنكره كافة أحزاب تنسيقية المعارضة؛ وبرغم من هذا الاتفاق فإن بن ارشيد بين أن كل الأنظمة العربية تتعرض لمؤامرة؛ مضيفاً أن الوقوف أمام المؤامرة يكون بالالتحام مع مطالبات الشعب؛ وبناء جبهة وطنية ووحدة وطنية عنوانها حرية الشعب.

واعتبر بن ارشيد أن أي نظام مستبد هو الذي يتآمر على نفسه وأن المؤمرات الخارجية لا تؤثر إلا إذا كانت مقوماتها موجودة بالداخل.

وكان لحزب البعث العربي الاشتراكي موقفاً مشابها للتقدمي، حيث أكد الناطق اﻹعلامي باسم الحزب هشام النجداوي على وجود تدخل خارجي لافت في الشأن السوري؛ مؤيداً بقاء النظام مع أخذه لمطالبات الشعب باﻹصلاح والجلوس على طاولة حوار.

الحياد مما يحدث في سورية ظهر في موقف الحزب الشيوعي الذي رفض أمينه العام منير حمارنة تأييد أو معارضة النظام السوري؛ منطلقاً من تأييده لمطالب الشعب السوري مع تأكيده في الوقت ذاته على وجود عمل وتدخل ممنهج ضد إسقاط النظام السوري.

السياسة الخارجية السورية التي أيدت لسنوات عديدة حركات المقاومة وأعلنت رفضها للسياسات اﻷمريكية مراراً؛ ما زال عاملا قائما في حسابات اﻷحزاب اتجاه الموقف مما يجري في سوريا؛ حيث اعتبر دبور أن الحزب يؤيد موقف سوريا بتوجهاتها الوطنية وتمسكها بهذه الثوابت في انتاج مشاريع إصلاحية.

انطلاق بعض أحزاب التنسيقية من هذا الموقف أمر ينظر إليه حزب جبهة العمل اﻹسلامي بتوجه آخر؛ حيث اعتبر بن ارشيد أن من يؤيد الاصلاح في اﻷردن ويمنعه عن سوريا يمتلك معايير مزدوجة.

انقسام آخر تجلى في تنسيقية المعارضة حول كيفية إعلان الموقف من سوريا والتعامل معه؛ وهو ما لم ينكره كل من الناطق باسم التنسيقية فؤاد دبور ورئيس الدائرة السياسية في جبهة العمل زكي بن ارشيد.

وهذا الاختلاف الكبير في مواقف أحزاب المعارضة حول الشأن السوري ألقى بظلاله على عدم القدرة باتخاذ موقف موحد بشكل علني، بل وحتى عدم طرح الموضوع للنقاش.